65- وصيَّتي إلى مسؤول كبير:

لابد من مقدمة هامة وقد عملت هذه المناظرة لأخلّص ذمتي بأداء واجبي التبليغي لكل أهل الأرض وأقول لهذا الشخص من الناس ما قد قال الله تعالى ((يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ (19) وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ (20)) المائدة.
ومعلوم أني إنما أتكلم بكلام الله وكلام رسله وأوليائه فالذي آتي به هو ما جاء به الرسول له ولغيره.
قال الله تعالى ((هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَساراً (39)) فاطر.
ويعني بها الكفر العملي والكفر العقائدي فلا يصح أن يكون القائد للأمة أي رئيس الجمهورية أو الملك أو الأمير وما شابه كافراً عقيدةً, ولا فاسقاً فاجراً مخالفاً لله في أوامره وللرسول في أحاديثه ولآل بيت رسول الله صلوات الله عليهم في سيرتهم وأوامرهم.
ورد عن رسول الله (ص) قال مضمونه (لا يصلح العوام إلا إذا صلح الخواص قيل يا رسول الله ومن الخواص؟ قال العلماء والأمراء والعباد والأغنياء:
فالعلماء هداة الخلق فإذا كان الهادي ضالاً فمن يهدي الضال؟ والأمراء رعاة الخلق فإذا كان الراعي ذئباً فمن يرعى الغنم, والعباد أدلاء الخلق على الله فإذا كان الدليل تائهاً فمن يدلّ التائه؟
والأغنياء أمناء الله في الخلق فإذا كان الأمين خائناً فمن المؤتمن؟
وعليه فالسلطان يجب وقبل كل الناس تنبيهه وهدايته لئلا يأكل شعبه بشهواته ونزواته فيسلب خيراته ويظلمهم ويحكمهم بالحديد والنار فتكون عليه اللعنة في الدنيا والعذاب وسوء العقاب في الآخرة. ولذا ورد في الحديث: (أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر).