13) عقيدتي في القيام من القبر ومواقف يوم القيامة:

قد وردت الأخبار والآيات بأن الله سبحانه إذا أراد للعباد أن يقوموا للحساب مطرت السماء مطراً كثيراً حتى ترخى الأرض وتنمو الأجساد من جديد ثم تزلزل الأرض فتنشق القبور فينفخ إسرافيل بالبوق النفخة الثانية وفي البوق ثقوب بعدد أرواح الناس، ويخرج الناس ويرون الذهب والفضة والكنوز تخرج من الأرض فيتأسف الظالمون أنهم ظلموا الناس واستحقوا العذاب من أجلها، ثم يسرعون في عرصات القيامة متوجهين إلى جهة المحشر والمؤمنون الموالون زمراً زمراً ينادون وبكل سرور بالشهادات الثلاث، ثم يسيرون على الصراط وهو ممتد حتى يصلوا إلى الحساب وهذه الآيات والتفضيلات.
قال الله تعالى:
1- ((إِذا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزالَها (1) وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقالَها (2) )) من الكنوز والأموال ((وَقالَ الإنسان ما لَها (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (5) )) بأن تتزلزل وتخرج ما فيها.
2- ((يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (6) )) أي متفرقين كل منهم يحمل عمله على ظهره كما في الآية ((قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (31) )) سورة الأنعام، أو يعلق في عنقه كما في الآية: ((وَكُلَّ إنسان أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً (13) اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (14) )) سورة الإسراء.
3- ويعبر عن هذا الموقف تطاير الكتب إذ تنشر الكتب لكل إنسان باسمه كتاب أعماله التي كتبها عليه الملائكة.
4- فمن استلم كتابه بيمينه يفرح ويريه للآخرين مفتخراً به ومن استلمه بشماله يحزن ويؤخذ به إلى جهنم، كما في الآية: ((فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (22) قُطُوفُها دانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخالِيَةِ (24) )) أي الماضية وهي الدنيا.
((وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (26) يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (27) )) يتمنى أن إماتته الأولى كانت عادمة له بحيث لم يحيَ بعدها.
((ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (29) ))، ومعلوم أن هذا من الأثرياء ومن السلاطين الجائرين، ((خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ (33) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (34))) الحاقة.