خلاصة و صيتي لكبار المسؤولين في الإسلام:

1- أن لا تتجرأ و تتسرع بالفتيا بين الناس و إنما تحتاط وتفكِّر كثيرا فإنه جرأة على شرع الله و إن العلم الذي بين أيدينا إنما هو تعلُّم و ليس علماً و إنما العلم الواقعي بيد المعصومين(ع) كما قال الإمام الصادق(ع): (نحن العلماء و شيعتنا المتعلمون و أعداؤنا همج رعاع ينعقون مع كل ناعق) و إن التسرع بالأطروحات و الإفتاء و عدم التثبت دليل على عدم التقوى و ضعف أو عدم الاجتهاد
2- أن تصلح ما بينك و بين بقية المراجع و العاملين الإسلاميين و لا تتفرق و تفرق أتباعك
قال الله تعالى: (إن الذين فرَّقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم في شيء).
3- لا تنتمي لحزب معين و تنظيم مخصوص و إنما أنت فوق الميول و الاتجاهات تحترم الجميع وتنصح الجميع وإلا لخرجت من قيادة المسلمين إلى الحجم الخاص وأحدثت لك مقاومين بدل أن تحدث لك مناصرين و بذلك أشد الفساد في الأمة.
4- لا تفرق بين شعب دولة و أخرى فإن الروح الإقليمية جاهلية و لكل أناس كراماتهم وخيرهم كما لهم رذائلهم و سيئاتهم و كذلك لا تقرب أهل مدينة و تشنأ الأخرى فإن لكل من النجف و كربلاء و الكاظمية و البصرة و غيرها رجالها و أخيارها و صلحائها كما لها فساقها وظلامها و النقد الجماعي العام الشامل ظالم خاطئ دائما كما أن المدح و الثناء العام غير صحيح و غير مصيب.
5- لا تقرب أهل لغة و تبعد الآخرين وقد حصلت مفاخرات سخيفة بين العرب و العجم وابتلى بها حتى بعض العلماء والمتشرِّعين وهذا فساد في الدين و ضعف في العقل أتانا به أعداء الدين القائلون فرق تسد كما أنه لا يصح التفريق بين عشرة و أخرى قال الله تعالى: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالأَلْقابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) )) الحجرات.
6- لا تتخذ من الظالمين و المجرمين أعضاداً و تميل إليهم قال الله تعالى: ((وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ)) و قال في صفة المنافقين ((يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ)).
7- لا تتخذ من الحواشي و الخواص من اللئام والأشحَّاء والطامعين حتى يمنعوك من بذل الأموال لمواردها الشرعية من فقراء ومؤسسات خيرية تربوية و تنموية و يريدون أكل الأخضر و اليابس قال تعالى: ((وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً)).
8- لا تجعل من خواصك و حاشيتك المستهزئين بالناس و العيابين حتى يشحنوا قلبك على فلان و فلان و على الجماعة الفلانية و الفلانية قال الله تعالى: ((وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (3) )). وقال الله تعالى ((وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) )).
9- لا تكثر مشاريع البناء زيادة و تهديماً فإن ذلك من صفات المترفين و لا تبني المساجد ذات الشرف و الزخرفات و القوة الزائدة عن لزومها الشرعي فتصرف الملايين من العملة الصعبة و تتناسى الشعوب المؤمنة و فقرها و بؤسها و شرودها و خوفها و شدة مسكنتها.
10- أكثر من المشاريع التنموية لفقراء المؤمنين و التي تغنيهم بالزواج والسكن و مواد الغذاء والعمل.
