ولا بأس ببعض حكايات نزع الروح:

1- حكا لي أحد المؤمنين الصالحين بأنه قد مرض في ماضيه مرضاً شديداً حتى يأس منه أهله ومات ثم ردت إليه الروح، وذلك أنه أحس ببعض الراحة من المرض ثم رأى قدوم ثلاثة شباب حسنين لطيفين قد دخلوا عليه وسلموا فرد عليهم السلام.

فوقفوا عند رأسه وأمر أحدهم الآخر بأن يسحب فمد يده فوق الجسد بدون أن يمس البدن فرأيته يضم كفه شيئاً فشيئاً وكلما ضم كفه أحس كأن شيئاً يسحب من بدني وكأن المغناطيس يسحب الحديد من بعيد حتى إذا ضم كفه رأيت نفسي كالكرة في كفه ورأيت كأني نزعت ثياباً وسخة وارتحت منها لثقلها ووساختها فصعد بي إلى السماء وإذا به يسمع صوتاً يقول ارجع به فإن الله أخر أجله فرجع وأعادني في البدن.
وعاش بعدها حوالي ثلاثين سنة وقد توفى قريباً رحمه الله حياً وميتاً.

2- جدتي أم أبي رحمها الله إنها كانت امرأة صالحة لم تقطع فرضاً من الصلاة وكانت قد وقعت فانكسرت يدها فجبرتها وتحملت أوجاعها فلما شفيت ماتت وذلك أنها كانت في عزاء الإمام الحسين(ع) فانتهى المجلس فرجعت إلى البيت وأكملت بكاءها وعزاءها في البيت وهي تحكي لرفيقاتها بعض مصائب الإمام روحي وأرواح العالمين لهم الفداء، وفي تلك الحال سقطت على وجهها وإذا بعينها قد تحركت من مكانها وسلمت الأمانة لمولاها، فنادوا ابنتها الوحيدة وهي عمتي فطرحوها وردوا عينها في موضعها فكانت الروح قد خرجت من عينها وأخيراً فهنيئاً ثم هنيئاً لها بهذه الخاتمة المباركة ويا ليتنا أن يأتينا الأجل ونحن باكين على مصائب النبي وأهل بيته الكرام عليهم الصلاة والسلام.

3- سليمان النبي(ع) أنه وقف على شرفة بيته مشرفاً على الجن والإنس يبنون بيت المقدس واقفاً على عصاه وكان قد أغلق أبواب القصر وإذا به يدخل عليه ملك الموت بصورة شاب فقال له كيف دخلت والباب مغلوق قال أنا الذي لا يمنعني حائط ولا باب فعرف أنه ملك الموت قال جئتني قابضاً أم زائراً قال بل قابضاً، قال اسمح لي أن امتد على فراشي قال لم أؤذن، فأخذ روحه وهو واقف على منسأته أي عصاه وجمد عليها والعمال يظنون أنه مشرف ينظر وما علموا بموته حتى جاءت دابة الأرض وهي حشرة الأرضة فنخرت عصاه فانكسرت وسقط.

والآيات مفصلة تقول ((وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ (14) )) سورة سبأ.

4- كان رجل قد تزوج أخته من الرضاعة فنصحه أحد العلماء بأن فعلك يعتبر زنا وأنها أختك لأنها رضعت من زوجة أبيك ومن لبن أبيك فعصى وتجبر وتكبر بل وأخذ يفتري على ذلك العالم بالسيئات فأماته الله بعمر 35سنة بموت الفجأة وأسود وجهه وبدنه عند الموت وكأنه قد مسخ نعوذ بالله.

5- كان رجل مؤمن ولكنه حلاق يحلق اللحى وكلما نصحه المؤمنون بأن حلق اللحى حرام لم يسمع وكان هو أيضاً يحلق لحيته فأخبرني أخوه أنه عندما خرجت روحه أسود مكان اللحية منه واسودت كفاه بشكل لم يتصوروا.

6- علي أمير المؤمنين(ع) يقول: إن الموت طالب حثيث لا يفوته المقيم ولا يعجزه الهارب إن أكرم الموت القتل والذي نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسيف أهون عليّ من ميتة على الفراش.

وكان في الليلة التي قتل فيها عند ابنته أم كلثوم، فلم ينم وكان يطالع النجوم ثم يرجع لدور العبادة فيقول هي هي والله الليلة التي وعدني بها رسول الله 4 وحين شدّ حزامه ليخرج لصلاة الفجر قال شعراً:
أشددحيازيمك للموت فإن الموت آتيكا              ولا تجزع من الموت إذا حل بواديكا
وحين قرب الباب صاحت أمامه الوزّة فقال صوائح من بعدها نوائح وكان في كل فجر يضرب بيوت الناس في طريقه للصلاة ويوقظ النائمين في المسجد فرأى ابن ملجم نائماً على وجهه فقال قم يا ملعون فإنها نومة الشياطين ونم على جانبك فإنها نومة الصالحين أو على ظهرك فإنها نومة الأنبياء وإني أعلم ما تخبئ تحت ثيابك ولكن ليتم الله أمراً كان مفعولاً وليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة فلما سجد في النافلة ضربه بسيف مسموم ففلق هامته روحي والعالمين له ولابن عمه الفداء فصاح فزت ورب الكعبة وحين فاق من غشيته أوصى بقاتله أن يُسقى اللبن ويطعم ويقتصَّ منه إذا قتل ضربة بضربة وكان مقتل الإمام(ع) جزء من مهر قطام التي عشقها ابن ملجم ففرضت عليه هذا المهر مع ثلاثة آلاف دينار. ألا لعن الله الظالمين.

7- جدي أبو أمي رحمهما الله: أنه صلى المغرب والعشاء ثم سجد سجدة الشكر في تعقيب الصلاة فلم يقم من سجدته فجاؤا إليه وإذا به قد سلم الروح لمولاه.

8- عمي السيد محمد رحمه الله وهو متعهد حجاج: رجع من الحج وفي المطار أوجعه قلبه فأعين حتى طرحوه على كرسي فسلمها لمولاها.

9- كيفية قبض روح موسى(ع): أنه جاءه عزرائيل وأخبره بأنه يقبض روحه قال من أين تقبض روحي قال من فمك قال تسكته وهو يذكر الله سبحانه قال من عينك قال كيف تغمضها وهي تنظر في كتاب الله تعالى قال من أذنك قال كيف تصمها وهي تسمع كلام الله فرجع إلى ربه فأوحى الله إلى موسى(ع) ألا تحب أن تكون بحضرة الله تعالى.