ثانياً- من الخيانة النميمة والفتنة بين المؤمنين:

وهي أن ينقل الإنسان كلاماً سيئاً من شخص أو جماعة إلى جماعة أو شخص لتقع بينهم المشاحنة أو الحرب والقتل والعداوات فهي علة وسبب للقتل ولذا ورد في الحديث (الفتنة أشد من القتل) وورد (الصدق في الإفساد كذب عند الله والكذب في الإصلاح صدق عند الله) فلو قال لك شخص هل أن فلاناً قد ذمني فقل لا بل مدحك والحقيقة أنه ذمه وزاد في ذمه فتكون بذلك الكذب مصلحاً بين الناس ولك أجر الإصلاح وورد عن النبي (ص) (ذو الوجهين في الدنيا يأتي يوم القيامة وله وجهان من نار) يحرقه بهما (ذو الوجهين لا يكون وجيها) نهج الفصاحة ح1619- 1630 وقد ذم الله تعالى جماعة من كبار المشركين المجرمين أمثال الوليد المخزومي والد خالد بن الوليد المعروف قال تعالى: (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ) يذم الناس (مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) يمشي بالنميمة بين الناس (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) (عُتُلٍّ) جلف جافي (بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ) ابن زنا - القلم 13، ثم إني أحذر الناس من قبول قول ناقل الشر وفاضح السوء أن يصحبوه ويصدقوه ففي الحديث (من نمَّ لك نمَّ عليك) فإن لك نصيباً من الشر أن ينقل عنك المعائب للناس فيسبب عداوتهم لك فتحذر وذلك لأن هذه النفسية مريضة يقول أمير المؤمنين(ع) شعراً:

 إحذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة فلربما انقلب الصديق وهو أعلم بالمضرة