11- إذا سمعت بعالم آخر جاء إلى منطقة ليخدم فيها الإسلام و يخدم الناس أو أي عامل إسلامي أو أي قاصد لعمل الخير فأيده و انصحه و سدِّده و ادعمه في تبليغه مقاصده سواء كان مؤيداً لك وعارفاً قدرك أم لا و اقضِ حوائجه يرفعك الله بذلك في الدنيا و الآخرة و إن لم تفعل فعلى الأقل لا تكذبه و تهزأ بوجوده و تنقص من شخصيته و تحاربه كبقية المجرمين الذين قتلوا أو حاربوا المؤمنين المخلصين.
12- لا تكتم شيئاً من الحق من علوم أهل البيت، فأفتِ لهم بذكر ولاية أهل البيت بسياق ولاية الله و رسوله في الصلاة و غيرها كما هو موجود في كتب الحديث الكثيرة.
13- الحوزات العلمية ناقصة كثيراً إذ ليس فيها درس العقائد و لذا ترى أشخاصاً ممن يتخرج أديباً أو خطيباً أو وكيلاً لمرجع وهو منحرف العقيدة شكَّاكاً في عصمة أهل البيت ورواياتهم ومظلومياتهم و غير ذلك من الثوابت و لا درس الأخلاق و لذا ترى بعض العلماء كلما زادت درجتهم العلمية أكثر ابتعد عن المجتمع أكثر ونظرهم بسخرية و استصغار بخلاف نظرات و ممارسات النبي و الأئمة مع الناس نعم إنني أحاشي كثيراً من العلماء عن ذلك و إنما أعني البعض و لا يوجد تفسير القران فلذا ترى الفقيه أو الأديب أو الشاعر أو غيرهم المتخرج من الحوزة لا يحسن تفسير القران وعلومه بل بعضهم لا يحسن قراءته و هو وكيل لمرجع أو فقيه بالأحكام و لا كتاب نهج البلاغة والصحيفة السجادية و ما شابهها من كتب الحديث وأطروحات المعصومين(ع) و لذا ترى الكثير من الفقهاء لم يخبروا بشيء عن هذين الكتابين و أمثالهم بل قد رأيت بعض كتب الاستدلال الفقهي خصوصاً المتأخرة تخلو عن التوجيه إلى هذين الكتابين ولو بإشارة و استقواء بما فيهما من توجيهات كما تخلوا من غيرها.
14- لا تترك ممارسة أو نقل بعض الأحكام الشرعية من أجل عدم قبول بعض أحبائك أو أهل بيتك أو أنها تمس بمصالحك الشخصية كما مرَّ في قصة المريضة المزمنة.
15- إذا جاءك فقير و ادعى أنه سيد مثلاً فلا تحقق معه و تطلب الشهود على سيادته و يكفي الاطمئنان بظاهر الحال.
16- إذا أصابت الحكومة الظالمة شخصاً عالماً آخر أو مؤمناً فلا تشمت به و تفرح فقد ورد في الحديث عن النبي (ص) : (من أحب قوماً حشر معهم و من أحب عمل قوم أشرك في عملهم)، (من أذل عنده مؤمن فلم ينصره و هو يقدر على أن ينصره أذله الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة) من نهج الفصاحة.
(لا يكمل إيمان المرء حتى يحب لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه و يكره له ما يكره لها).
17- لا تمل إلى الدنيا و تطمئن بها ولا تهتم بها بالمسكن و الملابس و المراكب و المطاعم وطلب السعادة و الركض وراء الراحة و التفتيش عن أماكن الترفيه و المسرَّة نعم كن وسطاً في ذلك.
18- لا يظهر عليك شيء مما حرم الله منه غالب المؤمنين إلا أن تبرَّهم بشيء من قبيله و تقرَّ عيونهم ولا تحرق قلب المحروم و الفقير خصوصاً الأطفال من الناس فلا يرى طفلك على حال هو محروم منها إلا و تكرمه و تسر قلبه بما يرى و اعلم بأن المحروم في الدنيا هو المالك في الآخرة والسعادة الأبدية و المالك محروم في الآخرة مع تقصيره.
