عنوان الكفر:

[حكم -183] مايسمى بالكافر بعد منع النجاسة الذاتية لا في انسان في الارض يصبح الكفر درجة من درجات الانحراف الديني كالفاسق و الفاجر والفاسد و الظالم ويختلف هذه العناوين بدرجة غصب الله تعالى و البعد عن الايمان و التقوى فبعض الظالم اشد عند الله من الكافر
والفارق في الاصل هو ان الكفر هو انحراف عقيدي والظلم تعدي في حق الاخرين و الفسوق تعدي عملي بالمعاصي والموبقات والفجور معاصي جنسية غالبا ً وقد يتغير التعبير فيطلق الوصف على غير ما قلناه ببعض الاعتبارات وهذه بعض الاحاديث في تعيين مفهوم الكفر وقبالة الايمان عن داود الرقي قال قلت لابي عبد الله(ع) سنن رسول الله(ص) كفرائض الله عز وجل؟ فقال(ع) ان الله عز وجل فرض فرائض موجبات على العباد فمن ترك فريضة من الموجبات فلم يعمل بها وجدها كان كافر
وامر رسول الله(ص) بامور كلها حسنة فليس من ترك بعض ما امر الله عز وجل عبادة من الطاعة بكافر ولكنه تارك للفضل منقوص من الخير)(1)
اذاً المعصية ابا كانت لا تعتبر كفرا ً وانما فسق و فجور و ظلم و لكنه اذا حجد وتفوه مع العصيان بالنكران للحق و اثبات الباطل فهو كافر
[حكم -184] في القران الكريم 344 ايه ذكر الكفر
وهي تعبر عن كل معن يحمتمل هذا اللفظ و التعرض لها يخرج الرسالة من الفقه إلى التفسير فنكتفي ببعض الاحاديث تعطينا المعنى الجامع لهذا اللفظ وهي تعبير ثانوي عن الايات و نذكر بعض الايات ايضا
2- في القرآن الكريم في تارك الحج [وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ](2)
فترك بعض اركان الاسلام يعتبر كفرا ً في الكتاب والسنة
وتصديقة في الحديث عن عبيدة بن زرارة قال سألت ابا عبد الله(ع) عن
3- قول الله عز وجل [وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ](3)
 فقال ترك العمل الذي اقربه منه الذي يدع الصلاة متعمدا ً لامن سكر و لا من علة)(4) وفي الحديث (ليس بين الايمان و الكفر الا ترك الصلاة)

3- المعنى الرابع للكفر هو ما يقابل الشكر قال تعالى:

[إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا](5)
وعن زرارة سألت ابا عبد الله(ع) عن قول الله عز وجل:...
قال:(اما اخذ فهو شاكر واما تارك فهو كافر)(6)

