الواجب الرابع – القراءة:

حكم- يجب في كل صلاة فريضة قراءة سورة الحمد اذا كانت بالركعات الثنائية وان زادت ففي الاثنتين الاوليين بخلاف ما لم تكن بالركعات كصلاة الجنازة فلا تجب فيها الحمد, واما السورة الكاملة بعد الحمد فاحتاط المشهور ف فرضها ولكنها لا تجب كلها او الاكتفاء ببعضها عند النسيان او عند الاستعجال او المرض او الضجر او التعب او الخوف واذا نسي بعضها اكتفى بمقدار ما تذكر منها والافضل ان يبدلها بغيرها كما في الحديث صحيح معاوية: من غلط في سورة فليقرأ قل هو الله احد ثم يركع(1).
حكم- لو خير حافظ القرآن او حافظ سور كثيرة من القرآن بين قراءة سورة كاملة او جزء سورة من السور الطوال ليبقى متذكراً تلك الآيات وليبقى المسلمون يسمعون ويقرؤن من سائر القرآن ولا يختصون بالسور الصغيرة في صلواتهم, فلا يبعد ان يقال ان ممارسة سائر القرآن ولم يتم سورة في الصلاة اولى من اتمامه سورة في الصلاة بعد الحمد, وقد فعلها الائمة (ع) كما في صحيح اسماعيل قال: صلى بنا ابو عبد الله (ع) او ابو جعفر (ع) فقرأ بفاتحة الكتاب واخر سورة المائدة فلما سلم التفت الينا فقال: (اما اني اردت ان اعلمكم)(2).
وعن سليمان قال: صليت خلف ابي جعفر (ع) فقرأ بفاتحة الكتاب واي من البقرة فجاء ابي فسأل فقال (يا بني انما صنع ذا ليفقهكم ويعلمكم)(3), وصحيح ابن يقطين قال: سألت ابا الحسن (ع) عن تبعيض السورة فقال: (اكره ولا بأس به في النافلة)(4).
حكم- يجب ان تكون السورة بعد الحمد فلو قدمها على الحمد لم تجز ويعيدها بعد الحمد والقراءة واجبة وليست ركناً فلو تركها او نقصها سهواً او جهلاً ولم يعلم او لم يتذكر الا بعد الركوع فلا يجب العود إليها وتصح الصلاة ويستحب سجدتا السهو بعد الصلاة كما سيأتي, واما لو تذكرها عند القنوت رجع اليها وكذلك لو ترك الحمد وتذكرها عند قراءة السورة رجع للحمد ثم قراءة السورة.
حكم- لو قرأ بعد الحمد سورة طويلة اكتفى ببعضها بمقدار لا يفوت الوقت وان قرأ حتى فات الوقت فعل حراماً, ولا تبطل الصلاة لان الحرمة ليس بالقراءة وانما بتفويت الوقت وهو مقارن للقراءة وحرمة المقارن لا يسبب بطلان الصلاة بسببه وان قلت ان الزائد المفوت للوقت لا يصلح للمقربية فيكون كانه كلام المخلوقين, قلت مع مقارنته بالتحريم فلا يسقط كونه قراناً وقراءة القرآن في الصلاة جائزة اتفاقاً.
حكم- لا يجوز قراءة احدى سور العزائم وان شرع بها جاز ان يقرأ البعض الذي ليس فيه آية العزيمة واكفتى بها, وان قرأ آية العزيمة وجب السجود فان لم يسجد فعل حراماً وصحت الصلاة وان سجد وجب العدول للنافلة والا بطلت الفريضة لحديث صحيح زرارة عن احدهما H: (لا تقرأ في المكتوبة بشيء من العزائم فان السجود زيادة في المكتوبة)(5) مع قول الامام الصادق (ع): (من زاد في صلاته فعليه الاعادة)(6), وعن عمار عنه (ع): عن الرجل يقرأ في المكتوبة سورة فيها سجدة من العزائم فقال اذا بلغ موضع السجدة فلا يقرأها وان أحب ان يرجع فيقرأ سورة غيرها ويدع التي فيها السجدة فيرجع الى غيرها(7), وعن ابي بصير عنه (ع): ان صليت مع قوم فقرأ الامام اقرأ باسم ربك الذي خلق او شيئاً من العزائم وفرغ من قراءة ولم يسجد فاوم ايماء(8).
وخبر عمار: قال ربما قرأوا آية من العزائم فلا يسجدون فيها فكيف يصنع؟ قال (ع) لا يسجد(9), وعليه فكل من كان في صلاة فريضة وسمع او استمع الى آية العزائم فلا يسجد وانما يؤمي ايماءً.
حكم- لو قرأ سورة العزائم في الصلاة الفريضة جهلاً بوجوب السجود او جهلاً بحرمة السجود بصلاة الفريضة او سهواً او عمداً مع العلم فانه لا يجوز له ان يقرأ آية السجدة فاما ان يكتفي ببعض السورة كما قلنا جوازه واما يبدلها بسورة أخرى, وان قرأ آية السجدة سهواً فليؤم للسجود ولا يسجد او يعدل لصلاة نافلة فيسجد وان سجد سهواً وهو في الفريضة فلا اشكال قام واكمل الصلاة وصحت واستحب ان يسجد سجدتي السهو.
حكم- يكره ان يقرأ سورتين تامتين بعد الحمد في الصلاة الفريضة فعن ابي جعفر (ع): (لا تقرنن بين السورتين في الفريضة في ركعة فانه افضل)(10), واما في النافلة فمستحب وهذا يشمل تكرار السورة نفسها نعم لو شك في صحة قراءتها فاعادها او غيرها فيمكن ان لا يشمله الكراهة لان التكرار كان للتصحيح.
حكم- لا يجب تعيين السورة حتى بعد قراءة البسملة فلو قال البسملة فله ان يقرأ ما شاء من السور ولو قصد سورة معينة قم قرأ غيرها فلا بأس أيضاً, وقوله في العروة (نعم لو عين البسملة لسورة لم تكف لغيرها فلو عدل عنها وجب اعادة البسملة), لا دليل له بها فان البسملة اية عامة ولا تعيين بمجرد قراءتها وتعيين المصلي لسورة معينة عند قراءتها وعد ولا يبطل لو قرأ غير التي وعد نفسه عليها.
