خلاصة وصيَّتي لكبار المسؤولين:

1- تحبَّب إلى مجتمعك وشعبك كما يتحبب الله تعالى إلى خلقه أنه سبحانه يلطف بهم ويرزقهم من الطيبات ويعد المطيع بالجنة والعاصي بأمل المغفرة, ويرسل إليهم الأنبياء لهدايتهم وينزل عليهم الكتب, وينتقم للمظلوم من الظالم وهكذا..
2- التفقّه في الدين والتعرّف على الأحكام من مختلف الآراء الفقهيّة واعتمد منها على فقه أهل البيت المعصومين (ع)، فإنهم بمنزلة رسول الله من بعده, وهم الشهداء على الناس يوم القيامة بعد النبي, وهم الذين كمل بهم الدين وتمت النعمة وهم من اتفقت جميع الأمة على أعلمَّيتهم وأفضليتهم في كل خير ويكفيك قول إمام المالكيّة (ما رأت عين, ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد علماً وعبادة وهدياً في عصره).
ومثله قال فيهم الحنفي والشافعي وهكذا…
3- ادرس دراسة متقنة ومكررة العهد الذي كتبه أمير المؤمنين (ع) إلى مالك الأشتر (رضي الله عنه) وقد نقلت لك منه شذرات في هذا الكتاب.
4- اقرأ القرآن في كل يوم ما لا يقل عن خمسين آية كما عن الإمام الصادق (ع) وتدبّر في القراءة كثيراً, وناقش العلماء في القرآن والأحكام.
5- سل عن أمور دينك متفهِّماً لا متعنتاً ومتجبراً ومتكبراً ومتأنفاً.
6- لا تخلط البنات والبنين في مدارسك, وإن خلطت فابن في كل مدرسة مشفى للتوليد الحرام حتّى تكثر في شعبك أبناء الزنا وتحشر معهم جيفة على الصراط.
7- لا تعتمد النساء في الوزارات والإدارات الرجاليّة وإنّما خصّهن بالإدارات الخاصة بشؤون النساء كمدارسهن ومستشفياتهن.
8- اجمع حولك أهل الإيمان والتقوى والزاهدين في حطام الدنيا والعقلاء والعلماء وشاورهم في كل شؤون الإدارة حتّى لا تعصي الله في شيء من الإدارة وأبعد عنك الطماعين والنفعيين والسفهاء والفسقة.
9- لا تحضر مجالس اللهو المحرم من رقص وغناء وخمر وزنا ولواط وأفلام دعارة وحفلات ماجنة وأغلق هذا الباب في برامج الإعلام المسموع والمرئي.
10- هذّب وزارة الإعلام وكلية ومعاهد الفنون لتخرج ممثلين يخدمون الدين والأخلاق, ويصنعون أفلاماً عن النبي وأهل بيته والأصحاب الكرام وشجاعتهم وبلاغتهم وقصصهم ومقاتلهم ومواليدهم لأنهم القدوة الحسنة للأمة الإسلاميّة بل للبشريّة, فيجب أن يتعرفوا عليهم وعلى كل ما ورد في سيرتهم الوضَّاءة وتاريخهم الأبيض الشريف.
11- اتركوا الأفلام التي تحكي جلسات السلاطين الفسقة من الغناء والمغنين والفساد كأفلام خلفاء بني أمية وبني العباس... ومغنياتهم المشهورة ومغنيهم الفاجرين كما في كتاب ألف ليلة وليلة وغيره وإلا فانتظروا الحرق والغرق والحروب وموت الفجأة في بلادكم لأن هذه هي أعمال الزنا التي تدع البيوت بلاقع أي خرائب وحرائق.
12- كن فوق الميول والاتجاهات فلا تطارد أفراد الناس، هذا ماذا قال وذاك ماذا فعل حتّى من سبّك وذمك فإن العفو سيد الأخلاق وإن الحليم تدوم سيادته على الناس كما نقل ذلك عن أمير المؤمنين (ع) أنّه كان يخطب فقال شخص خارجي عنه: (كافر ما أفقهه). فقام إليه الناس فمنعهم الإمام (ع) وقال (مهلاً مهلاً سبٌّ بسب أو عفو عن ذنب) وكذا روي أن جماعة جابوا الشوارع متظاهرين ذامِّين لأمير لمؤمنين (ع) فأرسل ولده الحسن يسألهم ماذا يريدون؟ قالوا نريد إقرار القاضي فلان الذي أراد عزله فأجابهم لطلبهم ولم يضربهم.
