بعض الحوادث والقصص التي من الغافلين:

1) جاء رجل من أهل الشام إلى الإمام الحسن(ع) فسبّه وسبّ أباه وسب أمه، فالتفت إليه الإمام(ع) وقال يا أخا العرب إن كنت جائعاً أطعمناك أو عارياً كسوناك أو خائفاً آويناك أو تريد سكناً أسكناك وأخذه وأسكنه، فتعجب الرجل وعرف بأن أخبار معاوية عن أهل هذا البيت(ع) كلها كذب فقبّل يدي الإمام وقال (الله أعلم حيث يجعل رسالته)، إذ تذكر أنهم أهل بيت النبوة، وحسن دينه وعقيدته.
2) الحر بن يزيد الرياحي (رض):
أول من خرج لحرب الحسين(ع) على رأس ألف فارس وجعجع بالإمام في كربلاء، فلما سمع خطب الإمام على القوم تاب وأيقن بأنه من أهل النار فأخذته القشعريرة إذ عرف أنه يحارب ولي الله، فلما سئل عن ارتجافه وأنه أشجع أهل الكوفة، قال أنه يخير نفسه بين الجنة والنار وقال: (والله لا اختار على الجنة شيئاً).
وضرب فرسه لنحو مخيم الإمام الحسين(ع) منادياً اللهم عفوك فإني أرعبت قلوب أوليائك واعتذر من الإمام(ع) وسأله هل لي من توبة قال(ع) إن تبت تاب الله عليك فأستأذنه بالقتال، وحين قتل قال فيه الإمام زين العابدين(ع) أو بعض الأصحاب شعراً:

لنعم الحر حر بني ريـاح                   صبور عند مشتبك الرماحِ

وقال زين العابدين(ع):
(يا حر إنك حر في الدنيا وسعيد في الآخرة).
3) بعض بهم الكوفة الذين خرجوا لحرب الحسين(ع) حين سمعوا الاحتجاجات الفاصلة من الإمام(ع) بعضهم انتقل لنصرة الإمام(ع) وبعضهم لم يقدر وجبن من جماعته فبقي بينهم ولم يشترك بقتل أحد، ومن تلك المعاجز أن الإمام(ع) أشعل ناراً فقال له ابن حوزة من المحاربين يا حسين تعجلت بالنار قبل يوم القيامة فقال الإمام(ع) إنما أقدم أنا على رب كريم وأكون في الجنان مع جدي رسول الله فمن أنت؟ قال ابن حوزة فقال اللهم حزه إلى النار فركض به الفرس وصار يضرب به في النار حتى مات فقال أحد المقاتلين إني لما رأيت الحسين مستجاب الدعوة بهذه السرعة، عرفت بأنه عزيز عند الله واعتزلت القتال.
4- من جملة محاربات هارون الرشيد (لعنه الله) للإمام الكاظم(ع) وهو في سجنه أن سلط عليه إحدى فاسقات قصره وكانت لا تعرف شيئاً من الدين ولا شيئاً عن أهل البيت(ع) وإنما تعتقد أن هارون هو خليفة الله الشرعي فسلطها على الإمام موسى الكاظم(ع) لتؤذيه وتتعرى أمامه وترقص وتغني حتى إذا حصل منه نظرة إليها فضحه وشهر عليه بأنه يمارس الفاحشة أو يميل إليها فلما دخلت واختلت به رأته لا يلتفت إليها ويبكي من خشية الله وأخذت تسأل الإمام عن أمور الدين فأصبحت متهجدة وحسنت توبتها وتركت الفجور.