قصص تدل على الشفاعة:

ولا بأس ببعض القصص المثبتة للشفاعة وكون الأولياء حضار ناظرون:
1- كان هنالك رجل فقير الحال وله عائلة وهو يعمل حطاباً وكان ساكناً بجوار والي البلد وكانت بنات الوالي يلعبن مع بناته وفي مرة ضاعت قلادة بنت الوالي فاتهمت بنتَ الحطاب بأنها سرقتها فحكم الوالي بسجن الحطاب وعائلته وأنهم حرامية فسحبوهم وطال سجنهم فأخذ ينادي بدعاء نادِ علياً المعروف الوارد ببعض الأخبار، وهو (نادِ علياً مظهر العجائب مندوب بالشدّات والنوائب، كل هَمٍ وغمٍ سينجلي بقدرك يا الله بنبوتك يا محمد بولايتك يا علي يا علي يا علي) ويكررها، ففعل ذلك مراراً وإذا بالقلادة تسقط من على الشجرة إذ كان الطير قد التقطها ورفعها إلى غصن الشجرة فأخرجهم الوالي وأكرمهم والقصة مشهورة.

2- قصة مالك بن دينار:
كانت امرأة من الخوارج أي من أعداء أمير المؤمنين(ع) عقيماً لا تحمل، فنذرت لله نذراً أنها إن حملت وولدت ولداً أن تجعله مانعاً لزوار الحسين(ع) وقاطعاً لطريق زوار الإمام علي(ع) في الكوفة وسالباً لهم، فولدت ولداً فلما كبر علمته العداوة لأمير المؤمنين وأنه قاتل أهله وأمرته أن يسلب الزوار، وفي مرة قد مرت امرأة عجوز وحفيدتها الشابة، فحقق معهما وتبين أنهما قاصدتان الزيارة، فسلب منهما الذهب وبعض الحوائج ثم أتاه الشيطان أكثر فلحق البنت وطرحها ليعتدي على شرفها، فتوسلت به العجوز بأن هذه البنت مخطوبة فلا يأتي لهم بالعار فلم يسمع وخلع ثياب البنت فتوجهت العجوز لجهة قبر أمير المؤمنين(ع) ونادت يا كاشف الكرب عن وجه رسول الله اكشف الكرب عنا بحق أخيك رسول الله وإذا بفارس بيده رمح طويل يقف على رأس مالك وهو الشاب المعتدي ويقول له قم يا ملعون فلم يعبأ به وقال وما أنت وذاك فشق الإمام(ع) ظهره بالرمح فانقلب أرضاً وقامت البنت ولبست وأخذت ذهبها وحوائجها وأمرهما الإمام بالرجوع وإن الله قبل زيارتهما، فقالت المرأة من أنت أيها الشريف المحسن قال أنا الذي ندبتني فسمع مالك وعرف أنه أمير المؤمنين(ع) فبكى وطلب منه التوبة والمغفرة فنـزل إليه ولحم الجرح بريقه وحسنت حال الشاب إذ صار من تلاميذ الإمام الصادق(ع).
3- في حرب تبوك كان النبي قد ترك أمير المؤمنين(ع) مع سلمان الفارسي لحراسة المدينة فلما وقعت الحرب مع الروم واشتد القتال فر أكثر الأصحاب كما هي العادة وعلى رأس الفارين الشيوخ الثلاثة فنزل جبرائيل وقال يا رسول الله أتريد المدد من السماء أم من الأرض قال أريد ابن عمي علي بن أبي طالب(ع)، قال فاندبه فالتفت النبي إلى جهة المدينة ونادى يا علي ادركني يا أبا الحسن انصرني قال سلمان رأيت علياً قد علا تلاً ونادى لبيك لبيك يا رسول الله (ص) ، ثم قال لسلمان ضع خطوات قدمك بموضع خطواتي فخطا الإمام(ع) مقدار سبع خطوات فكان عند رسول الله (ص) فزأر أسد الله وأسد رسول الله بالأعداء زئيره المعروف فارتج الموقف من صوته وفروا فلاحقهم حتى غنم غنائم كثيرة وانتصروا انتصاراً كاسحاً.
4- لما مروا برأس الإمام الحسين(ع) ورؤوس أصحابه على كنيسة خرج لهم الراهب النصراني فسألهم عن الرأس وبقية الرؤوس فعرّفوه أنفسهم فطلب منهم الرأس وغسله وطيبه وبكى عليه وتشفع به بأن يتوب على يديه ويسلم فغفت عينه فرأى رسول الله(ص) فتشهد الشهادة ثم تيقض وأعاد التشهد فقتل وذهب شهيداً وكان من المسلمين.
5- مما ورد في كرامات الإمام الصادق(ع):

أنه قال لأحد أصحابه يا فلان إنك سوف يعترضك وحش في طريقك فاقرأ بوجهه آية الكرسي ثم قل له أقسمت عليك بإبراهيم خليل الله ومحمد حبيب الله وعلي أمير المؤمنين(ع) وفاطمة سيدة النساء والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد إلا ما ذهبت عني ولم تؤذني فلما سار اعترضه أسد فصاح بوجهه بهذه الكلمات فرآه قد نكس رأسه وذهب فلما رجع من سفره قال الإمام(ع) أقص لك أم تقص لي فقال من فمك أحلى فحكى الإمام(ع) ما وقع له وقال الإمام(ع) أنا الذي أشرت له وذهب.