تتمة آداب صلاة الليل المباركة:

حكم- قال امير المؤمنين (ع): ان للقلوب اقبالاً وادباراً فاذا اقبلت فاحملها على النوافل واذا ادبرت فاقتصروا بها على الفرائض, وعن الصادق (ع): ان القلب يحيى ويموت فان حيَّ فادبه بالتطوع واذا مات فاقتصره على الفرائض.
وفي مهج البلاغة في كتاب للحارث الهمداني: واطع الله في جميع امورك فان طاعة الله فاضلة على ما سواها وخادع نفسك في العبادة وارفق بها ولا تقهرها وخذ عفوها ونشاطها الا كان مكتوباً عليك من الفريضة فانه لا بد من قضائها وتعاهدها عند محلها.
وكيف كان ان صلاة الليل يختلف فيها العاملون فتكليف الشخص الكسول ليس كتكليف العابد والعالم العارف فاعرف التدرج التالي:
أولا: انها ثلاث عشرة ركعة افضلها بان تقضى الفرائض التي فاتتك في كل ليلة قضاء صلوات يوم كامل خمس صلوات ثم تختم بركعة الوتر فتكتب ثواب صلاة الليل وثواب اسقاط ما في ذمتك من الواجبات فان لم تكن ترغب فاقض ثلاث صلوات ثلاثية وهي المغرب ورباعية مرددة بين الظهر والعصر والعشاء وثنائية مرددة بين الصبح او المقصورة في السفر ثم تصلي ركعة الوتر وان لم ترغب فاقض ولو صلاة واحدة ثم ركعة الوتر.
ثانياً: اذا لم ترد حالياً ان تقضي ان صلاة 13 ركعة وهي 11 صلاة الليل و 2 صلاة نافلة الفجر فاذا لم ترغب فصلي ثلاث ركع الشفع ركعتان والوتر ركعة واحدة, واذا لم ترغب فصل ركعة الوتر فقط واقتصر في القنوت بالاستغفار للناس ولك واركع واسجد.
ثالثاً: ان صلاة الليل كلما قربت من الفجر كانت أفضل واذا لم تتيقظ فاقضها بعد صلاة الصبح فان انشغلت فصلها بعد صلاة العشاء قبل ان تنام وهذه التسهيلات كلها لئلا تترك الصلاة فتكون من الخاسرين فقد روي انها شرف المؤمن وان صلاة الليل تورث صحة البدن وهي كفارة لذنوب النهار وتزيل وحشة القبر وتبيض الوجه وتطيب النكهة وتجلب الرزق وان المال والبنون زينة الحياة الدنيا وركعات من آخر الليل والوتر زينة الآخرة وقد يجمعها الله لاقوام.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :صلاة ركعتين في جوف الليل احب اليَّ من الدنيا وما فيها, وعن الصادق (ع): ما من عبد الا وهو يتيقظ مرة او مرتين في الليل او مراراً فان قام والا فحج الشيطان قبال في اذنه الا يرى احدكم اذا كان منه ذاك قام ثقيلاً وكسلاناً, وعن الباقر (ع) قال: ان لليل شيطاناً يقال له الرها فاذا استيقظ العبد واراد القيام الى الصلاة قال له لست ساعتك ثم يستيقظ مرة اخرى فيقول له لم يأن لك فيزال كذلك يزيله ويحبسه حتى يطلع الفجر فاذا طلع الفجر بال في اذنه.
وعن امير المؤمنين (ع): لا تطمع في ثلاث مع ثلاث: في قيام الليل مع الاكثار من الطعام, ولا في نور الوجه مع النوم في الليل كله, ولا في الامان في الدنيا مع مصاحبة الفساق), وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ان احدكم اذا نام عقد الشيطان على رأسه ثلاث عقد مكان كل عقدة فاذا انتبه وذكر الله حلت بها عقدة, فاذا توضأ حلت أخرى, فاذا صلى العقدة الثالثة فاصبح نشيطاً طيب النفس والا اصبح خبيث النفس كسلاناً(1).
قال احد الحكماء المتعبدون: ان الاجر كل الاجر في الصوم بالعبرات والوضوء بالسبرات والصلاة بالسهرات, والعبرات شدة الحر والسبرات شدة البرد.
حكم- يستحب الجهر بصلاة الليل ففي الخبر عن يعقوب بن سالم انه سأل ابا عبد الله (ع) عن الرجل يقوم من آخر الليل فيرفع صوته بالقرآن؟ فقال: ينبغي للرجل اذا صلى في الليل ان يسمع اهله لكي يقوم القائم ويتحرك المتحرك(2).


(1)في حاشية مفاتيح الجنان عن صلاة الليل 131 – 137.

(2)الفقه 7/249 صلاة.