19- إذا حسدت شخصاً آخر من العلماء أو غير العلماء قلا تمارس شيئاً في تحطيم شخصيته و لا تصرف أي جهد في ذلك و تعوَّذ من الشيطان الرجيم و اقلب حسدك إلى غبطة و هو أن تتمنى له التقدم أكثر و تعمل و تطلب لنفسك التقدم أيضاً بحيث لا يغلبك فيما غلبك أي بالمنافسة الإيجابية المأجورة و التسابق إلى الخير ولا تمارس غير ذلك من السلبيات المسببة عن الحسد فيحبط بعض أجرك عند الله و تندم كثيراً عند لقاء المولى لأنك من الظالمين لأخيك المؤمن فقد ورد في الحديث: (إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب). (عجبت بالحسد ما أعدله، قد بدأ بصاحبه فقتله).
20- إذا أغاظك شخص أو جماعة فلا تتسرع بشفاء غيظك بالفعل و القول و اعمل بفعل الإمام الكاظم(ع) أنه شجت أمة رأسه بالإبريق ثم قالت له و الكاظمين الغيظ فقال كظمت غيظي فقالت له و العافين عن الناس فقال عفوت عنك فقالت و الله يحب المحسنين فقال أنت حرة لوجه الله، أو بفعل مالك الأشتر أنه ضربه شاب سفيه بقشر فذهب إلى المسجد يصلي ركعتين للاستغفار له، و على كل حال إن لم تكظم غيظك يحبط أجر مظلوميتك عند الله و تسقط من عين الناس لأن الحلم آلة الرئاسة
21- من وصاياي للعلماء أنهم حين يجتمعون بالناس أن يطلبوا منهم تصحيح الصلاة و ذلك من أعظم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و إنني دأبت على هذا و قد رأيت في صلاة المجتمع أخطاء عجيبة و هذا من جملتها في لائحة:
1) لا يحسنون الوضوء أو لا يوجبونه لكل حدث و هو خطأ كبير.
2) لا يوجبون الغسل للدخول بالمرأة و إنما بالقذف وهذا خطأ كبير و الصحيح هو وجوب الوضوء للدخول كما يجب عند القذف.
3) لا يلتزمون بالتيمم عند ضيق الوقت و إنما يغتسل بعضهم ولو بفوات وقت الصلاة.
4) إذا حصل أي عارض فلا يصلي كما إذا جرح أو كان فاقد بعض الأعضاء كما إذا كان برجل واحدة فإنه يقول إن أركان الصلاة رجلان فلا تصح برجل واحدة.
5) إذا سهى أو شك في جزء بالصلاة أو بالركعات قطعها و صلى أو لم يصلِّ بعدها.
6) لا يصلي في غرفة فيها صورة و إذا لم يجد مكاناً غيره فلا يصلي.
7) لا يصلي إذا كان ضيفاً أو مسافراً و مضيفه انه أتعس منه فإنه يستحي أن يدعوا الضيف للصلاة.
8) لا يأمر أهله و لا غيرهم بالصلاة و لا غيرها بل و يمنع من يدعو الناس خصوصاً إذا دعا أحداً فردياً بل و يحرم ذلك مستنداً إلى قوله تعالى: ((لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ)) ((عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)) و لم يعرف أن الأولى في الكفار و الثانية في منع الغيبة و الحقد و العداوة بين الناس و لم يفهم شيئاً من آيات الأمر بالمعروف و الدعوة إلى الخير و إن الله مدح الأنبياء بأمرهم أهلهم بالصلاة.
 9) يأمر أهله ولا غيرهم بالحجاب من الرجال قائلا إن الجبر حرام و دعها بحريتها و إنها أعرف بمصلحتها من غيرها و للعلم إن الذين أنقل عنهم هذه الأخلاق إنهم مصلُّون.
10) ينقص بعض كلمات الآية فيقرأ بعضها وخصوصاً إذا انقطع نفسه فإنه يأكل بعض الحروف.
11) يجهر ببعض القراءة في الصلاة الجهرية وكذلك في الإخفاتية.
12) في كل ركعة يقرأ الحمد و السورة.
13) وهذه لائحة في تصحيح الإقامة والصلاة للعرب و العجم:

