خامساً - من الخيانة السرقة وهضم الحقوق:

إن أبواب السرقة وأخواتها من هضم حقوق الناس والغيلة والأخذ من أموال الناس بالغش والخديعة أبواب كثيرة وهي من أعظم الجرائم في الإسلام وفيها الحدود والتعزيرات والتفضيحات الشديدة, كما في عهد أمير المؤمنين(ع) لمالك الأشتر:
ثم انظر في أمور عمَّالك فاستعملهم اختباراً ولا تولهم محاباة وأثرة فإنهم جماع من شعب الجور والخيانة وتوخَّ من أهل التجربة والحياء من أهل البيوت الصالحة.... ثم اسبغ عليهم الأرزاق فإن ذلك قوة لهم على استصلاح أنفسهم وغنىً لهم عن تناول ما تحت أيديهم وحجة عليهم إن خالفوا أمرك أو سلموا أمانتك.... فإن أحد منهم بسط يده إلى الخيانة واجتمعت بها عليه عندك أخبار عيونك اكتفيت بذلك شاهداً فبسطت عليه العقوبة في بدنه وأخذته بما أصاب من عمله ثم نصبته بمقام المذلة ووسمته بالخيانة وقلدته عار التهمة، مكتوب 53 نهج البلاغة.
فانظر الصرامة في إهانة الخائنين. ((كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (33) )) القلم.
ومن حديث الإمام زين العابدين(ع):
(لو أودعني قاتل أبي السيف الذي قتل به أبي لرددته إليه). وعن النبي(ص) (إذا حج الرجل بماله من غير حله فقال لبيك اللهم لبيك في إحرام حج أو عمرة قال الله تعالى له: (لا لبيك ولا سعديك هذا مردود عليك) نهج الفصاحة 169.
ثم إن المال الحرام يقسي القلب ويضلُّه عن الهدى إلى الكفر والنفاق والظلم كما قال الإمام الحسين ع لقتلته بعدما وعظهم فلم ينفع الوعظ بهم فقال:
(ولكن ملئت بطونكم من الحرام فقست قلوبكم ونسيتم ذكر الله العظيم).
وعن الإمام الحسن(ع) في وصيته لجنادة (واعلم أن الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب).
وعن النبي (ص) (أربعة من حق الله تعالى أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها, مدمن خمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه) فصاحة 252.
وخطبة أمير المؤمنين(ع): (والله لئن أبيت على حسك السعدان مسهَّدا وأُجرَّ في الأغلال مصفَّدا أحبُّ إلي من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشيء من الحطام) خطبة 215 نهج البلاغة.
والحديث (من استهان بالأمانة ورتع في الخيانة ولم ينزه نفسه ودينه عنها فقد أحل بنفسه في الذل والخزي وهو في الآخرة أذل وأخزى وإن أعظم الخيانة خيانة الأمة وأفظع الغش غش الأئمة) مكتوب 26 نهج البلاغة.