الشرط الثاني: قصد قطع المسافة:

حكم- لا تحسب المسافة الا من حين قصد المسافة فلو خرج للتفتيش عن شيء في بعض القرى فلا يقصر الى ان يصل مكاناً يعلم ان ما يقصد مع الرجوع الى محلته تؤلف مسافة كاملة مثلاً لو سار سبع فراسخ وقصد ان يسير فرسخاً آخر فانه سوف يعلم قطع ثمانية فراسخ منوية فيقصر منذ حينه اذ يكون الذهاب فرسخاً والرجوع سبعة فراسخ, الا ان يكون عازماً الاقامة على رأس المسافة فانه لا يقصر لانه ليس له مسافة طولية ولا تلفيقية وكذا لو عزم على الاقامة في الرجوع قبل وصوله لاهله فانه يتم لعدم تمام المسافة حينئذ.
حكم- اذا عزم على السفر ولكنه يقطع مسافة فرسخين مثلاً ويتوقف يوماً او اكثر ليجتمع برفقته حتى يسافر, فهذا يقصر من حد ترخصه لانه ناو السفر, واما اذا لم يتيقن قبول الرفقة او وجودهم للسفر فهو يحتمل عدم حصول السفر فلا يقصر حتى يعلم به وانه مسافة.
حكم- المهم ان يعلم ان مسيره مسافة سواء كان مختاراً او مجبوراً او مضطراً ولا تابعاً ولا متبوعاً فالزوجة بامر الزوج والابناء بامر الاب والسجين والاسير والخادم والجنود بامر الحكومة, واذا لم يعرف التابع ان المتبوع سوف يقطع به مسافة ام لا قالوا بعدم وجوب الاستخبار وان سأل التابع فلا يجب على المتبوع الجواب وعللوا عدم وجوب السؤال بان قصد المسافة والعلم بها من مقدمات الوجوب فلا يجب تحصيلها.
حكم- اذا علم التابع بانه سوف يفارق المتبوع ولا يقطع المسافة معه فعلى التابع صلاة التمام سواء اتم التابع ام قصر, وكذا لو شك بمفارقته وكذا لو شك بقدرته على المفارقة واما لو اطمأن بعدم مفارقته وانه يعلم بانه يقطع مسافة وجب القصر على التابع, واما لو قصر التابع المسافة سواء قصر المتبوع المسافة ام لا يقصد فعلى التابع القصر لعدم ارتباط قصده بقصد متبوعه.
حكم- لو اعتقد التابع ان المتبوع لم يقصد المسافة او شك وفي الاثناء علم انه قاصد المسافة ولم يقصد التابع مفارقته وجب عليه القصر وان لم يبق مسافة لان التابع قاصدٌ ما قصد المتبوع ولكنه يجهله فعند المعرفة يجب عليه القصر, وكذا لو سافر شخص الى مكان معين ولكنه كان يعتقد عدم كون بعده مسافة فاتم ثم علم بانه مسافة وجب عليه القصر في المستقبل والعكس بالعكس بانه تابع ولا يفارق المتبوع ويعلم انه سيسافر مسافة ثم علم بعدم قصده مسافة اتم الصلاة في المستقبل وكذا ان قصد الشخص البلد الفلاني وكان في علمه انه مسافة ثم علم بعدم كونه مسافة رجع للتمام بالمستقبل.
حكم- لو كان التابع مقهوراً يعني قد حمل والقي في السيارة او الطائرة او السفينة بدون ارادته او خدر والقي وسافر به القاهر فلا فرق بينه وبين طبيعي التابع إن علم بالمسافة قصر وان علم بعدمها او شك اتم.