53) عقيدتي تمامية القرآن:

استقر مذهب الشيعة الإمامية على تمامية القرآن وإن اتهامهم بالقول بنقيضه هو افتراء على المؤمنين فقد انعقد الإجماع بعدم نقيضه نعم علماء السنة قد أكثروا من الشك فيه حتى زعموا نقص كلمات لو لاحظتها لرأيتها سخيفة بكل معنى الكلمة منها ما زعمه بعض القالة: (إنا كنا نقرأ على عهد رسول الله: لو كان لابن آدم واديان من الدر والياقوت لطلب الثالث)، وما نقل عن عائشة أنها كانت تقرأ من القرآن: (والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة)، ولذا حكم أبو حنيفة بحسب قرآن عائشة بأن الشيخ والشيخة لا يعفيان من الزنا وإنما يرجمان ولا يكفي جلدهما ولو كانا أعزبين وهذا خلاف الإسلام قطعاً وخلاف الثابت في سورة النور، وأما الشيعة فإنهم يُجلُّون القرآن عن هذه المزاعم، نعم إنني احتمل مستنداً على عدة من الروايات بأنه قد نزل مع القرآن أحاديث قدسية وتوضيحات من الله تعالى لنبيّه وليست من القرآن وهي من قبيل مخاطبات الله لأنبيائه وهي كثيرة وهي زائدة على الكتب السماوية.
وهذه التوضيحات باقية عند أهل العصمة وقد عرضها أمير المؤمنين(ع) على الأصحاب فأنكروها ولم يقبلوها منه فبقيت من مدخرات آل محمد (ص) والتي ستظهر مع إمام العصر يحكم بها عندما يشكل حكومة المعمورة جمعاء ويكون الدين كله لله ويرث الأرض عباد الله الصالحون ويمكنون دينهم الذي ارتضي لهم.