بقية احكام الاذان والاقامة:

حكم- يجوز الزيادة والنقيصة في الاذان والاقامة فيخللهما من الذكر والدعاء والتسبيحات او يكرر الفاظهما او ينقص منهما فيكتفي بالتكبيرات او بالشهادات ويكفي ايضاً ان يجعل كل فصل واحداً فقط ففي الحديث لابي بصير عن ابي عبد الله (ع): لو أن مؤذناً اعاد في الشهادة او في حي على الصلاة او حي على الفلاح المرتين والثلاث واكثر من ذلك اذا كان اما ما يريد به جماعة القوم ليجمعهم لم يكن به بـأس(1), وصحيح ابي سنان قال: سألت ابا عبد الله (ع) عن المرأة تؤذن للصلاة فقال: (حسن ان فعلت وان لم تفعل اجزأها لن تكبر وان تشهد ان لا إله الا الله وان محمداً رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم))(2).

وصحيح الحزاء قال: رأيت ابا جعفر (ع) يكبر واحدة واحدة في الاذان فقلت له لم تكبر واحدة واحدة؟ فقال لا بأس به اذا كنت مستعجلاً(3).
حكم- ويجوز الاقتصار على الاذان فقط او بالاقامة فقط او بالاذان ثم يقول قد قامت الصلاة الله اكبر لا اله الا الله, فيعتبر انه مؤذن ومقيم كما مر بعض ذلك ومر أنه ليس احدهما شرطاً لصحة الآخر, والتعليل في الروايات في جعل الاذان والاقامة مرة مرة للمسافر والمستعجل ليس بملزم وكذا الرخصة وللمرأة بترك بعض فصولهما فانها المثل الاولى في الرخصة وليس هي فقط فللرجل ان ينقص من الالفاظ حسب رغبته وارتياحه وان كان الثواب التام لا يحصل الا بالتام.
حكم- هذا التنقيص او الزيادة على نحو الوضع الشرعي او الرفع منه وليس بالاجازة المطلقة كما فعل المبتدعون لعنهم الله فمنعوا (حي على خير العمل) ووضعوا الكلمة السخيفة (الصلاة خير من النوم) فهذا لا يجاز بل هو على نحو الكفر بالاسلام.
حكم- قالوا يكره الترجيح واستندوا للرضوي: ليس في فصول الاذان ترجيح ولا ترديد ولا الصلاة خير من النوم(4) واختلفوا بمعناه, والذي افهمه ان الترجيح هو تطويل الصوت اكثر من اللازم مع الرفع والخفظ حتى يكون كالمغني, والترديد هو التكرار من الوارد بصورها سريعة بلحن الغناء فهذا المانع لاجل منع الطرب بدل حدوث الخشوع في ذكر الله وسيأتي كراهة الترجيح بالقرآن وبعضه حرام وبعضه مكروه كما في الحديث: (أقرأوا القرآن بألحان العرب ولا تغنوا), ولكن حديث النرسي فسر الترجيح بالترديد قال: سمعت ابا عبد الله (ع) يقول: (من السنة الترجيح في اذان الفجر واذان العشاء الآخرة امر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بلال ان يرجح في اذان الغداة واذان العشاء اذا فرغ اشهد ان محمداً رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عاد فقال اشهد ان لا اله الا الله حتى يعيد الشهادتين ثم يمضي في اذانه)(5) فهذا الامر بالترجيح للتشجيع بحسن الصوت والحان وليس الى حد الطرب وهو الخضوع في النفس لنحو الشهوة الجنسية ولذا قد ورد في الحديث النبوي (الغناء رقية الزنا).
حكم- معنى بعض الكلمات: ان: الله اكبر: افصل التفضيل اذا نسب الى شيء فقد فضل عليه فلو قلت الحسن افضل من حسين فقد خص فضيلة الحسن على الحسين لا على شيء آخر ولا تفضيل على شخص آخر, بينما لو أطلق فقد فضل على كل ما يتصوره الانسان وما لا يتصوره وهكذا تكبير الله تعالى فلا تقل (الله اكبر من الدنيا او من النفس او من الشيطان) فان الله عظيم وكبير على اعم من ذلك واعظم من كل ما تتصور او لا تتصور.
وقوله: اشهد ان لا اله الا الله: افاد النفي والاستثناء الاختصاص وتقييد الالوهية به سبحانه فقط وفقط والاله هو المخصوص بالمعبودية دون غيره واصل اله: وَلِهَ والوله هو الحب الشديد من العبد لربه الى حد العبادة الاختيارية, والله اسم علم على الذات المقدسة اشتق من الالوهية وصار جامداً بالعلمية, ويكمن ان يكون كل اسمائه ان يسمى به غيره الا هذا الاسم, وقوله محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الرسالة اعظم من النبوة ينبؤ الناس بنبأ الشرع من السماء بدون ان يختص به ملائكة الوحي ولا له كتاب ويكون وكيلاً للرسل بينما الرسول يختص بالوحي ويمكن ان يختص بصحيفة او كتاب, والانبياء (124) الف نبي وقيل اكثر من ذلك, والرسل (313) رسول, والمبشرون المذكورون في القرآن (25) رسول وثلاثة مختلف فيهم ذو القرنين ولقمان والخضر, وقوله: (حي على الصلاة: لغة من هيّا وهو تحريض وتحضيض على الصلاة, والفلاح: هو القول السديد والعمل المخلص المنجح في الدنيا والآخرة, وخير العمل هو: عمل المؤمن المخلص وهي ولاية اهل البيت (ع) بعد ولاية رسول الله ومن زعم انها الصلاة ومنعها في الاذان والاقامة فقد كذب وأثم فان الصلاة مذكورة فلا وجه لإعادة معناها في الاذان والاقامة, وقوله قد قامت الصلاة: ان قد اذا نسب لفعل ماضي افاد التحقيق والتوكيد فقد قامت يعني اقمتها واسرع اليها واحرم لها وقد اولت الصلاة بظهور الامام الحجة وهو معلوم اذ لا كمال في الصلاة والاحكام إلا به والا بقيت البشرية بالعذاب وشيوع الظلم والفساد والجور بين المسلمين واي صلاة وهذا حال المسلمين؟!
حكم- رويت رواية لتكذيب زعم المبتدع ان خير العمل بمعنى الصلاة وهي صحيح ابن ابي عمير انه سأل ابا الحسن (ع) عن حي على خير العمل لم تركت من الاذان؟ قال تريد العله الظاهرة او الباطنة؟ قلت اريدهما جميعاً, فقال: العلة الظاهرة فلئلا يدع الناس الجهاد اتكالاً على الصلاة, واما الباطنة فان خير العمل الولاية فاراد مَن اَمَر بِترك حي على خير العمل من الاذان ان لا يقع حث عليها ودعاء إليها(6).


(1)الوسائل ب23 ح1 اذان.

(2)الوسائل 14 ح1 و5 و3 اذان.

(3)الوسائل 31/4 اذان.

(4)مستدرك الوسائل ب19 ح1 اذان.

(5)مستدرك الوسائل 20/2 اذان.

(6)الوسائل ب19 ح16 الاذان.