8) عقيدتي في عالم القبر:

1- إن الإنسان حين تخرج روحه كما قلنا إما أن تقرب منه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب ولذا ورد بأن لا تقربه امرأة حائض أو إنسان مجنب أو شارب خمر أو شيء نجس وأن ينور المكان إن كان ليلاً وهذا كله لحضور الملائكة وعدم تنفرها فإنها نفوس شريفة تحب النور والصلاح والطهارة ويقرأ عنده القرآن حتى يدفن.
2- وأنه حين يشيع فلا يمشي المشيع أمام الجنازة فإن كان صالحاً فتقوده ملائكة الرحمة فأمامه مخصوص لهم وإن كان فاسقاً فأمامه ملائكة العذاب فتصيب من يكون أمامه أيضاً.
3- وأنه لا ينزل في قبره إلا أن يوضع قبل القبر ثلاث مرات حتى يتهيأ للنزول ولا يفاجأ بهول المطلع.
4- وأنه ينزل بهدوء لأن الإنزال في القبر إنما هو إهباط لروحه معه وكأنه إلقاء من السماء إلى الأرض كما في بعض الأخبار.
5- وأنه حين ينزل في القبر يأتيه منكر ونكير فيسألانه عن عقائده وأعماله من خير أو شر فإن كان صالحاً فتح له باب إلى قصره بالجنة كما قلنا آنفاً وإن كان مسيئاً فتح له باب إلى دركاته في النار فهو يتوسل بالله أن لا يعجل الحساب لئلا يصل إلى النار وإن كان معذباً في القبر أيضاً.
6- وأنه إذا كان حسن الأخلاق متعبداً ولكن عنده سيئات جلس حسن الخلق عند رأسه وخاطب بقية أعماله: يا صلاته ويا صومه ويا زكاته دافعوا عن صاحبكم فإن لم تنجوه فإنا له، وإن كان سيء الأخلاق ضمه القبر ضمة وعصره القبر عصرة حتى يخرج اللبن الذي شربه من أمه.
7- ويقول الإمام الصادق(ع) (لا ينجو من عصرة القبر إلا شواذ الناس أي من كبار الورعين والأتقياء).
8- وأنه إن كان صالحاً محسناً إلى الناس متعبداً جاءه في قبره شاب حسن المنظر يلاطفه ويسري عنه غمه وحزنه، فيقول له: من أنت فقد سررت قلبي، يقول: أنا عملك لا أدعك حتى أدخلك الجنة، وإذا كان فاسقاً ظالماً مجرماً جاءه رجل قبيح المنظر يؤذيه ويخيفه ويهزأ به فيقول له: من أنت؟ يقول: أنا عملك لا أدعك حتى أدخلك جهنم، وكما في الآية ((وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) ))، ويُقال للسائق والشهيد: ((أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25))) سورة (ق).
9- وفي حديث آخر يقول أن المجرم يسلط الله عليه في قبره ملكين أعميين أبكمين أصمين يضربانه بأسواط من نار حتى تقوم الساعة.
10- وفي حديث للإمام الصادق(ع): (إنما نخاف على شيعتنا من البرزخ وأما يوم القيامة فإن عندهم شفاعتنا).
11- وفي حديث آخر أن قسماً من عذاب القبر من عدم التحرز من البول والنجاسات.
12- وفي حديث مشهور: (الدنيا سجن المؤمن والقبر راحته والجنة مأواه والدنيا جنة الكافر والقبر عذابه والنار مثواه).
(الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر والآخرة جنة المؤمن وسجن الكافر).
13- ((وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ (46) )) المؤمن.
وهذه الآية ومن الآيات الدالة على أن أهل القبور من الفاسقين يفتح لهم باب إلى النار ويعرضون عليها ويبشرون بدخولها بعد الحساب.