نقاش وتحدي:

إن الله سبحانه وتعالى قادر على أن ينتصر وينصر أنبياءه والمؤمنين بدون أن يبتليهم بقوة الأعداء والقتل والمصائب والمظالم والمعتقلات ولكن بهذا يكون قد ابطر المؤمنين واكتفى بقشور الإيمان منهم، وذلك لأن ظهور لباب الإيمان وخلوصه من الشوائب يكون عند المصائب والمصاعب وليتخذ منهم شهداء وصابرين حتى يحصلوا على درجات الصابرين والشهداء والمبتلين قال الإمام الحسين(ع):

  1. (نحن صنائع الله يبتلينا بأنواع البلاء فنصبر فيوفينا أجور الصابرين).
  2. وعندما قتل الطفل الرضيع قال الإمام(ع) (هوَّن علي ما نزل بي أنه بعين الله)، ووصية النبي للإمام الحسين(ع): (يا بني اخرج إلى العراق فإن لك درجة لا تنالها إلا بالشهادة).
  3. حين رأى الإمام الحسين(ع) كثرة الأعداء وقلة الأنصار قال لولا إحباط الأجر بتقريب الأجل لانتصرت عليهم بهؤلاء وأشار إلى ملائكة السماء وأما تقرير الآيات بتوضيح ما نقول فكثير أيضاً ومنها.
  4. ((أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ (3) )) العنكبوت.
  5. وفي الحديث (لولا قلة صبر المؤمنين لجعلت رأس الكافر من حديد)، وتشير إليه الآية: ((وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ (34) وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35) )) الزخرف.
  6. وقال تعالى: ((وَلَوْ يَشاءُ اللهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (4) )) سورة محمد.
  7. وقال ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ (31) )) سورة محمد.
  8. ومن تسليات الله تعالى للمؤمنين بعد مقاتل حرب بدر حوالي عشر آيات ومنها:

((وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)... وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ (141)... وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ... وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145))) سورة آل عمران.