حكم- البسملة جزء من كل سورة في القرآن الكريم وهي اعظم آية في القرآن وانما انكرها العامة تبعاً لبني أمية الذين كانوا ينفرون من ذكر الله في جاهليتهم ظاهراً وفي اسلامهم باطنهم فهم شيوخ المنافقين وساستهم, ويشير القرآن الكريم الى نظرة الكفار من سماع البسملة بقوله تعالى: [وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا46](11), عن الكافي عن الامام الصادق (ع) كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اذا دخل الى منزله واجتمعت عليه قريش يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع بها صوته فتولي قريش فراراً فانزل الله عز وجل في ذلك: [وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا46].
وعن العياشي عنه (ع) كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اذا صلى بالناس جهر ببسم الله الرحمن الرحيم فتخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف فاذا جازها في السورة عادوا الى مواضعهم وقال بعضهم لبعض انه ليردد اسم ربه تردداً انه ليحب ربه فانزل الله [وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا46], هذا وترى المسلمين اتباع بني امية وعاشقي الطواغيت قد انكروا جزئية البسملة وتركوا قراءتها في الصلوات سواء من سورة الحمد او غيرها واستنكروا قراءتها من الشيعة وعدوها احدى سيئات الشيعة اهل البيت (ع).
وورد في تفسير فرات عن عمرو بن شمر قال سألت جعفر بن محمد (ع): اني أؤم قومي فاجهر ببسم الله الرحمن الرحيم, قال نعم حق فاجهر بها قد جهر بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم), ثم قال ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان من احسن الناس صوتاً بالقرآن فاذا قام من الليل يصلي جاء ابو جهل والمشركين يستمعون قراءته فاذا قال بسم الله الرحمن الرحيم وضعوا اصابعهم في آذانهم وهربوا فاذا فرغ من ذلك جاؤا فاستمعوا وكان ابو جهل يقول ان ابن ابي كبشة ليردد اسم ربه انه ليحبه فقال ابو جعفر (ع) صدق وان كان كذوباً قال فانزل الله [وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا46] وهو بسم الله الرحمن الرحيم(12).
وعن كنز الفوائد باسناده عن ابي عبد الله (ع) قال (اذا كان يوم القيامة تقبل قوم على نجائب من نور ينادون ياعلي اصواتهم الحمد لله الذي صدقنا وعده واورثنا ارضه نتبوء من الجنة حيث نشاء), قال فتقول الخلائق هذه زمرة الانبياء فاذا النداء من قبل الله عز وجل هؤلاء شيعة علي بن ابي طالب (ع) فهو صفوتي من عبادي وخيرتي من بريتي فتقول الخلائق ألهنا وسيدنا بما نالوا هذه الدرجة؟ فاذا النداء من الله بتختمهم في اليمين... وجهرهم في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم(13).
وعن ابي بصير قال سأل جابر الجعفي ابا عبد الله (ع) عن قوله تعالى: [وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ83](14) فقال (ع): ان الله سبحانه لما خلق ابراهيم (ع) كشف له عن بصره فنظر فرأى نوراً الى جنب العرش فقال إلاهي ما هذا النور فقيل له هذا النور فقيل له هذا نور علي بن ابي طالب (ع) ناصر ديني ورأى الى جنبه ثلاثة انوار فقال إلهي ما هذه الانوار فقيل له هذا نور فاطمة فطمت محبها من النار ونور ولديها الحسن والحسين H فقال يا إلهي وارى تسعة انوار قد حفوا بهم قال يا ابراهيم هؤلاء الائمة من ولد علي وفاطمة, فقال إلهي وسيدي ارى انوار قد احدقوا بهم لا يُحصى عددهم الا انت قيل يا ابراهيم هؤلاء شيعتهم شيعة امير المؤمنين (ع) علي بن ابي طالب, فقال ابراهيم (ع) وبما يعرف شيعته, قال بصلاة الاحدى وخمسين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والقنوت قبل الركوع والتختم باليمين(15).
وعن خالد بن المختار قال: سمعت جعفر بن محمد (ع) يقول: ما لهم قاتلهم الله عمدوا الى اعظم آية في كتاب الله فزعموا انها بدعة اذا اظهروها وهي بسم الله الرحمن الرحيم(16).


(1)الوسائل ب43 ح1 القراءة.

(2)الوسائل ب5 القراءة.

(3)الوسائل ب5 القراءة.

(4)الوسائل 4/4 القراءة.

(5)الوسائل 40/1 و3 القراءة.

(6)الوسائل 19/3 الخلل.

(7)وسائل 38/1 قراءة.

(8)وسائل 38/1 قراءة.

(9)وسائل ب38 ح2 قراءة.

(10)وسائل 8/11 قراءة.

(11)سورة الاسراء 17/46.

(12)مستدرك الوسائل ب17 ح3 و5 و11 و12 قراءة والآية في سورة الاسراء 11/46.

(13)مستدرك الوسائل ب17 ح3 و5 و11 و12 قراءة والآية في سورة الاسراء 11/46.

(14)سورة الصافات 37/83.

(15)مستدرك الوسائل ب17 ح3 و5 و11 و12 قراءة والآية في سورة الاسراء 11/46.

(16)المستدرك 8/8 قراءة.