ولاية أهل البيت العقبة العظمى:

وعلى الصراط عقبات كثيرة وأولها وأهمها ولاية أهل البيت(ع)، قال تعالى: ((وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ))، ((ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ))، وسأل الإمام الصادق أبا حنيفة عن النعيم الذي يسأل عنه يوم القيامة فقال: التمر البرحي والزوجة الجميلة والماء البارد في اليوم الصائف والطعام اللذيذ والدار الوسيعة، فسأله الإمام(ع) أنه لو ضيّفه شخص فأحسن ضيافته ثم منَّ عليه وحاسبه عما أطعمه وسقاه ألا ينسبه إلى البخل والشح قال بلى قال فكيف تنسب ربك إلى البخل بأنه ينعم عليك ثم يسألك؟ قال فماذا النعيم الذي يسألنا الله عنه؟ قال: ولايتنا أهل البيت. وقال: (لو أن عبداً عبد الله صائماً نهاره قائماً ليله وأطال الله عمره حتى أصبح بدنه كالشن البالي، ثم جاء يوم القيامة بغير ولايتنا أهل البيت فلن يقبل منه ويؤمر به إلى النار، وقال الشاعر:
لـو أن عبداً أتى بالصالحـات غداً وودّ كل نبي مرسـلٍ وولي
وصام ما صام صوامـا بلا ملل              وقام ما قام قواماً بلا كسـل
وطاف ما طاف آلافاً مؤلفـة               وحج ما حج حاف غير منتعل
وعاش ماعاش في تقوىوفي كرم            عار من الذنب مأموناً من الزلل
يكسو العرايا من الديباج كلهم              ويطعم الجائعين البـر بالعسل
ماكان في الحشر ناج من لظى سقر             إلا بـود أميـر المؤمنيـن علي     
وبهذا وردت الآية الكريمة:
((قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) )) سورة الشورى، والحسنة التي يقترفها هي ولاية أهل البيت(ع)، وهكذا الآية: ((وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى (82) )).

فلا يكفي التوبة ولا الإيمان ولا العمل الصالح حتى يهتدي لولاية أهل البيت(ع) وأتمنى من المؤمنين الكرام أن يطالعوا رسالتي في ذكر الولاية الثالثة في الصلاة وغيرها.