 

الخطأ

الصواب

اكپر

پ

أكبر

ب

واكبر

و ×

أكبر

بدون واو

اسهد

س

أشهد

ش

اش هدّلا

 

أشهد ألاَّ

 

اشهدنّ

ناقص

أشهد أنّ

أنّ

محمدٌ

ـٌ

محمداً

اً

رسولِ

ـِ

رسولُ

ـُ

عالصلاة

ناقص

على الصلاة

على

قت قامت

ت

قد قامت

د

كامت

ك

قامت

ق

لايلاهِلَّه الله

ي

لا إله إلا الله

إ

بسم اللارحمان

ناقص

بسم الله الرحمن

رحيم

ناقص

الرّحيم

ا ل

حمد اللا

ناقص

الحمد لله

ال ه

الرحمنُ

الرحمنِ

مالكَ

مالِكِ

-ِ -ِ

يومُ

يومِ

الهمد

الحمد

ح

التين

ت

الدين

د

ياكَ

ناقص

إياك

إ

نعبَد

نعبُد

نعبِد

نعبُد

نِستعين

نَستعين

نستئين

ء

نستعين

عليه السلام

الرامان

ا

الرحمان

ح

الرهمان

ه

الرحمان

ح

نأبد

أ

نعبد

عليه السلام

يام

ا

يوم

و

المقدوب

د

المغضوب

ض

المغزوب

ز

المغضوب

ض

الزالين

ز

الضالين

ض

الدالين

د

الضالين

ض

الضالِين

كسر اللام

الضالّين

مشدد اللام

كل هو

ك

قل هو

ق

قل الله

ناقص

قل هو الله

هو

قل هِيوَ الله

ي

قل هُو الله

ضمة بدون ياء

أهت

ه ت

أحد

ح د

الله وحد

و

اللهُ أحد

أ

السمت

س ت

الصمد

ص د

يِلد

يَلد

ولم يُلد

ناقص واو

و لم يولد

و

و لم ياكن

ا

و لم يكن

بدون الألف

أهد

ه

أحد

ح

سبَّانه

ناقص حاء

سبحانه

ح

سبخانه

خ

سبحانه

ح

رپي

پ

ربي

ب

العزيم

ز

العظيم

ظ

العديم

د

العظيم

ظ

بحمده

ناقص

و بحمده

و

الآلى

آ

الأعلى

عليه السلام

مُخمچ

خ چ

محمد

ح د

ألى

أ

على محمد

عليه السلام

اللمّ

ناقص

اللهمّ

ه

22- أشرطة الصلاة:
كما يرجى من العلماء و المؤمنين المخلصين لهذا الدين القويم أن يشيعوا أشرطة الفيديو التلفزيونية والكاسيت في تعليم الصلاة بصورة متقنة و مصورة من قبل شباب يضبطون الحركات و السكنات والكيفية التامة في الوضوء و التيمم و الصلاة و بصورة جميلة مبين فيها كيفيات صلاة الرجل و صلاة المرأة و نشرها في كل حسينية وكل قرية في أرجاء المعمورة و بطريقة صلاة و عبادة النبي و أهل بيته الكرام و هكذا نشر الأشرطة على اختلافها في الخطب التربوية و الدروس الفقهية و تفسير القرآن الكرام و الأخلاق و كذا الأفلام الإسلامية و الخالية من المعاصي و الآثام.
23- إن هناك علماء لا يستلمون من الحقوق الشرعية شيئاً و هذا أيضاً تقصير في الوظيفة الشرعية و ذلك لأن من مهمات أعمال علماء الدين أن يأخذوا الحقوق من ذويها ليصرفوها في إدارة المؤسسات الإسلامية و تموين الفقراء و تموين هيئات التدريس و قضاء حوائج الناس و طبع الكتب النافعة و هكذا، فإذا كنت أنت عالم البلد لا تستلم ولا تسلم و لا تمون أحداً ولا مؤسسة فهل تريد كل ذي حاجة شرعية أو مؤسسة خيرية يتسكع على أبواب الناس فلا يعطوهم لعدم معرفتهم بهم؟! نعم يحسن من العالم أن يستلم الحقوق و لا يأكل هو منها و إنما يستحصل رزقه من أتعاب شخصية وهذا لا بأس به.
24- إن هناك علماء لا يتصدون للطلاق و ما شابه و هذا من الخطأ الكبير إذ إن هناك مشاكل عائلية ومظالم اجتماعية لا تحل إلا بالطلاق قال الله تعالى: ((وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ)) سورة الطلاق. نعم لك أن تماطل ولا تتسرع بالطلاق بل هذا هو اللازم لقول الله تعالى ((لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً (1) )) سورة الطلاق.
