البحث 3 - الماء الجاري:

[حكم -32] الجاري لا يننجس حتى يتغير بوصف النجاسة سواء وقع فيه النجس او متنجس وسواء كان قليلا او كثيرا ً

والشاهد على ذلك أحاديث صريحة ومنها احاديث الاستنجاء وتخصيصها به واقتصارها خلاف الوجه لانالمورد)(1) يخصص
فعن أمير المؤمنين(ع) قال: (في الماء الجاري يمر بالجيف والعذرة والدم يتوضأ منه ويشرب منه مالم يتغير أوصافه طعمه ولونه وريحه)
ونقل عن المشهور عدم الانفعال للجاري ولوكان قليلا واستدلوا بعدة روايات منها صحيح داود بن سرحان قلت لابي جعفر(ع) ما تقول في ماء الحمام؟ قال هو بمزلة الماء الجاري)
وصحيح محمد بن مسلم عن ابي عبد الله(ع): في الثوب الذي يصيبه البول قال فان غسلته في ماء جار فمره واحدة واحتج بعض المعاصرين قوله (من ان الظاهرة منه وضع الثوب فيه لاصبه عليه ولو لاعدم انفعاه لما كان يطهر بذلك لانه بمجرد الوضع ينجس الماء فلا يحصل طهارة الثوب به)(2)
أقول وهو مطلق شامل فيما صحب المتنجس لعين النجاسة او لم يصحبه وقد صرح بان التطهير مره واحدة مما يدعم عدم الانفعال بقوة
[حكم -33] اذا كان جرى ثم وقف فهو بحكم الواقع مثلا ً الوقوف سواء في الساقية ام بالحوض المصبوب فيه ولو تغير ثم ذهب التغير بسبب نوارد بعضه على بعض.
[حكم -34] علل في مجموعة من الرويات عدم الانفعال بان له مادة مثل ماعن بكر بن حبيب عن ابي جعفر(ع) قال ماء الحمام لابأس به اذا كانت له مادة)(3)
والذي افهمه ان المادة هو وجود كمية من الماء يتوارد على الماء الذي قد تغير فيرجعه مطلقا وغير متغير واما فرض المادة كثيرة باكثر من الكر وما شابه فليس بالمنطوق ولا بالمفهوم
ولو اشترطنا ذلك لما كان تطهير بماء الأباريق ابدا ً وغير ممكن ابد اً
[حكم -35] يعتبر بالمادة الدوام فلو اجتمع الماء وانقطع توارده على بعضه فان كان ذلك بعد صفاته وطهارته فهو طاهر بحكم الساكن فاقد المادة أي فاقه الجريان وان توقف قبل الطهارة فقد اجتمع نجسا ً ولذا ترى المحتاطين في المؤمنين حين الاغتسال يبقون خيط الماء جاريا من (البوري) على القدر او الحوض مستمرا إلى اخر غسلهم حين يشكون بشيء نجس من مني او دم او بول وغيرها يصيب ماء القدر فلو قطعوا خيط الماء فان ماء القدر سوف ينفعل ولا يمكن التطهير به
وهكذا احتاط استحبابي ولسي وجوبي اذا كان هناك عضو متنجس لان قلنا انقا ان المتنجس لا ينجس غيره مالم يصحب عين النجاسة
[حكم -36] المهم ان تكون المادة متصلة مع الماء المتجمع سواء كانت طبيعية كالمطر وكالعيون والبئر والنهر او غير طبيعي كالبوري الممدود في البيوت والابريق والميزاب وسواء كان متدفقا بقوة كالنافورات او جاريا واردا ً على بعضه وسواء كان اتصاله مع بعضه بساقية عريضة ومنفتح على بعضه او واصلاً بخيط ماء قليل نعم لا بد من العرف بأنه وارد على بعضه وغير متقطع بدليل الأحاديث في جعله كل جريان بمنزلة بعضها من دون اشارة إلى ضعف اتصالها وقوله
كما في صحيح داودبن سرحان (قلت لابي عبد الله(ع) ماتقول في ماء الحمام؟ قال هو بمنزلة الماء الجاري)(4)
وابن ابي يعفور عن ابي عبد الله(ع) قال قلت اخبرني عن ماء الحمام يغتسل منه الجنب والصبي واليهودي والنصراني والمجوسي؟ فقال ان ماء الحمام كماء النهر يطهر بعضه بعضا)(5)
ومعلوم ان ماء الحمام من أول ما انشأ وهو من أول حياة البشرية فان لكل ببيت موضع للحمام وكذلك الحمامات العامة ولعله قد شرع عند إنشاء بغداد على أول عهد العباسيين انه يجري ماؤه بأنابيب ضعيفة تسدوتفتح ولو كانت بسواقي وأنابيب واسعة لانتهت الخزانة بشخص او شخصين يتحمم.


(1)

(2) الفقه الطهارة 97

(3) الوسائل 7 /4 الماء المطلق

(4) الوسائل 7 /1 الماء المطلق

(5) الوسائل 7 / 7