الرابع : المؤلفة قلوبهم من الكفار والفسقة وضعاف الدين

[حكم -109] في كل زمان يوجد فسقة لا يريدون الالتزام باحكام الدين والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما في الخبر في تفسير القمي قال فسر العالم(ع) الثمانية اصناف المستحقين للزكاة فقال: (والمؤلفة قلوبهم قال: هم وحَّدوا الله وخلعوا عبادة الاصنام من دون الله ولم يدخل المعرفة قلوبهم ان محمداً رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتألَّفهم ويعلمهم ويعرفهم كيما يعرفوا فجعل لهم نصيباً في الصدقات لكي يعرفوا ويرغبوا)(1)
[حكم -110] الظاهر ان هذه الرواية تحكي أصل تشريع صرف سهم المؤلفة والافكل زمان يوجد من يجب على المرجع الذي يخدم الشريعة ان يؤلف قلبه.
ففي عصر الأئمة(ع) كانوا(ع) يكرمون بعض الظلمة من اعوان السلطان اتقاء شرورهم وكذا بعض الناصبية وبعض الفسقة استمالة للدين.
الا تذكر الناصبي الذي كان يؤذي الإمام الكاظم(ع) وقد أراد أصحابه ان يردوا عليه الاهانة والاذى فمنعهم الإمام(ع) حتى دخل الإمام مزرعته وأكرمه مأتي دينار فانقلب موالياً للإمام(ع) ولاعدائه معادياً.
وكذلك رأينا بعض اساتذتنا المراجع (قدس الله ارواحهم) في أيام الازمة في مطاردة المؤمنين والاعتقالات الواسعة لهم كان المرجع يعطي بعض رجال المخابرات معاشاً دائماً حتى يخبره من الذين يريدون أخذهم من العلماء وأئمة الجماعة والخطباء قبل ان يؤخذوا فيأمرهم بالاختفاء ونجى بذلك كثير من العلماء العاملين في خدمة الشرع من أيدي السلطة الآثمة.
[حكم -111] كثير من المؤمنين الذين عليهم حقوق شرعية من الخمس والزكاة وغيرها تضعف نفوسهم ان يحاسبوا العلماء عنها وان تحاسبوا عنها فلا يعطونها وان اعطوها فلا يكملون كل ما عليهم بل الاكثرية الغالبة من المخمسين والمزكيِّن وباذلي حقوق الله تعالى هكذا،بل بعضهم يوصله طمعه بان ينكر وجوب الاعطاء وان اعترف بوجوب الاعطاء ينكر وجوب المحاسبة عند العلماء ويمكن تعذر بعضهم حيث يستندون لاخطاء صدرت من بعض العلماء الذين ادخروا الاموال واكثروا البيوت وخلفوا لابنائهم وذويهم أموالاً عظيمة.
ولم يصرفوها في وجوهها اللازمة حيث كان الشيعة في ايران والعراق في أتعس حال من الفقر والخوف والحرمان والشرود وقسوة جلاوزة صدام اللعين وبقية حكام المسلمين.
وكيف كان فاني أرى جواز العفو للمخمس من جزء من الخمس تأليفاً لقلبه من حق السادة ان كان هو من السادة ومن حق الامام ان كان هو من شيعة الإمام وكذا العفو عن بعض الزكاة تأليفاً لقلبه حتى يرتبط اكثر وتودداً له وتحببا حتى يستمر بالعطاء بل ويحرض غيره.

فإن المؤلفة قلوبهم لا يشترط فيهم ان يكونوا من الكافرين أو الفاسقين بل حتى من المؤمنين الصالحين وحسب ظروف الاسلام والمسلمين.


(1) الوسائل ب1 ح7 المستحقين.