28) من مشاهد يوم القيامة تكلم الجوارح:

1) إن المواقف في ذلك مختلفة فمرة يتكلم اللسان، قال تعالى: ((يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (111) )) النحل.
2) وموقف تتكلم الأيدي والأرجل وتخرس الألسن، قال تعالى: ((الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (65) )) يس، تشهد عليهم بما آذوا الناس ومشوا إلى المعاصي.
3) وموقف شهادة الأعين والسمع والجلد الذي فسر بالفرج، قال تعالى: ((حَتَّى إِذا ما جاؤُها)) أي وقفوا على النار ((شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)) والغالب هذه في المعاصي الجنسية، ((وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) ))، فإذا كان هو خالقكم فلا تتعجبوا من أن ينطق جوارحكم، ((وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) )) سورة السجدة (فصلت)، أي أنهم حين كانوا يعملون المعاصي والتعديات بهذه الجوارح والفروج كانوا يتسترون من الناس خوف أن يشهدوا عليهم ويفضحوهم وما كانوا يظنون أن نفس الفرج والعين التي رأته والسمع الذي سمع أنها سوف تشهد عليه وتفضحه بجرائمه ومعاصيه.
4) وموقف يشترك بالشهادة اللسان بدون إرادة ورضاء المتكلم ((يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (24) )) سورة النور.