وهذه الآيات تبين موت المؤمن

1.    ((إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) )) فصلت.
2.    وفي مخاطبة أخرى ((يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30))) الفجر.
وذلك أنها مطمئنة برحمة الله تعالى ولطفه وأنها كلما أصابها في الحياة الدنيا من البلاء فإنها راضية قانعة بفضل الله ورحمته.

ثم كيفية موت الكافرين والفاسقين والظالمين:
ورد أنهم تأتيهم الملائكة بصورة عمال النار يمد الممارس لسحب الروح سيخ حديد فوق جسده فيسحبها كقرض بالمقاريض ونشر بالمناشير، وإن ملائكة قبض الأرواح يأتي معهم كاتب السيئات وكاتب الحسنات فإن كان الشخص محسناً أشار كاتب الحسنات إلى قابض الروح بأن يقبض بالصورة التي مرت آنفاً وإن كان الشخص ظالماً مسيئاً أمر به كاتب السيئات والقبض الذي هو تجريح وتقطيع وإحراق بأسياخ النار بالضرب بها كما في سورة محمد:
1- ((فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ (27) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (28) )).
وكانت هذه الآية صريحة فيما فصلنا.
2- ((وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) )) سورة الأنعام.
3- ((فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) )) أي الروح حين النزع، ((وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) )) سورة الواقعة.
4- وفي توضيح آخر لكيفيات نزع الروح: ((كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ راقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (30) )) سورة القيامة.
إن الروح تبلغ إلى الترقوة فيبدأ التقليب وتلتف إحدى ساقيه بالأخرى.
5- ((وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) )).
((لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) )) سورة (ق).
فإنه حين يرى عالم الآخرة وكذلك يوم القيامة يحد مذهولاً مرتعباً لهول المطلع.
6- ((حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) )) سورة المؤمنون.

أي أن أسفهم بعد نزع الروح إذ يطلعون على عذاب الآخرة فيتمنون الرجوع فالجواب كلا وأن بقاءهم في القبر وهو البرزخ بين الموت إلى أن تقوم الساعة وفي البرزخ عذاب أيضاً.