13- لا تفرح إذا حصلت لك نعمة زائدة أو زيادة رتبة وإنما احتمل أن الله سبحانه قد زادها عليك امتحاناً لك فإذا أديت حقها من الشكر وزيادة التقوى آجرك عليها وأدامها عليك وإن قصّرت واغتررت بها فهي استدراج لك ليزيد في عذابك يوم القيامة ويشدد عليك حجته.
قال الله تعالى ((وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ)) آل عمران.
14- لا تحزن إذا ذهبت منك نعمة أو عزلت من الوزارة وما شابه..
إذ ربما شاء الله أن يرفع عنك التكليف في الدنيا وتبعات الحكم والتورط بالمظالم في الآخرة فيخفِّف عذابك أو يعفيك مما بقي في ذمتك منها فعن النبي 4 : (قال الله عز وجل وعزتي وجلالي لا أخرج عبداً من الدنيا وأنا أريد أن أرحمه حتّى أستوفي منه كل خطيئة عملها إما بسقم في جسده وإما بضيق في رزقه وإما بخوف في دنياه فإن بقيت عليه بقيّة شددت عليه عند الموت) إرشادات الرسول 4 981.
15- لا تتكبر على أحد من الناس فإن الكبرياء رداء الله تعالى فمن لبسه أذلَّه لله وجعله يوم القيامة كالدود تدوسه الخلائق.
16- لا تتواضع للفسقة والمتبطرين والمجرمين فقد قال رسول الله (ص) (القوا أهل الفسق بوجوه مكفهرّة) وحد من نشاط الفاسقين والمجرمين بالعقاب الأليم.
17- أكثر الهدايا والعلاوات للفقراء وصغار الموظفين والعمال والخدم في عدّة مناسبات من السنة, فإن في الجنّة بيت يعرف ببيت الفرح يرزقه الله لمن أفرح قلوب الفقراء والمحرومين.
18- أكثر المشاريع التي تدر على الناس المال من مصانع ومزارع ومتاجر وأفسح للناس بالتجارة داخلاً وخارجاً وقلِّل الضرائب في كل أنواع الأعمال.
19- اجعل لك سيارة قديمة غير سيارتك وملابس عماليّة لتخرج في كل أسبوع متنكراً بحيث لا يعرفك أحد وترى مظالم الناس ومعاملاتهم وسيرة شعبك وماذا يفعل القضاة بالناس أخلاقياً ودينياً, وادخل المساجد والحسينيات بهذه الطريقة كما كان أمير المؤمنين (ع) يدور في الأسواق في كل فراغ له ويحل مشاكل الناس.
20- زر المحافظات والقرى وأكثر من الاحتفالات الإسلاميّة والتربويّة واحضرها بنفسك وتعاون معها معنوياً.
21- أكثر الخطب وكن بليغاً غير متلكئ في الخطاب, وحل المشاكل في خطاباتك وتوجيهاتكم ولا تفرح لنفسك بأنك ماهر في الخطابة فلعل الله غاضب عليك في بعض ما قلت.
22- زر المصلحين الاجتماعيين واحضر مجالسهم سواء بصورة ظاهرة أو متنكرة, كما قلنا وخذ بأيديهم واعتبر بتعاليمهم.
23- كن حازماً في إدارة مؤسساتك مطَّلعاً على ما يدور فيها من الصلاح والفساد وخذ بما يقوله الناس في ذمك أكثر مما يقولونه في مدحك ففي الحديث (خير الناس من أهدى إليّ عيوبي).
24- فكّر كثيراً في أغراض المادح حين يمدح فإن له غرضاً باطنياً وذم الذام كذلك وأصلح شؤونهم ولا تحقد للذام ولا تفرح بالمادح.
25- أكثر من استشارة العقلاء في كل أمر (تريد القيام به) حتّى في الخطبة تسأل عمَّا يحسن أن تقول ففي الحديث (ما خاب من استخار ولا ندم من استشار).
26- لا تكثر من اكتناز الأموال أكثر من أوساط الناس وذلك بأداء الحقوق الشرعيّة وحقوق الناس ففي الحديث عن النبي (ص) (ما اجتمع مال إلا من شح أو حرام), والشحيح لا يفلح يوم القيامة، قال الله تعالى: ((وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)) الحشر.