كيفيات الرياء:

حكم- للرياء وجوه وكيفيات كثيرة وهذه بعضها:
الاول: ان يقصد الرياء للناس ولم يتوجه لله ابداً فهذا باطل بل هو خارج عن الدين كما مثلنا بالصبي.
الثاني: ان يقصد القربة الى الله ويرائي الناس بانه متقرب الى الله فهذا الذي نقر له بالقربة ولكنه فاعل الكبيرة التي وعده الله بالنار والعار.
الثالث: ان يتقرب الى الله ولكن يعجبه ان تحسن سمعته بالعمل الصالح وهذا ما روي فيه صحيح زرارة عن ابي جعفر (ع): عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه انسانفيسره ذلك؟ قال (ع): لابأس ما من احد الا وهو يجب ان يظهر له في الناس الخير اذا لم يصنع ذلك لذلك؟
الرابع: اذا كان الرياء ببعض المقدمات كالتيقض فجراً في اول الوقت او الذهاب الى المساجد وما شابه مع اتيانه بالصلاة مخلصاً فهذا لا يبطل الصلاة بالاتفاق.
الخامس: اذا كان الرياء باللباس والهيئة من التمشط والمسواك والعطر وما شابه مع القيام بالصلاة مخلصاً فهذا ايضاً لا وجه للبطلان به.
السادس: اذا كان الرياء ببعض الاجزاء الواجبة فهذا يثبتون فيه البطلان وهذا ما قلنا من اشد العذاب.
السابع: اذا كان الرياء بالاجزاء المستحبة كالقنوت وما شابه ولرفع اليدين للتكبير فهذا رياء مقارن للصلاة وليس هو للصلاة.
حكم- الرياء المتأخر لا يبطل العمل ولكنه مسقط للقبول ومحيط للاجر, لقول ابي جعفر (ع): (الابقاء على العمل اشد من العمل قال وما الابقاء على العمل؟ قال يصل الرجل بصلة وينفق نفقة لله وحده لا شريك له فكتب له براً ثم يذكرها فتمحى فتكتب له علانية ثم يذكرها فتمحى وتكتب له رياءً)(1), وهذا يمكن ان يكتب رياء مثل الذي قد رآى حين العمل اذ اشتد رياؤه ويمكن ان يقل عنه.
حكم- شبيه المذكور من امن ثم كفر ثم آمن ثم تزلزل ثم استقر على الايمان كما في صحيح زرارة عن ابي جعفر (ع): من كان مؤمناً فحج وعمل في ايمانه ثم اصابته في ايمانه فتنة فكفر ثم تاب وآمن قال يحسب له كل عمل صالح عمله في ايمانه ولا يبطل منه شيء(2).
حكم- خلاصة التزلزل الايماني والعملي هو الخاتمة فان ختم الدنيا على الصلاح والايمان حسب له كل عمل صالح وغفر بعض سيئاته او كلها وربما تبدل سيئاته حسنات حين يوضع في الميزان فهو يحسب قوة ايمانه وما ربك بظلام للعبيد, واما ان ختم بكفر وظلم فسيئاته يؤخذ على رأس كتابه وربما حسناته تحبط او ربما تبدل الى سيئاته, ايضاً بحسب قوة كفره وجحوده وملعنته ومخالفته للحق واهله فاما ان يشمله قوله تعالى: [وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ](3), وآية أخرى: [وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا23](4) وفي تفسيرها في صحيح ابن خالد قال سألت ابا عبد الله عن قول الله عز وجل..قال اما والله ان كانت اعمالهم اشد بياضاً من القباطي ولكن كانوا اذا عرض الحرام لم يدعوه(5).
حكم- اختلاف الايمان والكفر والصلاح والفساد كما قال ابو جعفر (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا ايها الناس انما هو الله والشيطان والحق الباطل والهدى والضلالة والرشد والغي والعاجلة والعاقبة والحسنات والسيئات فما كان من حسنات فلله وما كان من سيئات فللشيطان)(6), وعلى ذلك فان الانسان اما ان:

 

أ - يستقيم طول حياته حتى الموت فهو من اهل الجنة.

ب - واما ان يكفر ويجحد ويعصي في طول حياته الى الموت فهو من اهل النار.

ج - واما ان يؤمن ولكن يعمل بعض المعاصي وقد تزيد وقد تنقص فهذا خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فانه يدخل الجنة ولكن بعد الحريق بالنار ربما يعفى عنه.

د - واما يكفر ويجحد للحق واهله ولكن يحسن للعباد فهذا لا يدخل الجنة وقد ينجو من النار بحسب كثرة احسانه ويكون على الاعراف وهي عتبة بين الجنة والنار فيه شيء من النعيم والعيش الطبيعي.

هـ - واما ان يصلح عمله ثم يختمه بالارتداد والكفر والجحود فهذا يحبط عمله ويحشر مع الكفار والجاحدين بحسب قوة  صلاحه وفساده.

و - واما يكفر ويجحد ولكن يهتدي ويموت على الايمان سواء عمل بالصلاح او لم يعمل وعالجته المنية فهذا يحشر مؤمناً.

ز - واما ان يكفر ويجحد ويجور ويظلم الى الموت ولكن حين تصل الروح للتراقي يقول آمنت برب العالمين رب موسى وهارون كما في احوال فرعون في الاية: [وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ90 آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ91](7).


(1)الوسائل 14/2 مقدمة العبادات.

(2)الوسائل 30/1 مقدمة العبادات.

(3)سورة المائدة 5/5.

(4)سورة الفرقان 25/23.

(5)وسائل 23/3 جهاد النفس.

(6)الوسائل 11/12 مقدمات العبادات.

(7)سورة يونس 10/90-91.