الرابعة: صلاة جعفر(ع):

حكم- وتسمى صلاة التسبيح وصلاة الحبوة, وهي من المستحبات الاكيدة, ومشهورة بين العامة والخاصة, والاخبار متواترة فيها, فعن أبي بصير عن الصادق (ع) انه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لجعفر: الا أمنحك؟ الا اعطيك؟ الا احبوك؟ فقال له جعفر: بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم), فظن الناس انه يعطيه ذهباً وفضة فتشرف الناس لذلك, فقال له: اني اعطيك شيئاً ان انت صنعته كل يوم كان خيراً لك من الدنيا وما فيها, فان صنعته بين يومين غفر لك ما بينهما, او كل جمعة او كل شهر او كل سنة غفر لك ما بينهما.
الظاهر انه حباه اياها يوم قدومه من سفره, وقد بشر ذلك اليوم بفتح خيبر فقال صلى الله عليه وآله وسلم: والله ما أدري بأيهما أنا أشد سروراً؟ بقدوم جعفر أو بفتح خيبر؟ ثم قال: الا امنحك الخ؟ وهي اربع ركعات بتسليمتين, يقرأ في كل منها الحمد وسورة, ثم يقول: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر خمسة عشر مرة وكذا يقول في الركوع عشر مرات, وبعد رفع الرأس منه عشر مرات, وفي السجدة الاولى عشر مرات, وبعد الرفع منها عشر مرات, كذا في السجدة الثانية عشر مرات, وبعد الرفع منه عشر مرات, في كل ركعة خمسة وسبعون مرة ومجموعها ثلاثمائة تسبيحة.
حكم- يجوز اتيان هذه الصلاة في كل من اليوم والليلة, ولا فرق بين الحضر والسفر, وافضل أوقاته يوم الجمعة حين ارتفاع الشمس ويتأكد اتيانها في ليلة النصف من شعبان.
حكم- لا يتعين فيها سورة مخصوصة, لكن الافضل ان يقرأ في الركعة الاولى اذا زلزلت, وفي الثانية العاديات, وفي الثالثة اذا جاء نصر الله, وفي الرابعة قل هو الله احد.
حكم- يجوز تأخير التسبيحات الى ما بعد الصلاة اذا كان مستعجلاً, كما يجوز التفريق بين الصلاتين اذا كان له حاجة ضرورية بان ياتي بركعتين ثم بعد قضاء تلك الحاجة ياتي بركعتين أخريين, يجوز احتساب هذه الصلاة من نوافل الليل او النهار اداء وقضاء فعن الصادق (ع): صلِ صلاة جعفر اي وقت شئت من ليل او نهار وان شئت حسبتها من نوافل الليل وان شئت حسبتها من نوافل النهار تحسب لك من نوافلك وتحسب لك صلاة جعفر, والمراد من الاحتساب تداخلهما فينوي بالصلاة النافلة ويأتي بها بكيفية صلاة جعفر فيثاب ثوابها ايضاً.
حكم- يستحب القنوت فيها في الركعة الثانية من كل من الصلاتين لو سهى عن بعض التسبيحات او كلها في محل فتذكر في المحل الآخر يأتي به مضافاً الى وظيفته, وان لم يتذكر الا بعد الصلاة قضاه بعدها.
حكم- الاحوط استحباباً عدم الاكتفاء بالتسبيحات عن ذكر الركوع والسجود بل يأتي به ايضاً قبلها او بعدها ويستحب ان يقول في السجدة الثانية من الركعة الرابعة بعد التسبيحات: يا من لبس العز والوقار, يا من تعطف بالمجد وتكرم به, يا من لا ينغي التسبيح الا له يا من احصى كل شيء علمه, يا ذا النعمة والطول يا ذا المن والفضل يا ذا القدرة والكرم اسألك بمعاقد العز من عرشك وبمنتهى الرحمة من كتابك وباسمك الاعظم الاعلى, وبكلماتك التامات ات تصلي على محمد وآل محمد, وان تفعل بي كذا وكذا, ويذكر حاجاته.