الولدان: أحاديث وأحكام:

قال الإمام السجاد(ع) في صحيفة الدعاء
((اللهم صل على محمد وآله والهمني علم ما يجب لهما عليَّ إلهاما وأجعل طاعتي لوالدي وبري بهما اقر لعيني من رقدة الوسنان (أي النعسان والثقلان) وأثلج لصدري من شربة الظمآن حتى أوثر على هواي هواهما وأقدم على رضاي رضاهما واستكثر برَّهما بي وان قل واستقل برِّي بهما وان كثر اللهم خفض لهما صوتي واطب لهما كلامي والن لهما عريكتي (أي نفسي واصلها سنام البعير) واعطف عليهما قلبي وصيرني بهما رفيقاً وعليهما شفيقاً)).

[حكم - 916] ان الابوين يزوجان ابنهما وبنتهما ليسعدا بهما وبذريتهما لا ليشقيان بهما وبازواجهما فعليهما مراعاة ذلك.

فلا يجوز للزوج ان يقدم أوامر ومطاليب زوجته على احترام امه أو أبيه وعليه ان يراعي أمه، نعم بالوقت نفسه لا يقصر في اداء حقوق زوجته حتى لو منعه أحد ابويه من اداء حقوقها فيؤدي حقوقها ولو سراً وبدون علم ابويه لئلا يغيضهما.
وإذا رأى المصلحة في تفريق زوجته عنهما والاستقلال بها فلا بأس شرعاً بل لعله ارجح لبقاء الاحترام بعد محاولة ارضأهما بالخروج عنهما.
بشرط أن لا يقطعهما من مساعدتهما وزيارتهما مستمراً.
اسمع هذه الحادثة وحكم ضميرك :
امرأة لها بنت وولد مات زوجها وهي في ريعان شبابها فطلب يدها مجموعة من الرجال وجلست لتربية ولديها حتى كبرا فزوجت الولد واذا به قد تنحس معها ونسي معروفها فخرج منها بزوجته الى غير رجعة ولا احترام ولا طلب رضاها وزوجت البنت فقسى قلب صهرها واخذ بنتها ورحل بها الى غير رجعة ولم يأت للزيارة ولا لشكرها ولا لاداء بعض حقوقها فجلست المرأة تبكي ليل نهار لحظها التعيس ووحدتها ووحشتها إذ أذهبت زهرة شبابها على ولديها فحين تزوجا لم يراعيا ذلك.
وقست قلوبهما [فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ] البقرة74.نعوذ بالله من عمل الظالمين.

[حكم - 917] يجب على الزوج ان يراعي حقوق والديه وبقية اقربائه حتى لو منعت زوجته ذلك بل يجب ان يقمع زوجته اذا منعته.

كما يجب عليه تأدية حق زوجته من النفقة والمعاشرة والاحترام حتى لو منع والديه ذلك،
ولكن مع المسايرة للوالدين وعدم التظاهر بالمخالفة كما قال تعالى [وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا] لقمان.
ومن قبيل الامر بالاشراك امره
بالتقصير بحقوق عياله من الزوجة والاولاد

[حكم - 918] الزوجة يجب عليها اطاعة زوجها ولا تخرج حتى لأبويها الا بأذنه نعم لها ان تخابرهما وتراسلهما ولو بدون إذنه ويجب عليها الدفاع عنهما برفع السب والأذى عنهما وما شابه ذلك حتى لو تأذى زوجها بدفاعها عنهما.

 

واسمع هذه الأحاديث:
قال الله تعالى لموسى(ع) ((بشر آكل الربا والعاق لوالديه بغضب الرحمن ومقطعات النيران)) كلمة الله ص469.
وفي الحديث القدسي ((يا بني آدم كيف تعصوني وأنتم تجزعون من حر الشمس والرمضاء وان جهنم لها سبع طبقات فيها نيران تأكل بعضها بعضاَ وفي كل منها سبعون ألف واد من النار .... فبنفسي أحلف والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور يا ابن آدم ... ما خلقت هذه النيران الا لكل كافر وبخيل ونمام وعاق لوالديه ... فارحموا انفسكم يا عبيدي))
فان الابدان ضعيفة والسفر بعيد والحمل ثقيل والصراط دقيق والنار لظى والمنادي اسرافيل والقاضي رب العالمين كلمة الله 473

[حكم - 919] يجب على الزوجة ان تعين زوجها على احترام والديه ويحرم عليها ان تعينه وتشير اليه بعقوقهما.

كما يحرم على أحد والديه ان يشيرا عليه بالتقصير بحقوق زوجته ويجب عليهما ان يرشداه الى اداء حقها وحق أولاده.

[حكم - 920] اذا كان الزوج غير قادر للاستقلال عن أهله بزوجته فعلى الزوجة الصبر والتحمل وان تألف أبويه وتتألفهما.

ففي الحديث عن النبي(ص) ((خياركم أحسنكم أخلاقاً الذين يألفون ويؤلفون))
وقال النبي(ص) ((أقربكم مني غداً في الموقف ... أحسنكم خلقاً وأقربكم من الناس)) عن ميزان الحكمة ص129