خلاصة وصيَّتي لطلاب العلوم الدينية:

1- زيادة التفقّه في الدين فقد قال الإمام الصادق(ع): (ليت السياط على رؤوس أصحابي ليتفقَّهوا في الدين). وفي الحديث (إذا أحب الله عبداً فقَّهه في الدين وبصّره بعيوب نفسه وأشغله بها عن عيوب الناس). (النظر إلى وجه العالم عبادة) كما قال (النظر إلى الكعبة عبادة).
وعن النبي (ص) (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً به وإنه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتّى الحوت في البحر وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورِّثُوا درهماً ولا ديناراً ولكن وَرَّثُوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظٍّ وافر) أصول الكافي 1ص13.
وعن الإمام الباقر(ع) (لو علم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بخوض اللجج وسفك المهج).
فعلى طالب العلم أن يزيد علمه في كل ما يمكنه، ويطالع ويتثقف في جميع علوم الإسلام والعلوم الحديثة فيما ينفعه وينفع الناس.
2- زيادة التقوى من الله والورع عن محارم الله تعالى، قال الشاعر:
شكوت إلىوكيعٍ سوء حفظي              فأرشدني إلى ترك المعاصي
وعلَّله بـأن العلـم نــور              ونـور الله لا يؤتى لعاصي
3- تكثير مجالس الخطابة وكثرة نشر الفضيلة وجلب الناس من الضلال إلى الهدى ففي الحديث (من تعلم باباً من العلم ليعلّمه الناس ابتغاء وجه الله أعطاه الله أجر سبعين نبياً) روضة الواعظين.
وعن النبي (ص) (من خرج يطلب باباً من علم يرد باطلاً إلى حق أو ضلالة إلى هدى كان عمله ذلك كعبادة متعبّد أربعين عاماً) طرائف الحكم 1ص14.
4- التأدب مع الأساتذة وتقديس المقدَّسات وحضور الدروس في مواعيدها وتنظيم الأوقات والأحوال والحرص على العمر والفرص أن لا تذهب بدون نفع فتكون حسرةً على صاحبها يوم القيامة وإشاعة ذلك بين الناس.
5- التواضع للناس وخدمتهم بقضاء الحوائج وتسهيل الأمور والإخلاص للمخلصين وهداية غير المخلصين.
6- عدم متابعة الناس والتجسس والتحسس على أخطائهم، ولكن يصلح ما ظهر مع الإمكان وبالهدوء فلا ينفِّر الناس باللجاجة والإلحاح.
7- تهذيب الأهل والخواص المحيطين به وهو أول علاماته التي تحسِّن بها سمعته ويستطيع أن يهدي بها الناس لو اشتد اهتمامه بها فإن علامة المؤمن المجاهد أن كل من حوله إلا ما شذّ يكون مؤمناً متقرباً، وعلامة المنافق الكاذب بالإيمان أن كل من حوله غشَّاش غير مخلص إلا ما شذّ وندر قال تعالى((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى (132)) طه.
وعن النبي (ص) (ويل لأبناء آخر الزمان من آبائهم، فقالوا: يا رسول الله ما يفعلون بهم أيقتلونهم؟ قال: لا، ولكنهم يسألونهم عن كل شيء من أمور الدنيا ولا يسألونهم عن شيء من أمور الآخرة).