فتحاول أولاً الإصلاح و اشتراط الشروط على الطرفين حتى لا يظلم أحدهما الآخر فإن لم ينصلحا تماطلهما لعلهما يشتاقان لبعضهما فينصلحان وتختم النزاع بدون الطلاق و إلا فالمرحلة الثالثة أن تطلق و إنَّ آخر الدواء الكي و لا تمتنع من ذلك فيتأزم المجتمع و تفسد الأخلاق أكثر فأكثر.
25- إن بعض العلماء يعتزلون عن المجتمع و يتعقَّدون مما يرون من كثرة مظالم الناس و يعتبرون كل أحد من الخاطئين و لا يستحق الاحترام و المجالسة فيعيشون الحقد على الناس و الانزواء عنهم و الجواب أن من علمت بنفاقه و فسقه و رذائله ليس لك أن تتركه و إنما تحاول هدايته و مسايرته و لا تنسَ أخطاءك و معاصيك فإنك غير معصوم فلو تفكرت جيدا بتقصيراتك لخففَّت النظرة السلبية على الناس و أما من لم تعلم بكونه عاصياً فاتهامك له وظنك السوء هو إثم عليك و حتى من رأيته يعمل شيئاً احتملت به المعصية فليس لك التسرع بالحكم عليه و تحقد عليه ففي الحديث (احمل أخاك المؤمن على سبعين محمل)، فلا تتمنى للناس الغضب من الله عاجلاً و إنما كن بعباد الله رحيماً و ارج لهم الهداية و العفو من الله فقد روي أن مالك الأشتر قد رمى عليه أحد الشباب السفهاء قشر فاكهة ثم اخبر الشاب بعض من اطلع على فعله أخبروه بأن هذا مالك الأشتر وأنه قائد جيش أمير المؤمنين(ع) فخاف الشاب من سطوته و لحقه حتى أدركه في مسجد يصلي فلما أكمل الصلاة اعتذر منه فقال له مالك ويحك فاني ما صليت هذه الصلاة إلا للاستغفار لك و طلب الهداية لك.
26- إن بعض العلماء يتخذون حراساً و سيارات ضد الرصاص و ما شابه أقول إن هذا من البطر و المشابهة لحكام الدنيا و إلا فالعالم هو أب للجميع و إن الروح لا تخرج إلا بوقتها الذي عينها الله وإن هذا قد أضطهد بيت مال المسلمين بملايين الأموال حتى جلب هذه السيارات و هذا السلاح وغيره فهو محاسب عليه يوم القيامة بأشد الحساب إذ إن هذه أموال ليس له و إنما للفقراء و الخدمات الدينية والاجتماعية ولم يأت بها من فلاحة أبيه و لا من خياطة أمه و ما يفعل المؤمن الذي أحسن سيرته في المؤمنين بالسلاح و العتاد نعم لا بأس بشيء مختصر من السلاح أو وجود حارس معه في مواضع الخطر و هجوم الكفار لو كان مبتلى بهكذا مواضع ولا وجه للكثرة منها و التفنن في الصرف لها و لا بكونها في كل زمان ومكان.
28- إن جماعة من العلماء يتخذون حجَّاباً يحجبونهم من الناس و قد قال أمير المؤمنين(ع) في عهده لكميل: (أما بعد فلا تطولن احتجابك عن رعيتك فإن احتجابك عن الرعية شعبة من الضيق وقلة علم بالأمور و الاحتجاب عنهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه فيصغر عندهم الكبير و يعظم الصغير و يقبح الحسن و يحسن القبيح و يشاب الحق بالباطل).
و على أية حال فإن العالم الديني إنما يؤدي واجبه إذا كان مرافقاً للناس متغلغلاً فيهم و ليس إذا كان محتجبا عنهم و منزوياً عنهم كما أن منع الناس و تعطيلهم حين ارادة اللقاء و محاسبتهم من قبل الاستعلامات بل وتفتيشهم المتكاثر إنه إهانة لهم مرفوضة في الشرع و لا يعملها المتقون و إنما يعملها المترفون البطرون نعم لا بأس بشيء من ذلك بمقدار الضرورة لو اقتضت.
28- وصيَّتي لعلماء الدين بالجهاد في سبيل الله تعالى لا أعني بالجهاد هنا الجهاد المسلح فان له أهله وظروفه وهو ليس بيد العلماء وإنما تقوده الحكومات ولست في هذا الكتاب بصدد حقه وباطله وإنما أعني لهم ما يناسبهم من تأسيس المؤسسات الخيرية التربوية والتنموية الآتي ذكرها وافتتاحية ذلك بجهاد أنفسهم فقد قال الشاعر:
نفسي وشيطاني ودنيا والهوى               كيف الخلاص وكلهم أعدائي

