مواطن التخيير الخمسة:

حكم- اتفق النص والفتوى على تخيير المسافر بين القصر والتمام, والتمام افضل في المواطن الاربعة ولكنها بالحقيقة هي خمسة لا اربعة وان سماها الحديث اربعة ففي صحيح حماد عن ابي عبد الله (ع): (من مخزون علم الله الاتمام في اربعة مواطن: حرم الله وحرم رسوله(ص) وحرم امير المؤمنين (ع) وحرم الحسين (ع))(1), ومعلوم ان حرم امير المؤمنين (ع) هو ضريحه وحرم بدنه الشريف باتفاق جميع العلماء والفقهاء وعوام الناس ومعلوم ان الحرم الذي يضم بدنه الشريف في 1400 سنة نسبته إليه اولى من مسجد الكوفة الذي كان حرمه في خمسة سنين وبالجمع مع خبر عبد الحميد عنه (ع) تتم الصلاة في اربعة مواطن في المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد الكوفة وحرم الحسين (ع) (2). وروايات اخرى تأمر بالتقصير, وفي الحديث عن اعمال الامام صاحب الزمان (ع) انه سيهدم مسجد الكوفة يوسعه ويجعل له الف باب, قلت لو جعل بين كل باب الى الاخرى عشرين متراً فمعناه ان طول اضلاع المسجد عشرين الف متر وما ندري هل المسجد سيكون مربعاً حتى يكون كل ضلع (5000) متر او مستطيلاً حتى يكون عرضه الف متر وطوله اربعة آلاف مثلاً, على هذا فمن المحتمل بل الظاهر ان النجف الاشرف ومسجد السهلة والى النهر حيث مرقد النبي يونس (ع) كلها حرم امير المؤمنين (ع) وان تنازلنا واحتطنا بعدم التجزئة بهذه الفتوى فعلى الاقل عملاً للرواية ان مسجد الكوفة وحرم امير المؤمنين (ع) حسب النصين المعتمدين يخير فيهن المسافر وهل حرم امير المؤمنين (ع) اقل شأناً من حرم الحسين (ع)؟ الظاهر كلا.
وللعلم ان النجف الاشرف لم يأت على لسان الائمة (ع) لانها جزء من الكوفة ولما حدثونا عن دفن امير المؤمنين (ع) لم يقول في النجف وانما قالوا في ظهر الكوفة يعني انها حي من احياء الكوفة.
حكم- الظاهر ان كل مكة وكل المدينة وعلى الاقل انها بالمقدار المتيقن منها, وقال امير المؤمنين (ع): (مكة حرم الله تعالى والمدينة حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والكوفة حرمي لا يريدها جبار بحادثة الا قصمه)(3), وخبر القلانسي: ان الكوفة حرم الله تعالى ورسوله (ص) وحرم امير المؤمنين (ع) (4) ورواية الكاهلي عن العبد الصالح (ع) قال: (اتم في الحرمين مكة والمدينة)(5), وعلي بن يقطين سألت ابا ابراهيم (ع) عن التقصير بمكة؟ فقال (ع): (اتم وليس بواجب الا اني احب لك ما احب لنفسي), والحسين بن مختار عن ابي ابراهيم (ع) قال: قلت له إنا اذا دخلت مكة والمدينة نتم او نقصر؟ قال: (ان قصرت فذلك وان اتممت فهو خير يزاد), وهكذا فالنص بان مكة والمدينة كلهما حرم وكلهما يخير فيهما الانسان.
حكم- بالنسبة الى الكوفة من الحديث الذي سبق والذي يعين مساحة مسجد الكوفة ما يقارب النجف والكوفة بالاضافة الى قول امير المؤمنين (ع) (الكوفة حرمي), وبالاضافة لخبر زياد القندي: قال ابو الحسن (ع): (يا زياد احب لك ما احب لنفسي واكره لك ما اكره لنفسي اتم بالحرمين وبالكوفة وعند قبر الحسين (ع))(6), ومع ذلك فالاحوط ان يتخير بين القصر والتمام في مسجد الكوفة ومعلوم ان حرم الامام يشمل كل الصحن.
