47- وصيَّتي التمسك بعلم أهل البيت(ع):

إن جماعة ممن تعلم شيئاً من العلم الحديث اغتروا بهذا العلم وراحوا يشيعون دقته والاعتقاد به اعتقاداً مطلقاً بحيث لا يقبل النقاش وحتى لو طرح عليهم حديث شريف أو آية في كتاب الله مناقضة لهذه القاعدة العلمية لا يقبلونها ويخطؤنها وهم على خطأ كبير في ذلك وسأبين شيئا من ذلك مع التفصيل والتوجيه الصحيح فأقول إن العلم الحديث منه ما هو متقن لا يقبل النقاش وهذا ما لا يناقض العلم الإلهي وعلم النبي وأهل البيت، مثاله الدورة الدموية الصغرى والكبرى في الإنسان فإنها صحيحة ومصورة ومتقنة وقد فصلها الإمام الصادق(ع) أيضاً كما في كتاب توحيد المفضل ومنه مثلاً كون الرياح تحمل الماء من البحار إلى أعالي الجو فيجتمع على شكل غيوم وتنزل أمطاراً وقد يعلوا كثيرا فيتجمد وينزل ثلوجاً فهذا أيضاً صحيح وقد أشار إليه أمير المؤمنين(ع) في أول نهج البلاغة. وما حكي عن العلم الحديث مما هو غلط يقيناً وهو إما:

  1. قاعدة علمية مغلوطة: كما في الكذبة الداروينية وهي أن أصل الإنسان من قرد أو على شكل قرد ثم تمدن شيئاً فشيئاً حتى تعلم الطبخ والخياطة والكتابة وبقية الصناعات وتحسن شكله إلى الموجود حالياً وهذا كذب قطعاً فإن الإنسان من أول خلقته وقبل نزوله إلى الأرض خلق في أحسن تقويم مستقيما جميلا له نفس الجمجمة الحالية ونفس الأعضاء ونفس العقل والتفكير كما هو مقتض قصة خلق آدم وحواء وإنزاله إلى الأرض والذي كرر في عدة سور وبتفاصيل ومراحل نعم إن خلقة الإنسان تختلف من دولة لأخرى ومن زمن لآخر بسبب لطف المناخ وشدته وبسبب الظروف التي تحيط بالإنسان كما يختلف علمه وكمال عقله بحسب زمانه ومكانه.
  2. وكالخطأ القائل بأنه وجد في الآثار جسم إنسان قبل كذا مليون سنة وهو خطأ قطعاً فإن بين النبي وآدم(ع) حوالي عشرين جد وكل جد عاش بين ألف عام وأقل وأكثر أي بما يعادل أربعة عشر ألف عام فهذه ظنون خاطئة قطعاً نعم يمكن تقدم الحيوان على الإنسان في الأرض لوجود خلق قبل الإنسان ولكن تعداد الملايين أيضاً هي ظنون ليس لها أي رصيد من الثقة.
  3. وكالنقد الغربي العارم والتشنيع على المسلمين بأن نبيهم يقول باستحباب ختان الأنثى وقد أفتى المصريون بالجامع الأزهر فكانت النتيجة موت بعض المختونات والبرود الجنسي لأخريات وأنا أقول إن هذا التشنيع سخيف وخاطئ وفعل بعض الممارسين والمفتين لهم غير صحيح وإنما اللازم أن يسألوا العلماء المتفهِّمين لأطروحة النبي وأهل البيت في توضيح المقصد فإن علم أهل البيت(ع) لم يدع شيئاً، وإجماله أن الختان ليس هو قطع البظر الذي أفتى به الجماعة وإنما هو القلفة الرقيقة أي الجلدة الساترة للبظر والتي لو قطعت زادت المرأة رغبةً أكثر وتسعد في زواجها ويسعد بها أكثر فافهم يا رعاك الله فإن علم الإسلام معصوم عن الغلط وكافة الأئمة الطاهرين معصومون عن السهو والخطأ.
  4. بهذا العلم الحديث جاءت القوانين الوضعية التي تئن منها البشرية وأفسدت كل الشعوب وأشاعت الظلم والجور والفساد وحكمت بما خالف الله ورسوله وقد التزمت بها الدول المسماة بالإسلامية كغيرها على حد سواء طابق النعل بالنعل ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) (......الكافرون) (.....الفاسقون) المائدة 44و45و46 هذا هو الخطأ في العلم الحديث الثابت عالمياً وهو كثير جداً وأما الخطأ الشخصي للأطباء والعلماء بالعلم الحديث فحدِّث أيضاً ولا حرج ومن ذلك:

1- ما قاله أستاذ كلية الطب في إحدى الجامعات أن الأفضل للزوجين إطالة شعر البدن وخصوصا العانة والعورة فإنه يزيد الشهوة وهذا خطأ فاضح فهو مخالف للأحاديث الكثيرة بل الطبيعة البشرية الثابتة فقد قال الإمام الصادق (إطالة شعر البدن يوجب وجع المفاصل ويضعف الشهوة وإزالة شعر البدن يزيد في ماء الرجل ويذهب بوجع المفاصل ويزيد في الشهوة) وأنه أوصى بعض الشباب الذين لم يتمكنوا من الزواج أن يصوموا ويطيلوا شعر أبدانهم فإنه يقطع الشهوة وقال الإمام الباقر(ع) (من لم يحلق عانته أربعين يوما فليس بمؤمن ولا كرامة) ويكفي أنه من المتواتر الحديث والحكم الشرعي للمسلمين بإزالة شعر البدن وخصوصاً العانة للنظافة ولزيادة الشبق للمتزوجين فهذا الدكتور على ما له من كتب كثيرة في الطب وعلو شهادته لم ير أحاديث النبي وأهل بيته وهذا هو الخطأ الكبير في المتجدِّدين.

2- دكتورة مشهورة وأستاذة في جامعة الطب بلندن سئلت هل صحيح أن الجزر يجلو البصر فأجابت بإصرار بالعدم خلافاً لما جاء في بعض كتب الأطباء ككتاب (الغذاء لا الدواء) لاحظ فيه أن من جملة فوائد الجزر أنه يجلو البصر ويشدد الشهوة ويقوي الهرمونات البشرية... فضلاً عن أنها لم تر العلم المعصوم الوارد في نصوص الإسلام كقول الإمام أمير المؤمنين(ع) (الجزر يجلو البصر ويشد الظهر) فراجع وافهم علم الأئمة.