21- وصيَّتي لخطباء المنبر الحسيني(ع):

مما تعارف عند الشيعة والمحبين لأهل البيت من جميع المسلمين هو عقد مجالس ذكر مصائب النبي وأهل بيته الإثني عشر عليهم السلام أي مع الزهراء(ع) وبدون الحجة(ع) في مناسبات مقاتلهم.
والتأكيد على مصيبة الإمام الحسين(ع) بأسباب مفصّلة أوضحناها في كتابنا (في الشعائر الحسينية).
بل وزادوا أن يعقدوا مجلس الحسين(ع) حين موت شخص للثواب على روحه عدّة أيام وحين موته قبل دفنه على قبره وهذا كلّه مقبول مبرور عند الله تعالى.
قال الله تعالى((قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23))سورة الشورى.
وأي شيء أفضل من التودُّد إلى الشهداء على الناس يوم القيامة وأعظم الشفعاء فيها.
هذا ولكن من تمام الصلة بأهل البيت(ع) والدعوة إليهم هو بيان أهدافهم للناس من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان الأحكام وتفسير القرآن والإكثار من ذكر الأخلاق.
كما قال النبي (ص) : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
وقال الإمام الحسين(ع): (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ولآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق، فالله أولى بالحق ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى ألقى الله وأنا مخضّب بدمي).
فمن الخطأ الكبير أن يشتغل الخطباء بذكر المقتل فقط أو ذكر الولاية ويتركون الأهداف التي دعا إليها الأولياء عليهم السلام.