15- وصيَّتي للمعتكف:

الاعتكاف عبادة عظيمة محروم منها أكثر الناس إما لجهلهم أو لبعدهم عن المساجد التي تفتح وتهيأ للاعتكاف فيها ويشترط فيه أن لا يقل عن ثلاثة أيام وأن يصوم النهار وأن لا يخرج من المسجد إلا لحاجة مهمة وما شابه وأن يكون في مسجد جامع لا مسجد الزقاق والمحلَّة وأفضلها المواضع الخمسة:
مكة والمدينة ومسجد الكوفة ومسجد أمير المؤمنين في البصرة والمسجد الأقصى.
أيها المعتكف أنت في بيوت الله المقدسة فاستغل الفرصة بالاشتغال بكثرة العبادة والذكر والتقرب إنها فرصة ثمينة قد لا تظفر بمثلها وفي الحديث (إضاعة الفرصة غصَّة) وللاعتكاف شروط مفصلة في الرسائل العملية منها:
أن يكون الشخص صائما وأن لا يقل نيّة اعتكافه عن ثلاثة أيام وأن لا يشتغل بالمعاش من معاملات خارج المسجد أو داخله ومباشرة النكاح فإنه حرام حتى ليلاً.
وأن يؤدي الفرائض ويزيد من الدعاء والخشوع والعبادة وأن لا يخرج من المسجد إلا للضرورة من تغوُّط وتبوُّل أو لعمل عبادي مأجور كعودة مريض مؤمن وتشييع جنازة مؤمن وقضاء حاجة مؤمن بدون نفع وانتفاع وغض البصر والسمع عن الحرام واللسان عن الفحش والظلم واشغال البدن بتمام طاعة الله تعالى وعبادته، وعلى هذا فكتابة جماعة في المسجد لكل من دخل فيه أنى (نويت الاعتكاف في هذا المسجد بمقدار بقائي) أي بمقدار صلاته ودعائه لا وجه شرعي له إلا أن يقصد المعنى اللغوي وليس الشرعي أي العكوف على طاعة الله حتى يخرج.