37) ثواب العظماء في طاعتهم:

إن الله سبحانه ليبتلي العبد بقدر ما آتاه من العقل والعلم أو الجاه أو المال فكلما ارتفع بصفة من الصفات زاد ثوابه وقربه من الله عند طاعته وخضوعه وزاد عقابه عند عصيانه وتجبره وعناده ولذا قدر ورد (إذا فسد العالِم فسد العالَم).
وورد في الحديث (لأحملن ذنوب جهالكم على علمائكم)، وإن الله تعالى ليسأل العالم يوم القيامة بمائة مسألة قبل أن يسُأل الجاهل بمسألة واحدة، وإن المدح والثناء قد ورد في الكتاب والسنة للعلماء والعظماء فوق غيرهم بكثير، كما ورد الذم واللعن لأهل المستويات العالية إذا عصوا فإلى الآيات والأحاديث:
1- ففي الحديث: (جلوس العالم على فراشه ساعة ينظر في علمه أفضل من عبادة العابد سبعين سنة)، (خير من عبادة سبعين عابد)، فسُئل الإمام الصادق عن علة ذلك فقال: (إن العالم إذا نظر في علمه أنجى نفسه من عقاب الله وأنجى الآخرين وأما العابد فلا ينجي إلا نفسه في عبادته إن أحسنها)، وعن الإمام الباقر(ع): (لو علم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بخوض اللجج وسفك المهج)، وسأل رجل من الصحابة رسول الله وكان يحتظر أنه أي عمل حسن أدخل به الجنة قبل أن أنزع الروح فقال: (اقرأ القرآن) ومعلوم أن ذلك الزمان كان القرآن وحده مصدر العلم، والله سبحانه وتعالى أول أمر أنزله إلى هذه الأمة هو ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنسان ما لَمْ يَعْلَمْ (5) )) العلق، وآيات ترفيع العلماء والعظماء في اتباع الحق كثيرة لا تكاد تحصى ومنها في قادة الجهاد مثلاً ((وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (95) )) النساء، وبالنسبة للعلم والعمل الصالح قال تعالى: ((أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبابِ (9) )) الزمر، والآية: ((يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ)) (11) المجادلة.