مقدمة في فضل الصلاة ووجوبها

حكم- اول الواجبات التوحيد لله تعالى والاعتقاد بأصول الدين وهي المبادئ المقدسة, وثانيها ولاية محمد وآل محمد وفي بابها سوف نفصل ذلك, وثالثها الصلاة وهي أول العبادات العظيمة وهذا موضع بحثها والتي هي تنظيم حياة المسلم بارتباط قلبه بالله سبحانه والخوف منه ففي الحديث الشريف قول ابي عبد الله(ع): ((حجة افضل من الدنيا وما فيها وصلاة افضل من الف حجة))(1).
وعن الامام الرضا(ع): ((إنما امروا بالصلاة لأن الصلاة الاقرار بالربوبية وهو صلاح عام لان فيه خلع الانداد والقيام بين يدي الجبار))(2), وقوله(ع): ((اذا قام المصلي الى الصلاة نزلت عليه الرحمة من عنان السماء الى الارض وحفت به الملائكة وناداه ملك لو يعلم هذا المصلي ما في الصلاة ما انفتل))(3).
وعن ابي جعفر(ع)في صحيح ابان قال: ((ان الله جل جلاله قال ما تقرَّب إليَّ عبد من عبادي بشيء احب إليّ مما افترضت عليه وانه ليتقرب إليّ بالنافلة حتى أحبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها وان دعاني اجبته وان سألني اعطيته))(4).
وعن ابي حمزة الثمالي قال ((سمعت احدهما يقول ان علياً اقبل على الناس...قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يقول:انما منزلة الصلوات الخمس لأمتي كنهر جار على باب احدكم فما ظن احدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم اكان يبقى في جسده درن فكذلك والله الصلوات الخمس لأمتي))(5).
وعن النبي(ص) قال: ((مروا صبيانكم بالصلاة اذا بلغوا سبعاً واضربوهم عليها اذا بلغوا تسعاً وفرقوا بينهم في المضاجع اذا بلغوا عشراً))(6).
وعن فاطمة الزهراء(ع)قالت: ((يا أبتاه ما لمن تهاون بصلواته من الرجال والنساء)), قال النبي(ص) : ((يا فاطمة من تهاون بصلاته من الرجال والنساء ابتلاه الله بخمسة عشر خصلة ست منها في دار الدنيا وثلاث عند موته وثلاث في قبره وثلاث في القيامة اذا خرج من قبره, أما اللواتي تصيبه في دار الدنيا فالاولى يرفع الله البركة من عمره ويرفع الله البركة من رزقه ويمحو الله عز وجل سيماء الصالحين من وجهه وكل عمل يعمله لا يؤجر عليه ولا يرتفع دعاؤه الى السماء, والسادسة ليس له حظ في دعاء الصالحين, واما اللواتي تصيبه عند موته فأولهن انه يموت ذليلاً والثانية يموت جايعاً والثالثة يموت عطشاناً, فلو سقى من انهار الدنيا لم يروَ عطشه.
وأما اللواتي تصيبه في قبره فأولهن يوكِّل الله به ملكاً يزعجه في قبره, والثانية يضيق قبره, والثالثة تكون الظلمة في قبره, وأما اللواتي تصيبه يوم القيامة اذا خرج من قبره فأولهن ان يوكل الله به ملكاً يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون إليه, والثانية يحاسبه حساباً شديداً, والثالثة لا ينظر الله اليه ولا يزكيه وله عذاب أليم)).(7)
هذا لمن يستخف بالصلاة, وأما تارك الصلاة فحاله اشد خسراناً, وعن ابي عبد الله(ع)قال: ((ان اول ما يحاسب العبد الصلاة فاذا قبلت قبل ساير عمله, واذا ردت رد ما سواها واياك ان تكسل عنها وتتوانا بحقها او تضيع حدها وحدودها او تنقرها نقر الديك او تستخف بها او تشتغل عنها بشيء من عرض الدنيا او تصلي بغير وقتها)).
