النشاطات الحوزوية:

ليس كل شخص دخل الحوزة العلميّة نجح فيها ونجح في الدنيا والآخرة، بل هم على أقسام وهي:
1- شخص فاشل في الحياة رسب في المدارس الحديثة وفشل في الأعمال فدخل الحوزة واعتبرها باب رزق ولو كان ضئيلاً وبقي فقيراً مستكيناً راسباً في دروس الحوزة العلميّة كما هو راسب في غيرها.
2- شخص مرائي متكبر دخل الحوزة العلميّة رياءاً وسمعة بأنه عالم وسيكون عالماً وبقي متكبّراً يماري العلماء ويتعالى على الفضلاء، يجادل الناس ليخجلهم ويتفوق عليهم بمقدار ما حصل عليه من العلم في الفقه أو النحو أو غيرهما.
3- شخص عاقل ومؤدب وبتربية حسنة دخل الحوزة العلميّة أو أدخله أبواه لتحصيل العلم فدرس وسهر الليالي وتوصّل للفضيلة وسلك العمل الصالح وخدمة الإسلام والمسلمين حتّى مات فاضلاً ناصحاً ناجحاً محمود السيرة.
4- شخص طيب النفس حسن الأخلاق أخلص في دراسته وتوصل أو لم يتوصل ففشل إما لمحاربة الظالمين للحوزات العلميّة أو لما شابه ذلك أو كان هو فيه ضعف الإقدام فتحيّر برزقه ومستقبله فترك الدراسة ورجع إلى الأعمال التجاريّة أو الصناعيّة وكثير من أسباب الفشل ليست بيد الشخص فقد قال الشاعر:
على المرء أن يسعى بمقدار جهده           وليس عليه أن يكون موفقاً
5- شخص دخل الحوزة العلميّة فرأى في عناصرها من علماء وغيرهم بعض السلبيات، وصار يراقب هذا ماذا فعل وذلك ماذا ترك، وقد قيل (من راقب الناس مات هماً).
وقال الله تعالى((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)) المائدة. وقال في الحديث: (طوبى لمن أشغلته نفسه فاشتغل بعيوبه عن عيوب الناس).
وبالتالي إنه بسبب مراقبته للناس ارتد عن الدرس ورجع وكفر بالدين أو بالمذهب أو فسق وترك العبادة وفعل المنكرات وربما أصبح جاسوساً على المؤمنين، يتعاون مع المجرمين على قتل العلماء والطلبة وسجنهم وظلمهم وما إلى ذلك فخسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين وعليه لعنة الله وملائكته والناس أجمعين إلى يوم الدين.
6- شخص دخل الحوزة العلميّة فندر في دراسته وتفوقه فتقدم على أبناء جيله الدراسي فتخرج قبل غيره خطيباً عالمياً مشهوراً أو كاتباً أدبياً مصقعاً أريباً وخدم الله والدين بكتب ناجحة كثيرة، أو مرجعاً دينياً للأمة الإسلاميّة ناجحاً حميداً مقتدىً به أو مدرساً عظيماً كبيراً للحوزة العلميّة، أو صاحب مشاريع إسلاميّة ومصلحاً اجتماعياً عظيماً.

7- شخص كان فاسقاً فسافر إلى أماكن الحوزة للسياحة والتفرج على الحرم وزواره والناس هناك فتعرف في صحن الإمام المزور على بعض طلاب العلم فأعجبه أخلاقهم ودرسهم فدخل وجدَّ واجتهد وتخرج عالماً نافعاً شريفاً عفيفاً طيباً طاهراً نجى من سخط الله وأنجى من اهتدى به.