15) الشهادات على الناس:

وإن الله سبحانه وتعالى قد نصب كل طبقة تشهد على ما تحتها من الطبقات العاملة بالأديان السماوية الحقة والتي ختمها دين الإسلام، فالعالم الديني الورع يشهد على من سمعه فعصاه أو أطاعه أو أهمل ومن هو أعلى علماً ومسؤولية شرعية يشهد على العلماء الفرعيين، وكل نبي يشهد على أهل زمانه ومن وصله صوته وإنذاراته، وأعلى طبقة في الشاهدين على الناس يوم القيامة هم أئمة المسلمين وعليهم النبي محمد (ص) ، قال تعالى بعد أن نفى اليهودية والنصرانية عن إبراهيم الذي دعا إلى الإسلام:

((وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)) (143) البقرة، وقد ورد بأن النبي (ص) يأتي يوم القيامة وعلي بجنبه حاملاً رايته المسمّاة لواء الحمد وشعاره لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله، ويرفع إلى منبر من ألف درجة ويكون تحته علي أمير المؤمنين(ع) ثم الأئمة واحداً بعد واحد والأنبياء كل بحسب طبقته ورفعته ويبدأ أداء الشهادات للناس وعلى الناس وهنا يشتد الخوف والهلع بالظالمين أكثر فأكثر.