شعيرة الصيام المقدسة - سياسة التغيير والتقدم

حكم- ان الله تعالى يقلب عباده من حال الى حال ولا يدعهم يجمدون ويجهلون كل شيء وانما يحركهم نحو الكمالات حتى يستحقوا رضوانه والسعادة في الدارين فانه سبحانه جعل في السنة مناسبات احزان واخرى مناسبات افراح واعياد ومسرات, وجعل ايام ركود وسكون واشتغال بالكد على العيال والاستمرار بالتوطن بالوطن واخرى وجوب السياحة والسفر واداء الحج والعمرة والسفر من اجل الزيارات والتقاء المجتمعات بالاخرى, وجعل اوقاتاً للطعام والشراب واستعمال سائر الرغبات وفي المقابل جعل شهر رمضان للصيام عن الطعام والشراب والنكاح وما اشبه من المذات والرغبات, وكل ذلك ليغير ما هو عليه من الركود والتهاون والتكاسل لنحو النشاط والمثابرة والتعاون والتعارف, من علل ذلك ما اجابه الامام الرضا (ع) حين سئل عن علة الصيام فقال: انما امروا بالصوم لكي يعرفوا الم الجوع والعطش فيستدلوا على فقر الآخرة وليكون الصائم خاشعاً ذليلاً مستكيناً مأجوراً محتسباً عارفاً صابراً على ما اصابه من الجوع والعطش فيستوجب الثواب مع ما فيه من الامساك عن الشهوات ويكون ذلك واعظاً لهم في العاجل ورائضاً لهم على اداء مأكلهم ودليلاً لهم في الآجل وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على اهل الفقر والمسكنة في الدنيا فيؤدوا اليهم ما افترض الله لهم في اموالهم)().


(1) الوسائل ب17 ح1 احكام رمضان.