46) الأصل الثاني: العدالة لله تعالى:

خلافاً لمن قال أن الحسن ما حسنّه الشرع ولو كان قبيحاً عند العقلاء والقبيح ما قبحه الله ولو كان حسناً عند العقلاء، وهذا عجيب ولكن من اطلع على بقية آراء وأحاديث وفتاوى المخالفين لم يره عجيباً، إذ كيف خلق الله العقل وجعله حجة على عباده وقال بك أثيب وبك أعاقب برواية مشهورة بين فئات المحدثين ثم هو يخالف حجته وكيف تطمئن لرب (وحاشا لله ثم حاشا) يناقض نفسه ((انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَكَفى بِهِ إِثْماً مُبِيناً (50) )) النساء، قال تعالى: ((وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) )) الحجرات، فعمل الفسق عند العقلاء هو عند الله كذلك والإيمان بالحق وأهله هو المحبب عقلاً كما هو عند الله.