5 – وفي الحديث عن أبي عمرو الزبيري عن ابي عبد الله(ع) قال: (الكفر في كتاب الله عز وجل على خمسة)
اوجه:
فمن كفر الجحود على وجهين
والثالث الكفر بترك ما امر الله عز وجل والرابع كفر البراءة والخامس كفر النعم
فاما الكفر الجحود فهو الجحود بالرجوبية و الجحود على معرفته وهو ان يجحد الجاحد وهو يعلم انه حق قد استقر عنده وقد قال الله وجحدوا بها واستقنتها انفسهم ظلما وعلرا ً)(7)
.... إلى ان يقول و الوجه الرابع من الكفر ترك ما امر الله عز وجل به وهو قول الله عز وجل: [أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ](8)
فكفروا بترك ما امرهم الله عز وجل به ونسهم الى ايمان و لم يقبله منهم ولم ينفعهم عنده فقال: [ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ](9)
6 – وعن عبد الله بن سنان قال سألت ابا عبد الله(ع) عن الرجل يرتكب الكبيرة فيموت هل يخرجه ذلك من الاسلام وان عذب كان عذابه كعذاب المشركين ام له مدة وانقطاع ؟
قال: (من ارتكب الكبيرة من الكبائر فزعم انها حلال اخرجه ذلك من الاسلام وعذب اشد العذاب وان كان معترفا انه ذنب ومات عليها اخرجة من الايمان و لم يخرجه من الاسلام وكان عذابه اهون من عذاب الاول)
وهذا المعنى الثالث الذي قلناه
7 – وعن اسماعيل بن جابر عن ابي عبد الله(ع) قال امير المؤمنين(ع): (واما الكفر المذكور في كتاب الله فخمسة وجوه منها كفر الجحود ومنها كفر فقط فاماكفر الجحود فاحد الوجهين منه جحود الوحدانية وهو قول من يقول (لاربه و لا جنة و لا نار و لابعث و لا نشور)بهذا ومثله وردت تصريحات من بني امية من ابي سفيان ومعاوية ويزيد والوليد (هؤلاء صنف من الزنادقة وصنف من الدهر الذين يقولون ما يهلكنا الا الدهر).
وذلك راى وضعوه لانفسهم استحسنوه بغير حجة فقال تعالى: [إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ] وقال: [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ](10)
أي لا يؤمنون بتوحيد الله والوجه الاخر من الجحود هو الجحود مع المعرفة بحقيقة قال تعالى [وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا] وقال سبحانه [وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ](11) أي جحدوا بعد انع عرفوه
واما الوجه الثالث من الكفر فهو كفر الترك لما امر الله به وهو من المعاصي قال الله سبحانه وتعالى:[ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ] الى قوله [أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ] فكانوا كفارا ً لتركهم ما امر الله تعالى به فنسبهم الى ايمان باقرارهمبالسنتهم على الظاهر دون الباطن فلم ينفعهم ذلك بقوله تعالى: [فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا](12)
وهذا مما يؤكد الخير الذي ذكرناه آنفا ً
8- السادس منكر فضيلة ليلة القدر و علاقتها بالولاية
وعن عمر بن يزيد قال قلت لابي عبد الله (ص) اريت من لم يقر بانكم في ليلة القدر كما ذكرت ولم يجحد قال اما اذا قامت عليه الحجة ممن يثق به في علمنا فلم يثق به فهو كافر وواما من لم يسمع ذلك فهو في عذر حتى يسمع ثم قال عبد الله [يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ](13)

9- تفسير القرآن لتحليل الحرام

[حكم -185] من الكفر ان الانسان يعصي ثم يستند و يفسر القرآن بتحليل الحرام
ورد: ان قدامة بن مضعون شرب الخمر فاراد عمران ان يحده فقال لا يجب علي الحد ان الله يقول: ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيها طعموا اذ اما اتقوا امنوا)
فقد صدق قوله لانه لا يعرف تفسير القران كما تجد سيرته وبعض تحيراته حين يسأله سائل عن القران (فببلغ ذلك امير المؤمنين(ع) فمشى الى عمر فقال ليس قدامه من اهل هذه الايه و لا من سلك سبيله في تارتكاب ما حرم الله ان الدين ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا يستحلون الحرام فاردد قدامه فاستشبه مما قال فان تاب فاقم عليه الحدد وان لم يتب فاقتله فقد خرج من الملة فاستيقظ عمر لذلك وعرف قدامه الخبر فاظهر التوبة و الاقلاع فدرء عنه القتل ولم يدر كيف يحده
فقال لعلي(ع) اشر علي فقال صده ثمانين جلدة


(1)

(2) الوسائل 2 / 1 مقدمة العبارات

(3) المائدة 5/5.

(4) آل عمران 3 / 97

(5) الانسان /3.

(6) وسائل ب 3 6 مقدمة العبارات

(7)

(8) البقرة/85.

(9) البقرة/85.

(10) البقرة/6.

(11) البقرة/89.

(12) البقرة/85.

(13) التوبة/61.