7) مناقشة مع فاحشة:

أنت لماذا تزنين ألا تستحين, ألا تخافين من جبَّار السماوات والأرض ومن ناره العظيمة التي احترقت ألف عام فاسودّت فهي سوداء مظلمة إلى الأبد.
لماذا لا تقضين هذه الحياة الحقيرة القليلة بتقوى وخشوع وعبادة فتحصلي على أحسن, ما ترغبين في جنان الله العريضة مع النبيين والصديقين والشهداء الصالحين, وحسن أولئك رفيقاً.
قالت: إن الله خلق فيّ هذه الطبيعة.
قلت: إن الله خلق هذه الطبيعة في كل إنسان وفي كل حيوان, فلماذا غيرك من النساء لا يزنين وإنما كثير منهن اتقين الله وعبدنه حتّى أدركهن الأجل وهنَّ مبرورات مسرورات عند الله في الآخرة التي لا تنقضي ولا تحدَّد بزمن.
فلماذا تقدِّمين الحياة القصيرة على الخلود والسعادة الأبديّة؟
قالت: إني أرملة ولا يرغب فيّ أحد.
جواب: إنك لو صليت لله تعالى وتوسلت به لهيأ لك من يتزوجك ويسعدك، ثم إن هذا المجرم الذي يزني بك هذا لا تدخليه عليك إلا بعقد دائم أو مؤقت وتنظمي الزواج بحسب الشرع لتحصلي على رضوان الله تعالى، ويا ويلك وأنت تطلبين سخطه.
قالت: ماذا أفعل وأنا بقيت مقطوعة بعد موت زوجي, لا رزق أعيش به.
قلت: سبحان الله تعالى أين ذهب الحق سبحانه عن عباده, يا ويلك أتعنين أن الله لا يرزقك إلا من السقوط في الرذيلة, وقذارة السيرة وعمل المنكر والنبي (ص) يقول: (من ترك لقمة الحرام رزق بمثلها في الحلال).
ويقول: (ما من عبد يموت حتّى يستوفي جميع ما كتب الله له من رزق).
ويقول: (لو أن عبداً هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت) نهج الفصاحة 2294.
فتوبي إلى الله تعالى قبل أن يسّود وجهك ويسوء حظك وتخسري الآخرة كما أنت الآن خاسرة للدنيا وتوبي قبل أن تحشري إلى جهنم داخرة فيها في نار سجَّرها جبارها لغضبه، وهنيئاً لك ما ورد في حديث الرسول (ص) حيث قال: (إيّاكم والزنا فإن فيه أربع خصال يذهب البهاء من الوجه, ويذهب البركة من الرزق, وسخط الرحمن والخلود في النار) نهج الفصاحة 982.