51- وصيَّتي التزُّوج بالأكفاء:

إن الإنسان قد يتزوج بأجنبية عن وطنه أو عن مذهبه أو عن دينه أو عن أهله وعشيرته أو أرفع منه عشيرةً ومالا أو أحط منه كل ذلك جائز ومبرور ومبارك إن شاء الله ولكن ليكن حذراً كل الحذر فيما يبتلى به فلاحظ ما يلي:

  1. تزوج المسلمة بغير المسلم باطل ويعتبر زنا محرم.
  2. تزوج المسلم بكافرة من غير أهل الكتاب باطل وزنا محرم.
  3. تزوج المسلم بكافرة من أهل الكتاب من دون أن تسلم صحيح ولكن الإمام الصادق قد نهى أحد أصحابه وقال (ما تصنع بها؟ فقال إن لي فيها الهوى, فقال إذاً لا تطلب ولدها).
  4. تزوج الشيعية بالناصبي المعادي لأهل البيت وشيعتهم غير صحيح.
  5. تزوج الشيعية بالسني المخالف ولكنه يحترم الشيعة ويعترف بعبادتهم وأعمالهم ويزور أهل البيت صحيح ولكنه مكروه.
  6. تزوج الشيعي بالناصبية صحيح ولكنه مكروه والأحوط تركه.
  7. تزوج الشيعي بالسنية صحيح ولكنه مكروه وسيأتي الأسباب.

هذا كله في التوجيه الشرعي وأما التوجيه الاجتماعي فأقول والنهي فيه ليس للتحريم وإنما مجرد النصيحة:

    1. تتزوج امرأة هي أغنى منك أو أهلها أغنى منك فلعلها تتكبر عليك أو أن أهلها يستحقرونك فتنغص عليك الحياة إلا إذا رأيتهم بكامل الأخلاق ولا يلاحظون هذه الأمور.
    2. لا تتزوج بأعلى منك نسباً أو أرفع عشيرة وما شابه للسبب نفسه والاستثناء نفسه.
    3. لا تتزوج بأفقر منك أو أهلها أفقر منك فلعلهم يسلبونك ويأكلون أموالك، إلا إذا عرفت منهم الزهد وحسن الأخلاق فلا بأس بأن تتزوج بل وعليك أن تنوي انتشالهم من الفقر والتعاون معهم فتحصل بذلك ثواب الزواج وثواب عون المؤمنين.
    4. لا تتزوج من عائلة أو عشيرة هم أعداؤك وأعداء عائلتك فلعلهم يزوجونك ليتجسَّسوا عليك ويدخلون من خلالك لظلم أهلك إلا إذا رأيتهم بحسن الدين والأخلاق أو عرفت أن أهلك ظالميهم بالعداوة وليس الذنب منهم.
    5. لا تتزوج شيخة كبيرة السن فإنه يكره نكاح العجائز وانه ينقض البدن ويقرب الأجل.
    6. لا تتزوج امرأة أكبر منك فان المرأة تعجز قبل الرجل فيكون سرورك بقربها قليلا.
    7. لا تتزوج بفارق عمر كبير بأن تكون أنت في الخمسين عاماً مثلاً وهي 15 عام وذلك لأنك قد تتأخر عن مباشرتها فتضطر لمطاردة الرجال والرغبة بهم وهو حرام.

    نعم تتزوج المرأة ذات الثلاثين عاماً وما فوقه بحيث تكون بقدر ثلثي عمر الرجل لأنها بهذا العمر تكون قد عنست فلا تلاحظ العمر إلا إذا كانت من أهل الفجور والرغبة بالجنس، ولا بأس بوضع قانون الأعمار الذي كتبته في رسالة الزواج الاسلامي:

      1. وهو أن تزوُّج المرأة أكبر من الرجل لا يعمل به إلا اضطراراً إلا إذا كان الكبر قليلا كسنة وسنتين فلا يعتبر.
      2. وبالتساوي لا بأس به إلا إذا كان هو بالخمسين فما فوق فلا ينتفع بامرأة ذات الخمسين وإنما يتزوج بامرأة بالأربعين وما تحت وكون المرأة بمقدار ثلثي عمر الرجل انه طبيعي جدا سواء كان كبيراً أو صغيراً كما إن كان هو خمسة عشر عاما وهي عشرة او هو ثلاثين وهي عشرين أو هو خمسون وهي ثلاثون أو هو سبعون وهي حوالي الخمسين ولا تزاد على الخمسين مهما كان عمره هو إلا إذا أراد الخدمة والأنس ولم يطلب الجماع.
      3. وإذا كانت هي بنصف عمر الرجل فلا بأس ولكنه غير متعارف وإما بأقل من نصف العمر فلا يخلو من غضاضة وهو المنع الذي قلنا وإن صح مهما كان الفارق.

      8- قدِّم البنت البكر ولو كانت كبيرة العمر على المرأة الثيب ولو كانت صغيرة العمر لأن الثيب في الغالب حين تجامعها تتصور وتتذكر زوجها الأول فيحصل إشراك في نوايا النطفة فيخرج الولد فاسقاً متجاهراً بالفسق، ولذا ورد النهي الشديد من أن الرجل يجامع أهله بنية غيرها ونفس الفضاضة الشرعية إذا كان فكرها حين يباشرها زوجها في رجل غيره وستأتي القصة.
      9- لا تتزوج من غير دينك إلا إذا لم تطلب ولدها وإلا إذا لم تتأثر أنت بأخلاق الكفار أو انقلبَتْ إلى دينك وعرفت منها الصدق والإخلاص.
      10- لا تتزوج لحاجة رسمية إليها فإنها وأهلها كما إذا كنت غريباً ولا تستطيع أن تحصل على أوراق تنقلك كجواز السفر والهوية وما شابه ولأن هذا التزوج هو معاملة أكثر من كونه ألفة ومحبة وحياة عائلية إلا إذا رأيت صلاحها وحسن أخلاقها وأنها بالحقيقة قاصدة الزوجية الشرعية وحفظ شرفها بالزواج الحلال فلا بأس.
      11- لا تتزوج من غير مذهبك فإنها تفسد أولادك وتغيِّر مستقبلك, وتذهب سمعتك بين أهلك وعشيرتك.
      12- لا تتزوج لغير نية التزوُّج والتكوين الأسري, إلا إذا اضطررت إلية.
      13- لا تضع في بيتك صور بعض أصدقائك خصوصاً من الشباب, الذين فيهم شي من الجمال فلعل بناتك أو زوجتك تنظره برغبة, والشيطان لازال حياً لم يمت فاتقِ الله وأغلق هذا الباب.