الشباب والمراهقة:

1- شاب مؤمن غير متزوج تعرف على مؤمنة فتوجَّه إلى أهلها ورحَّبوا به فلما طلبها منهم خالفوه ولم يرتضوا به وكلما تكلَّمت البنت في الدفاع عنه عند أمها غضب أبوها فأقنعت أباها أو كادت فغضب اخوتها وهكذا, فأصرَّت هي على التزوُّج به وخرجت وعقدت معه عقد النكاح فلما عرفوا أرادوا أن يمسكوا جواز سفرها فتعجلت بالسفر معه لبلد آخر فلحقوها في البلد الأخر وصاروا يطاردوها من بلد إلى بلد ومعلوم أن هذا حمق وظلم وتعدِّي على حقوق البنت إذ أنها لم تختر إلا مؤمناً تقياً وهذا العقد صحيح وقد أخطأ أهلها إذ أن على البنت حق استشارة الوالد في التزوج مادام مستقيماً أما لو حمق ومنعها من كفئها فإذنه ساقط شرعاً.
2- شاب في بلد غربي طلب بنتاً من بلد آخر عربي وتعارفا في الزيارة فلما طرحا الموضوع على أبيها عاند الأب واستكبر إذ أن الشاب من البلد الفلاني فوسَّط أحد العلماء ممن يحترمه أبوها فكلَّمه قال هي لم ترضَ به فسكت العالم ثم سأل الشاب بالسر من أبيها أنها راضية بك فحلف أنه متفق معها وهي راضية به وأن هذا الظالم له عدة بنات مانع لتزويجهن, فأخذ العالم بيد الشاب إلى بيت الرجل ورحب الرجل ودخلا, فطلب العالم البنت فقال غير موجودة فقالت بابا إنني موجودة فقلنا لا خلاص لك إلا بدعوتها فدعاها فلما حضرت سألها العالم قالت إني راضية به فاستأذن من أبيها لعقدها فلم يحسن الأب أن يكذب مراراً فأذن فعقدت, ولما خرج العالم طرد الأب ذلك الشاب وأخذ بالبنت إلى بلده ومنعها أن تخرج.
وهنا يصح لك أن تقرأ هذا الشعر:

كلا الأخوين صرَّاف ولكن عبيد الله أصرف من أخيه

فهذا أكثر حمقاً وجريمة بحق بناته والأب الأول أشد لؤماً وإن مثل هؤلاء الآباء سيلعنهم الله تعالى ويعاقبهم أشد العقاب لأن هذا المنع حرام شرعاً قال رسول الله (ص) (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه وإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).