فالأول والثاني الفقير والمسكين

[حكم -97] الفقير هو الذي لا يملك مؤنة سنته له ولعياله.
والمسكين هو اسوء حالاً منه بحيث يصادف ان لا يملك قوت يومه.
والغني أما أن عنده ما يغنيه حالياً حاضرة كالاراضي والبيوت المستأجرة والمصانع والمزارع والانعام والمال والذهب.
وموفور له السكن والاكل والشرب والثياب والاثاث.
وأما ان له وظيفة أو صناعة أو عمال وموظفون ممن يوفرون له المال وقتا فوقتاً حيث يزيد عن طلباته ويعتبر غنياً.
[حكم -98] اذا كان لا يملك قوت سنته يجوز له الأخذ من الزكاة سواء من زكاة زراعته أو من زكاة غيره.
ولو كان له وظيفة أو صنعة تكفي مؤنته فلا يجوز ان يتركها ويأخذ من الزكاة فالكسل عن الرزق حرام شرعاً وعرفاً.
كما لا يجوز ان يستعملها ويحصل معيشته ثم يأخذ من الزكاة لزيادة التوفير الا إذا كانت الوظيفة والعمل غير مضمون دائماً وغير مأمون الكفاية.
حتى حصل له الخوف العرفي من المستقبل القريب فلا بأس ان يأخذ ما يؤمن حاجته.
[حكم -99] لو كان له حاجيات زائدة عن حاله اذا يبيعها يستغني ولكنه لم يرَ طريقة لبيعها فما دام لم يقدر من بيعها فهو فقير نعم لو كان لم يبعها كسلا أو جبناً فهو غير معذور. ويجوز ان يعطى الفقير حتى يستغني ويشير الى ذلك خبر ابن بشار عن ابي الحسن(ع) قال: ((ما حد المؤمن الذي يعطى الزكاة؟ قال(ع) : يعطى المؤمن ثلاثة آلاف ثم قال وعشرة آلاف ويعطى الفاجر بقدر لان المؤمن بنفقها في طاعة الله تعالى والفاجر في معصية الله تعالى))(1)
[حكم -100] دار السكن والفرس والسيارة والاثاث والملابس وكل الالات الضرورية لا يجب صرفها بالمؤنة اذا كانت بالمقدار المتعارف.
ومالكها لا يعتبر غنياً ما لم يستغنِ بالطعام والشراب وما يصرفه بالاضافة الى ذلك
[حكم -101] لو توفر عمل خسيس كالنزاحة ومنظف الشوارع أو خدمة البيوت والحطاب وما شابه فان كان من شأنه وطبيعي لعائلته فلا يعذر بتركه.
وان كان يتعير بذلك وليس من شأنه عرفا فلا يجب عليه تلك الاعمار ويجوز الأخذ من الزكاة
وان حصل عمل يناسبه عرفا ولكنه مع ذلك استكبر وتأنف فلا حق له ولا يعذر في أخذ الزكاة.
[حكم -102] لو حصلت له صنعة بحاجة الى تعلم وجب التعلم اذا تيسر ولا يجوز التأخر ولا تحل له الزكاة.
واذا ظن في نفسه الشيخوخة فتأخر بهذه الحجة فان رأى العرف تعذيره والاوجب دفعه الى العمل.
فعن أمير المؤمنين(ع) قال: ((أوحى الله الى داود انك نعم العبد لولا انك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئاً قال: فبكى داود اربعين صباحاً فاوحى الله الى الحديد ان لِنْ لعبدي داود فألان الله عز وجل له الحديد فكان يعمل في كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم فعمل 360 درعاً فباعها بـ360 الفا واستغنى عن بيت المال))(2)

وعن زرارة ان رجلا أتى أبا عبد الله(ع) فقال اني لا أحسن أن أعمل عملاً بيدي ولا أحسن أن أتجر وأنا محارف محتاج فقال: اعمل فاحمل على رأسك واستغنِ عن الناس فان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد حمل حجراً على عنقه فوضعه في حائط من حيطانه وان الحجر لفي مكانه ولا يدرى كم عمقه الا أنه ثمَّ)(3)


(1) الوسائل ب24 ح8 مستحقوا الزكاة.

(2) الوسائل ب9 ح3 مقدمات التجارة.

(3) الوسائل ب9 ح5 مقدمات التجارة.