حكم- اما حرم الامام الحسين فقد عبر عنه مرة بالحرم واخرى بالحائر والحائر سمي يوم حار الماء ودار حول القبر حينما حاول جلاوزة المتوكل العباسي اللعناء ان يهدموا قبر الحسين (ع) وسلطوا الماء على قبره لم يجرؤ ان يتقدم ويفرق القبر وانما حار وحام حوله وبعد ذلك شق المؤمنون الشارع المحيط بصحن الحسين (ع)  وسموه الحائر الحسيني (ع) وحتى سميت كربلاء المقدسة بالحائر الحسيني والشخص الذي ينسب اليها يسمى بالحائري واما تحديد الحرم الحسيني ففي رواية منصور بن العباس انه خمسة فراسخ من اربع جوانبه وكذا في مرسل البصري(7), وحدد ايضاً الحائر بما حول القبة الشريفة(8), كما حدد في صحيح بن عمار: سمعت ابا عبد الله (ع) يقول: (ان لموضع قبر الحسين (ع) حرمة معروفة من عرفها واستجار بها أجير) قلت صف لي موضعها؟ قال (ع): (امسح من موضع قبره خمسة وعشرين ذراعاً من ناحية وخمسة وعشرين ذراعاً مما يلي وجهه)(9) وقد قدر كما سبق في المسافات في اول بحث صلاة المسافر الذراع ما يزيد على 46 سنتيم × 25 = 1150 سنتيم = 11,5 متر يعني مقدار الحضرة والرواق واكثر الصحن, ولكن الحرم عرفاً هو على الاقل الصحن الشريف بل الساحة التي تضم الحسين (ع) والعباس (ع) وما هو لهما واعتبر ذلك من حيرة الماء فان الماء اذا سلط على مكان انه يسيل بما يزيد على هذه المساحة فيحدد الى الخيمكة من جانب والى نهر الحسينية من جانب ولكن الاحوط ان لا يزيد الترخيص على الصحن, ومن المحتمل جداً لعلنا سنعلم حين يظهر الحجة (ع) ان كل كربلاء هي حرم الحسين او كل الارض التي اشتراها من بني اسد وهي خمسة فراسخ كما روينا آنفاً هي حرمه.
حكم- لا يلحق الصوم بالصلاة في التخيير المذكور فلا يجوز صيام رمضان في هذه الاماكن اذا كان مسافر الا ان يقيم عشرة ايام او يتردد ثلاثين يوماً.
حكم- يجوز ان يبدأ بنية التمام في هذه الاماكن ثم يسلم على الركعتين كما يجوز العكس سواء بغفلة او بعزم, واذا نوى التمام واراد العدول الى القصر فان قام للثالثة جاز ان يجلس ويسلم, واما اذا ركع للثالثة فلا يقطعها وانما يكملها اربعاً او يعدل لصلاة قضاء او غيرها ثم يقوم لصلاته الحالية.
حكم- يستحب ان يقول عقب الصلاة المقصورة ثلاثين مرة سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله اكبر, بل يستحب تكرارها للتعويض عن القصر واخرى لتعقيب الصلاة.


(1)الوسائل 25/1 و14 و24 و13 مسافر.

(2)الوسائل 25/1 و14 و24 و13 مسافر.

(3)الوسائل 16 ح1 المزار.

(4)الوسائل 44/33 المساجد.

(5)الوسائل ب67 ح1 و2 – المزار من الحج.

(6)الوسائل 25/1 14 و24 و13 مسافر.

(7)الوسائل ب67 ح1 و2 – المزار من الحج.

(8)الوسائل ب62 المزار من الحج.

(9)الوسائل ب67 ح4 المزار.