وقد قال رسول الله (ص) بعد الرجوع من إحدى الحروب الطاحنة:
(رجعنا من الجهاد الأصغر وعلينا بالجهاد الأكبر) فتعجب الأصحاب. وقالوا: يا رسول الله وهل علينا جهاد أكبر غير القتل والقتال؟ فقال: بلى إنه جهاد النفس، وقال تعالى: ((وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) )) الزمر. وبعد جهاد النفس وتكاملها متواضعة مطيعة زاهدة في حطام الدنيا مصلحة في ممارساتها وعلاقاتها يجب عليهم القيام بالإحسان للآخرين والأعمال الصالحة والحنو على هذه الأمة قال تعالى: ((وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) )) العنكبوت. ومن ذلك الجهاد المهم واللازم على المؤمنين وخصوصا العلماء منهم ما ذكرناه في رسالتنا (القوانين الشرعية في باب الجهاد بعد الحج وهو أن يبالغوا في جهاد الفاسقين والمرتابين والظالمين بالقلم واللسان وبالعلم والمال وهذا أوجب الواجبات في كل عصر وزمان ومحلُّه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، كما أن الجهاد هو بذل النفس والمال والجاه لدفع المنكر وأهله ونصرة الحق وأهله، قال تعالى: ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3) )) سورة البقرة.
والتدرج في ذلك فيبذل الجاه بالتوسط لحفظ مال ونفس وعرض ودين وبذل المال والجاه لأجل النفس وبذل الجاه والمال والنفس في حفظ العرض والشرف وبذل كل شي لأجل حفظ الدين والدفاع عن المبدأ المقدس، وكذلك يجب الإعداد للانتصار على المستعمرين الكفار قال تعالى: ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ))، وفي الحديث: (لا ينتشر الهدى إلا من حيث انتشر الضلال)، فكما أنهم جاءونا بمدارس ومحطات إذاعة وتلفزيون وأنواع النشرات فشجعوا بها على سفور النساء والزنا والخمر وأنواع الفساد ليشغلونا بالأزياء والشهوات المحرمة وينهبوا خيراتنا فنحن بدورنا نعمل هذه المحطات وهذه المجلات وننشر الزي الإسلامي للرجال والنساء وننشىء دور السينما وبقيه أماكن البث والإعلام فعلى العلماء أن يجدُّوا ويبذلوا من علمهم وعلى التجار أن يموّنوا، وعلى الحكام أن يتغاضوا عنا شيئا ما ولا يغرقوا في مطاردتنا وإيقاف أعمالنا قربةً إلى الكفرة المجرمين بحق الشعوب.