12) مناقشة مع مرابي:

لماذا تعطي أموالك للربح عليها ولماذا لا تقرض الناس إحساناً؟
المرابي: فمن أين أعيش؟
جواب: شغِّل أموالك في التجارات والصناعات و ما شابه ذلك، فإن الذي يستقرض منك إما أن يستقرض لشؤونه الخاصّة بسبب اضطراره وفقره فلا يجوز الربح عليه, وإما أن يتاجر بها فلك أن تشترط عليّه أن يشركك بأرباحه.
المرابي: الزمان سائر بالربا, وكل الناس تتعامل به فهل أكون نبيّاً في عصري.
جواب: كلاّ إنه ليس كل أهل الزمان يرابون بل الفاسقون الذين وعدهم الله بنار الجحيم هم المرابون والجريمة الاقتصادية أكثر فساداً في الناس وأكثر إثما وعذاباً عند الله من الجرائم الجنسيًة إذ في الحديث (أن الدرهم الواحد من الربا لأعظم عند الله من زنا الإنسان بمحارمه), وإذا كنت سائراً بحسب دين الناس فأي علاقة لك في الدنيا بدين الله تعالى تحتج بها عند الله تعالى يوم القيامة على أنك من أهل دين الله سبحانه.
المرابي: إني أصليّ وأصوم.
جواب: وكيف تحكم بصحة وقبول صلواتك وصومك مع أموال الربا وخطايا الفقراء؟ وكيف تكون فيما فيه ضررك على دين الناس السفلة وما ليس به دفع مال، أنت في دين الله ((أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)) - البقرة.
وفي الحديث الشريف: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيم أفناه وشبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن حبنا أهل البيت).
ثم هل أنت مجبور على هذا؟
المرابي: لا إنه باختياري ولكن العادة جرت.
جواب: إذاً أنت عالم متعمد على معصيّة الله إنّك لو تصوّرت بعض الآيات والأحاديث عن مصيرك الأسود وأسفك على هذا العناد لما تمهلت عن إطاعة قولي وارعويت عن غيّك، فالله الله بنجاة نفسّك يوم الحساب ولا تتجرأ على محاربة الله فإن الله على كل شيء قدير.