بقية أحكام القراءة:

حكم- اذا زاد كلمة بين الآيات فان كانت لها معنى بحيث يمكن عدها ذكراً مطلقاً اذا فرق بين الكلمات مثل ان يقول (الحمد لله سبحانه رب العالمين).
اما اذا قرأها بدون توقف بحيث تعتبر جملة متحدة فمشكل وكذا لو كان تفسير لها مثل (صراط الذين انعمت عليهم) ثم يقول صراط الانبياء والاولياء والصالحين, كما لا بأس اذا دعا او سبح في خلال الآيات اذا كان يتوقف وليس بنفس واحد مما يوهم انه القرآن نفسه والا فلا يخلو من اشكال مثل ان يقول الحمد لله رب العالمين الحمد لك يا رب لا شريك لك, (مالك يوم الدين اللهم ارحمنا ذلك اليوم يوم نلقاك), وجواز ذلك خصوصاً مع التفجع والبكاء والتأني.
حكم- لا مانع من تكرار الآيات خصوصاً مع التدبر والتفكر بمضمونها نعم يكره ان يقرأ أكثر من سورة بعد الحمد في الفريضة كما قلنا .
حكم- يجوز تبديل الصاد بالسين ويشكل تبديل الضاد بالظاء مع الامكان والالتفات, وكلما شك بكلمة فان استطاع للتحرك قليلاً حتى يقرأ كتاباً ويتوكد او يوجد من يعلمه والا اكمل الصلاة على أحد الوجوه ثم يسأل عنها.
حكم- في قل هو الله أحد الله الصمد اربع قراءات, قل هو الله احدٌ الله, بضم الدال مع التنوين وتفخيم الله وبضم الدال بدون تنوين وتفخيم الله, وبالضم مع التنوين مع كسر همزة الله وتخفيف لفظ الجلالة (أحدٌ إلله) وبسكون الدال واستقلال لفظ الجلالة احدْ – الله.
حكم- الافضل الادغام في لم يكن له فتقول (ولم يكُل له) ويجوز عدم الادغام وفي كفواً يجوز بالواو بالهمزة كفواً كفؤاً مع ضم الفاء او سكونها والافضل المشهور وهو الواو مع ضم الفاء.
حكم- اذا انقطع نفسه في الصراط المستقيم, وما شابه بعد ال يكفي ان يعيد ال ولا يجب اعادة الكلمة المضافة إليها فتقول (اهدنا ال...الصراط) ويمكن يعيد مستقيم فقط لحصول (ال) قبلها ولكنه خلاف الاحتياط, وكذلك اذا اخطأ فقال المستقم, او المستقي, وما شابه فيعيد الكلمة كلها (المستقيم).
حكم- وردت بعض الآيات في يرتد بدال واحدة مدغمة مثل ما في الآية (54) في سورة المائدة و (43) من سورة ابراهيم و (40) في النمل فلا يجوز قرءتها بالفك, ووردت بالفك (يرتددد) في (17) من البقرة فلا يجوز قراءتها بالادغام.
حكم- يشكل قراءة (مالك يوم الدين) بتبديلها (ملك يوم الدين) اولا لان المصاحف كلها مرسومة (مالك) من القديمة والحديثة(1), وعن تفسير البرهان عن الحلبي عن ابي عبد الله (ع) انه كان يقرأ (مالك يوم الدين), وعن داود بن فرقد قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقرأ ما لا احصي (مالك يوم الدين), وعن الزهري قال علي بن الحسين (ع): لو مات ما بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعدما يكون القرآن معي وكان اذا قرأ (مالك يوم الدين) يكررها حتى يكاد ان يموت.
حكم- قال في العروة: الاحوط القراءة باحدى القراءات السبعة, اقول هذا شبيه بقول الشيعي التابع لامير المؤمنين (ع) ان الاحوط ان يتبع معاوية ويزيد ومروان وفلان وفلان, وما سند هؤلاء السبعة او العشرة بقراءاتهم غير اختلافات بني أمية عن الله ورسوله وهؤلاء العشرة هل اتبعوا اهل البيت او تعرفوا عليهم وكلهم كانوا معاصرين لهم وبعضهم كانوا في المدينة وممن يراجعون المدينة حيث الائمة المعصومين (ع).
ومن اخذوا منهم القراءات وهم لم يعاصروا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يأخذوا من اهل بيته الا من شيوخ البلاط الاموي واتباع قتلة اهل البيت (ع) في الحجاز والشام والبصرة ثم اين آثار تلك القراءات القديمة وقد اشتهر القرآن بقراءة موحدة ثابتة يعرفها السنة والشيعة وساروا عليها وقد اضحلت كل الخلافات حول ذلك, والا فلو رجعنا وعملنا على الماضي لاخذ ببعض ما روي عن اهل البيت وهو معلل وواضح الحقيقة وجلي البرهان, منه قول الامام الرضا (ع): (ان آية الوضوء نزلت بالكسر لا بالفتح في [وَأَرْجُلَكُم] بينما المرسوم بالفتح), وقراءة الامام الصادق (ع): [وأجل لنا من المتقين اماما] بينما الموجود في القرآن: [وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا74](2) وقراءة الامام الصادق (ع) [وطلع منضود] والموجود في القراءة [وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ], وقراءة ابن مسعود: [يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك في علي وان لم تفعل] بينما الموجود [يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ67](3), وقراءة ابن مسعود [ قَالَ هَذَا صِرَاطُ عَليٌ مُسْتَقِيمٌ] والموجود [قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ] بينما صراط عليٍّ اكثر معقولية ووضوح في تركيب الجملة وهل سمعت عربياً يقول صراط عليَّ نعم يمكن صراط لديَّ او عندي او في حسباني وفي نظري انه مستقيم, وبالجملة لماذا لم يحتط صاحب العروة بالتوجيه لقراءة اهل البيت (ع) وهي معقولة اكثر واحسن من القراءات الواردة عن آخرين ومن الموجودة, وبالجملة فلو نبشنا القديم واخذنا بالاحتياط في الدين لاخذنا بقول المعصومين (ع) واخذنا بقراءة ابن مسعود الذي يمسي ويصبح بوجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الكريم وسامع منه, ولا نتبع ذلك الدمشقي والآخر البصري والآخر الحضرمي والعاشر المروزي والذين جاؤا بعد الرسول بقرون, ام تريد ان نقرأ [ضِيزَى22](4) ونكررها بالكسر والياء حتى تضحك علينا الناس كما قد وقع في احتفال فضحك المجلس مكرراً وكأنه يقرؤها (بالطاء) او نقرأ الالف ياء وبالعكس والفتح كسراً وبالعكس (لقد جئت شيءٍ نكري)! والمرسوم [شَيْئًا نُّكْرًا74](5) كما قد يتلاعب بعض المصريين بهذه الآية وغيرها, وهل القراءات الواردة للعشرة الا اجتهادات الشبيهة باجتهادات سائر المخاليق لاهل بيت العصمة في الفقة والعقيدة, وقد انكر القراءات غير المشهور جماعة كثير من علماء السنة والشيعة فعن الشيخ في التبيان (ان المعروف من مذهب الامامية والتطلع في اخبارهم ورواياتهم ان القرآن نزل بحرف واحد على نبي واحد..)(6), وفي صحيح الفضيل قلت لابي جعفر (ع): ان الناس يقولون نزل القرآن على سبعة احرف فقال (ع): (كذبوا اعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند رب واحد الى نبي واحد)(7), وقال السيوطي: تعرض كثير من العوام ان المرام بالاحرف القراءات السبعة وهو جهل قبيح(8), وقال في الجواهر (رحمه الله) من مارس كلماتهم (القراء) علم ان ليس قراءتهم الا باجتهادهم وما يستحسنونه بانظارهم(9), وما رواه سالم ابي سلمة قال: (قرأ رجل على ابي عبد الله (ع) وانا استمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرأ الناس فقال ابو عبد الله (ع): (كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فاذا قام القائم قرأ كتاب الله على حده واخرج المصحف الذي كتبه علي (ع))(10).
وعن محمد بن سليمان عن ابي الحسن (ع) قال: (اقرؤا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم)(11), واما ما ورد عند السنة والشيعة ان القرآن نزل على سبعة وجوه فقد فسر بغير القراءات عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: (نزل القران على سبعة احرف امر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص امثال)(12).
واما القراء العشرة او السبعة منهم متأخرون عن عصر النبي كثيراً فهم نافع بن ابي نعيم المدني (ت 169 هـ), وعبد الله بن كثير الملكي (ت 120هـ) وابو عمر بن العلاء البصري (ت 155هـ) وعبد الله بن عامر الدمشقي (ت 118 هـ), وعاصم بن ابي النجود (ت129هـ) وحمزة بن حبيب الزيات (ت 158هـ), وعلي بن حمزة

النحوي الكوفي الكسائي (ت 189هـ), ومن بعدهم الثلاثة ابو جعفر يزيد بن القعقاع ويعقوب بن اسحاق الحضرمي وخلف بن هشام البزاز.


(1)الفقه 3/452.

(2)سورة الفرقان 25/74.

(3)سورة المائدة 5/67.

(4)سورة النجم 53/22.

(5)سورة الكهف 18/74.

(6)التبيان.

(7)الوسائل ب74 القراءة بالهامش.

(8)الاتقان للسيوطي 1/131-142.

(9)مهذب الاحكام 6/348 عنه.

(10)الوسائل 74/1و 2و 3 القراءة.

(11)الوسائل 74/1و 2و 3 القراءة.

(12)الاتقان للسيوطي 1/131-142.