22- وصيَّتي للآمرين بالمعروف:

إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أركان دين الإسلام فيجب أن يقوم به المؤمنون، ولا يتركوا الأمر إلى الجهلة الذين لم يطّلعوا على الحق والباطل فربما يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف وإنك لتجد في الآمرين والناهين كثيراً من ذلك، ومن جملته:
1- العلماء والقضاة والتابعون لبلاط الملك الجائر الظالم والسلطان الجبار أنهم يأمرون الناس باتباع الملك ويعظمونه باسم الإسلام وينهون عن مخالفته ويحكمون على من يخالف أنه من أهل النار، بينما يقول الإمام الحسين(ع) (من رأى سلطاناً جائراً يحكم في الناس بالظلم والجور ولم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله)، ويقول الله تعالى ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (47)) المائدة.(الكافرون، الظالمون).
((وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (113)) هود.
2- قلت لأحد المسلمين: أن يحجِّب نساءه ويشجع أهل القرية من قرابته وغيرهم أن يحجّبوا نساءهم فإن غير المحجّبة يمثلها الله بالكافرة الجاهلية فيقول ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الأُولى)) الأحزاب. وإن الله يأمر في كتابه بتمام الحجاب قال تعالى ((وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ)) الأحزاب. وآيات وأحاديث الحجاب كثيرة وشديدة، فأجاب مفتخراً مستكبراً عما أقول:
أنا لا أحجب النساء واللازم أن تكون المرأة حرة والتعقيدات في حياة الإنسان والقيود على النساء حرام شرعاً!
قلت له: إن القيود الدينية التي ما أنزل الله بها من سلطان على الناس حرام، وأما قيود الله ورسوله وقانونه الذي أنزله بالكتاب وحكاه النبي وأهل بيته الطاهرون فهو واجب وليس بحرام ففهمك معكوس تماماً، وأخذته العزة بالإثم وأصرَّ مستكبراً. بالله عليك أي معروف يأمر به هذا؟