بعض قصص الخطباء:

1- صعد خطيب على منبر منصوب بالشارع العام في مناسبة يوم وفاة فاطمة الزهراء(ع)، والمجلس مشحون بالخمارين والقمارين والفاسقين الضاحكين على الخطباء وعلى المجالس ومن الأحزاب الكافرة المشككة بالله والشيخ حقيقة كان مصداقاً جلياً لما يهزئون به ويضحكون عليه، فانه بدل أن يستغل الفرصة في الشارع العام لهداية هذه النفوس المتفرجة المريضة يهديها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذكر التوحيد وبقية أصول الدين والأخلاق فإنه بدأ واستمر بزعيق شديد مزعج، عن مقتل الزهراء وليس مفصّلاً للموضوع مفهماً للأحداث وإنما يلقي الأشعار ويكثر من الحواشي ويختم ذلك بصيحات مكررة لاطماً على رأسه قائلاً: ماتت فاطمة، ماتت فاطمة…
2- قام خطيب في حوالي ساعة كاملة وهو الظاهر أنه لم يحسن علم النحو والصرف فقرأ الآية غلطاً وفسّرها بحسب ذلك الغلط (وللآخرة خير لك من الأولى) قرأها (ولا الآخرة خير لك من الأولى).
ومعلوم أن لا نافية و(لل) لام التوكيد وليست نافية أي أن الآخرة خير من الأولى بينما الخطيب يأتي لهم بالشواهد الكثيرة على أن الأولى خير من الآخرة تابعاً لقراءته المغلوطة.
3- قام خطيب وبصورة مفصّلة وسخيفة يثبت لهم أن محمداً كان ساحراً يريد أن يقول لهم أنه عظيم بأسلوبه وإنذاره وشديد التأثير بالنفوس فجاء بتعبير الكفار وظل يدور حوله حتّى شك الناس أن هذا كافر أم مسلم وماذا يعني ؟
4- قام الخطيب وكان قد درس في المنطق أن الإنسان حيوان ناطق فجاء بذكر أحد الأئمة، وقال أنه حيوان ناطق، أي أراد أن يقول أنه من عظماء ما ينطبق عليه عنوان الناطقية والإنسانية فجاء بالجملة المنطقيّة كاملة فقام له مجموعة من الناس وأنزلوه من المنبر وطردوه.
5- صعد خطيب المنبر في يوم مقتل مسلم بن عقيل(ع) وأراد أن يجعلها فجعة أكثر بأن لا يبدأ بالبسملة ولا بالكيفية الطبيعية، وإنما بدأ بعصبيّة وقبل أن يجلس على المنبر قائلاً: (طوعة تنادي على السطح وشها لكسيرة)، ويعني المرأة التي آوت مسلم في بيتها، فضحك الناس لهذا الأسلوب وخرب المجلس.
6- أحد الخطباء كان يبدأ كل مجلس بأحكام شرعية لكنه بأسلوب غير لائق ولا مفهوم للحاضرين، فانّه يسرد باباً من أبواب الفقه وبصورة سريعة محفوظة لديه، فلا تستطيع أن تلاحق كلماته وتركبها حتى تفهم ما يقول.
7- أحد الخطباء كان في مجالسه يحمل منديلاً أبيضاً براقاً ويمسح به مكرراً خدوده وحواجبه وشفتيه وحتى في أيام الحزن ومجالس العزاء فلا تعرف أنه عروس أو شيخ على المنبر.
8- أحد الخطباء بقي عشرين سنة لا يدعوه الرجال لمجالسهم لأنه لم يحسن الأشعار ولا يعرف الحديث ولم يحسن النصوص، وإنما بقي أرخص خطيب من خطباء النسوان.
9- أحد الخطباء كان لبقاً ذكيّاً متكلّماً كثيراً وحديثه مشوق لكنّه لم يؤدِّ آية أو حديثاً إلا خاطئاً بالنحو أو الصرف ومعلوم أن هذا لا يدعوه العلماء لمجالسهم وإنما يبقى في مجالس البسطاء مع حسن تعبيره ولباقته وأنه كلّما اشتهر أكثر سقط اعتباره أكثر، لأن المهم الذي يرفع الخطيب هو الأرضية المتينة وهو علم القواعد بالنحو والصرف واللغة.

10- ومن الحوادث المشجعة على اتخاذ الخطابة الحسينية: أن المولى علي الآخوند (رح) رأى في الحلم أن القيامة قد قامت ورأى جماعتين أحدهما تحاسب وتنصرف سريعاً والأخرى يطول معها الحساب والموقف شديد الحر فتوجّه للمجموعة المسرعة فلما وصل دوره وإذا بالعباس(ع) يدلي للحسين بأعمال الرجل من الخطابة والخدمات والحسين(ع) يفرض درجته فيأخذه الملائكة إلى درجته في الجنّة، فقال العباس للمولى علي أن هذه مجموعة الخطباء وأنت من الفقهاء وحسابك عند الجماعة الأخرى جماعة الإمام الصادق(ع) ثم استيقظ من النوم فالتزم بالخطابة الحسينية بالإضافة إلى تدريسه الفقهي وحكى لطلابه ما رأى.