أسباب عدم استجابة الدعاء:

لعدم استجابة الدعاء أسباب كثيرة قد ذكرنا بعضها مكرراً في ماضي بحوثنا ومنها:

  1. فسق الإنسان وفجوره واستخفافه بالدين وأهله.
  2. عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما مر مراراً.
  3. شاء الله ابتلاءه حتى يقلع عما هو فيه من الخطأ المتعمد أو الغافل عنه.
  4. دعوة إنسان محق عليه لتقصيره معه.
  5. شيوع فساد الأمة فيطغى شؤمهم على البريء منهم أيضاً ففي الحديث إذا نزلت الرحمة خصَّت أهلها وإذا كثر الفساد نزل البلاء وإذا نزل البلاء عم وفي الآية الكريمة (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ)أنفال 35 أي تصيب الكل بما فيهم غير الظالمين والحديث عن الإمام الصادق(ع) فقيل (يابن رسول الله هذا جزاء الفاسد فما ذنب الصالح؟ فقال إن الصالح يعمُّه البلاء فيصبر ويتحمل فيوفِّيه الله أجره في الآخرة) ولذا ترى الأنبياء والأوصياء قد عمَّهم بلاء أهل زمانهم فقتلوا وظلموا أشد الظلم ولولا نزول البلاء لما أصابهم ذلك بسبب فساد أهل زمانهم ولذا أنه لما أيقن الإمام الحسين(ع) بعدم إمكان هداية محاربيه بعد الخطب الكثيرة قال لأصحابه (إن الله قد أذن بقتلكم وقتلي) فتقدَّموا وابذلوا الأرواح قربةً إلى الله تعالى.
  6. أن العبد لم يذكر الله في وقت الرخاء وينسى أوامره وذكره فينساه الله في وقت محنته ولا يجيبه كما في الآية (الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ) التوبة 67.
  7. نزول البلاء واستحكامه فلا يرفع فإن العبد لو دعا قبل استحكام البلاء لأجيب ولم يصبه وأما بعد الاستحكام فربما يجاب وربما لا يجاب نعم قد ورد (أن الصدقة تدفع البلاء المبرم) يعني المستحكم.
  8. أن العبد كثير الدعاء وإن الله والملائكة يحبُّون صوته فيبتليه الله ليدعو أكثر حتى يزيد في رفعته في الآخرة وبركته في الدارين فلا يعجل في إجابة دعوته.
  9. عدم كون الدعاء بشروطه التامة التي مرَّ أهمها آنفاً.
  10. عدم الجواب أكثر صلاحاً وسيحس بعد ذلك بحسن هذا التأخير وفوائده.
  11. عدم إجابة الدعاء إذا كان على الزوجة لقول الله له إني قد ملَّكتك أمرها وبيدك التخلُّص منها وطلاقها
  12. عدم إجابة الدعاء على العبد لأن له أن يبيعه على غيره للتخلص منه.
  13. عدم إجابة الدعاء على قريب جداً كالوالدين والأخ والأولاد ومن شابه فإنه لو تعجَّل الله بالانتقام من ذلك القريب سوف يتأسَّف الداعي ويتمنى أنه لم يدع عليه.
  14. عدم إجابة الدعاء المخالف للمصلحة العامة التي قدرها الله بحكمه مثل الحديث (أن إزالة الجبال أهون من إزالة السلطان إن لم يشأ الله له الزوال) فإنَّ الله شاء أن يبتلي العباد بسلطان ظالم لاستحقاقهم فلو أن إنساناً دعا عليه حتى يهلك الداعي من الدعاء لم يستجب لعدم المصلحة في زواله قبل امتحان الناس.
  15. عدم الحركة الأرضية: فإن المؤمن العاقل الذي يريد تحقيق موضوع وإنجازه فعليه بالحركتين حتى يتم ويتنجَّز حركة أرضية بأن يعمل في تحقيق ما يطلبه عملياً من بذل أتعاب بدنية أو أموال أو تهيئة آخرين للتعاون والسير به وحركة سمائية بأن يدعو الله تعالى ويتوسل إليه فلو أن شخصاً درس الهندسة وجلس في بيته وقال اللهم ارزقني لضحكت الملائكة عليه.
  16. أن هذا المرض أو القهر والغم طريق إلى وفاته وقد كتب الله عليه الأجل فلا يرفعة حتى يتم أمر الله فيه وينتقل للآخرةبالبركة إنشاء الله.