استحباب النكاح المؤكد

[حكم - 473] النكاح في أصل الشرع مستحب استحبابا مؤكداً وثوابه عظيم جداً فإنه من سنن المرسلين واستحبابه من جهات عديدة ومنها:

أ- للابقاء على النسل البشري وتكثيره ولذا ورد: ((تناكحوا تناسلوا فإني اباهي بكم الامم السالفة ولو بالسقط)).
والحديث: ((تناكحوا تناسلوا تثقلوا الارض بلا إله إلا الله)) فاللازم على المسلمين غير المنحرفين الإهتمام بهذه الجهة وهي عدم قطع النسل والذرية ليتوسع ذكر الله في الارض وليكثر المسلمون وليتغلبوا على الكافرين عدداً وفكراً.
ب- لإحصان النفس من الفعل الحرام وملاحقة اعراض الناس والتكفر في غير ما يرضي الله وهذا ما سبب لعن الاعزب في بعض الاحاديث ((وان اكثر أهل النار العزاب)) ((رذال موتاكم العزاب)) ((ومن تزوج احرز نصف دينه)).
ج- لستر البنت والحفاظ على عفافها وهدوئها وعدم الابتلاء بفضيحتها والعار على أهلها لو اضطرت الى مراودة الرجال خلسة أو جهراً.
ولذا كان الإمام زين العابدين(ع) يقول لنسيبه: زوج ابنته أو اخته حين يجيء لزيارته: ((مرحباً بمن كفى المؤنة وستر العورة)) وقد بسط له رداءه واجلسه ب24.
د- لحفظ صحة الشاب والشابة حيث ان تجمع القوة الجنسية في البدن وحصرها يسبب اسقاماً لا يدفعها إلا التزوج بالطاهرات النظيفات وبالطاهرين النظيفين ولقد وردت الاحصائيات الطبية باقلية الامراض بالمتزوجين والمتزوجات زواجاً مبكراً.
هـ- لتكوين الاسر وحصول الالفة والرحمة والعطف من الرجال على النساء وبالعكس.
ففي الآية:
[وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ] سورة الروم، الآية:21.
و- لجعل الناس يشعرون بالمسؤولية فان الأعزب والعزبة يغلب عليهما عدم الالتزام بمسؤولية بخلاف المتزوج والمتزوجة فانهما يشعران بالمسؤولية ومن ثم يتصرفان على اساس النظام والمسؤولية فتكون العوائل والمتزوجون دائماً منظمة ومسؤولة بخلاف حياة العزاب فانها يغلب فيها الهوج والتفكك واللامبالات.
ولذا تجد الشعوب التي يكثر فيها العزاب يكثر فيها البطالة والتفكك والجهل واكثر فساداً وميوعة واكثر لتسلط الظالمين عليها.
ز- لسد الفراغ القاتل للشاب والشابة ومن ثم دفع التعقدات النفسية ونحوسة الطباع وسوء الاخلاق.
وترى المتزوج يرجع غالباً الى انسانيته ويكون اجتماعياً مرحاً متبشراً يحب الناس ويحنوا على الاطفال ويحافظ على عوائل الآخرين.
ولذا ورد من لهو المؤمن ملاطفة الزوجة ومحادثة الاخوان والنظر الى الزرع وملاعبة الاطفال.
ح- لاشباع الغريزة وتبريد النفس من فورة الشهوة الجنسية وهذا دليل للتعدد أيضاً لأن الواحدة لا تشبع النهمة.
وغير هذه من المنافع الجمة في النكاح ولذا ورد ((ما أفاد عبد فائدة خيراً من زوجة صالحة إذا رآها سرته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله)). ب2 مقدمات النكاح الإمام الصادق(ع).