من حوادث خواتم الأعمال:

1- الحر بن يزيد الرياحي رضي الله عنه كان من أكبر مجرمي الحرب, وذلك أنه أول من حبس الإمام الحسين (ع) في أرض كربلاء ليقتل ولكنه حين خرج من الكوفة رأى في نومه قائلاً يقول له (يا حر بشر بنصرة الحق ودخول الجنّة) فكان في طول الطريق يفكر أنّه كيف ذلك وأنا ذاهب لمحاربة ابن بنت رسول الله فلمّا أدركه الرحمان ورجع إلى عقله ارتجف بدنه وقال: إني أخيّر نفسي بين الجنّة والنار فوالله لا أختار على الجنّة شيئاً و هرول بفرسه إلى معسكر الإمام الحسين طالباً العفو والتوبة ومات شهيداً في نصرة الحق.
2- شريح القاضي كان قاضي الكوفة ويحترمه كل الناس وكان قد امتنع عن الفتوى ضد الإمام الحسين (ع) حين طلب منه ابن زياد لعنه الله لأنه يعرف مقام الحسين (ع) ولكنه غرّه بصرر الدر والياقوت والذهب والفضة وزاد عليه حتّى خرج إلى الناس وأفتى بوجوب قتل الحسين (ع) فإنه خرج على سلطان زمانه ((ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ (10)) الروم.
3- سأل موسى (ع) ربه عن أول داخل للنار من أصحابه فأمره الوقوف على باب المدينة ويرى أول خارج من القرية فإنه أول أهل النار, فرأى رجلاً أعمى يقوده صبي مسكين ضعيف ثم سأل عن أول داخل للجنّة من أصحابه فأمره الوقوف ورؤية آخر من يدخل القريّة فإنّه أول أهل الجنّة, فنظر وإذا به نفسه الشيخ الكبير الأعمى الذي يقوده صبي فاقترب منه وسأله أنّه لم يفعل شيئاً إلا أنه عثر وسقط فشكر الله واستغفر من ذنوبه وتذكّر معاصيه وعزم عدم العودة إليها وليصلح شأنه مع الله فإنّه كان عاصياً وهكذا فحذّره موسى من ماضيه وبشرّه بمستقبله وأمره بمواصلة التوبة والعمل الصالح والإقلاع عن المظالم والخطايا.
4- كان لي صديق وكان مؤمناً يقيم الصلاة ولا يشرب الخمر ولا يزني ولا يفسق ولا يسب أهل الدين ولا يتجسَّس على أحد فضاقت به الحال واستخار عندي عدة مرات على أن يسجل مع التنظيم الإجرامي الصدَّامي ليحصل على معاش فكانت الخيرة دائماً تهدده بالنار وغضب الجبار، ولكن الشيطان أغواه وصحب ذلك التنظيم وصار جاسوساً على العلماء وشرب وزنا وظلم وفجر وصار يحضر مع الظالمين المجرمين مجالس الفسق والفجور والشرب والزنا وأفلام الدعارة والفساد ألا لعنة الله على الظالمين.