والصدوق قال: قال رسول الله(ص) : ((ليس مني من استخف بصلاته لا يرد الحوض لا والله ليس مني من شرب مسكراً  لايرد الحوض لا والله))(8).
حكم- جاء في دعاء العديلة:ان كل مؤمن  يحضره الشيطان ويوسوس إليه ويخوفه حتى يعدل عن التوحيد وعن الحق حتى يمنعه من الشهادات الحقة ويموت كافراً خاسراً, وفي آخر دعاء العديلة يقول: ((اللهم يا ارحم الراحمين اني اودعتك يقيني هذا وثبات ديني وانت خير مستودع وقد امرتنا بحفظ الودائع فرده عليَّ وقت حضور موتي برحمتك يا ارحم الراحمين, اللهم اني اعوذ بك من العديلة عند الموت))(9), وسيأتي في تعقيب الصلاة دعاء (رضيت بالله رباً...) مما ينفع العديلة عند الموت.
ومن ذلك عن الامام الصادق(ع): (ان ملك الموت يدفع الشيطان عن المحافظ على الصلاة ويلقنه الشهادة ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله في تلك الحالة العظيمة)(10).
وعن الرضا(ع)عن أبيه قال: قال رسول الله(ص) : (اذا كان يوم القيامة يدعى بالعبد فاول شيء يسأل عنه الصلاة فاذا جاء بها تامة والا زج في النار)(11), وعن نهج البلاغة عن أمير المؤمنين(ع)انه قال في كلام يوصي اصحابه: (تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فانها كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا(12), الا تسمعون الى جواب اهل النار حين سُئِلوا ما سلككم في سقر قالوا لم نَكُ من المصلين(13),وانها لتحت الذنوب حتَّ الورق وتطلقها اطلاق الربق وشبهها رسول الله(ص) بالحمة تكون على باب الرجل فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات فما عسى ان يبقى عليه من الدرن وقد عرف حقها رجالمن المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زينة متاع ولا قرة عين من ولد ولا مال يقول الله سبحانه: رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة(14).
وكان رسول الله(ص) نصباً بالصلاة بعد التبشير له بالجنة لقول الله سبحانه وتعالى: وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها(15), وكان يأمر بها اهله ويصيره عليها نفسه)(16).
وعن تخفيف الصلاة حكم ورد عن ابي عبد الله(ع)قال: (اذا قام العبد في الصلاة فخفف صلاته, قال الله تبارك وتعالى لملائكته اما ترون الى عبدي كأنه يرى ان قضاء حوائجه بيد غيري, اما يعلم ان قضاء حوائجه بيدي)(17).
وعنه(ع)قال: (أبصر علي بن ابي طالب(ع)رجلاً ينقر صلاته فقال منذ كم صليت بهذه الصلاة؟ فقال له الرجل منذ كذا وكذا, فقال: مثلك عند الله مثل الغراب اذا نقر, لو مت مت على غير ملة ابي القاسم محمد(ص) , ثم قال علي(ع): ان اسرق الناس من سرق من صلاته)(18).


(1) الوسائل ب1 ح8 اعداد الفرائض.

(2) الوسائل ب1 ح9 اعداد الفرائض.

(3) الوسائل ب8 ح3 اعداد الفرائض.

(4) الوسائل ب17 ح6 اعداد الفرائض.

(5) مستدرك الوسائل ب2.

(6) المستدرك ب3 ح3 وجوب الصلاة.

(7) المستدرك ب6 ح1 وجوب الصلاة.

(8) الوسائل ب6 ح7 وجوب الصلاة.

(9) مفاتيح الجنان 84-86.

(10) الوسائل 7/5 اعداد الفرائض.

(11) الوسائل 7/5 اعداد الفرائض.

(12) النساء 4/103.

(13) المدثر 74/43.

(14) النور 24/37.

(15) طه ص واله 20/132.

(16) الوسائل 7/8 اعداد الفرائض.

(17) الوسائل ب9 ح1 و2 اعداد.

(18) الوسائل ب9 ح1 و2 اعداد.