الرابع: العدالة:

حكم- ان العدالة هي الملكة على فعل الواجبات واجتناب المحرمات وقد بحثناها في باب الاجتهاد والتقليد بحثاً مطولاً مفصلاً ولكن لا بأس ان نضيف بعض التوضيح:

  1. روي ان ابي جعفر (ع) قال: (لا تصل الا خلف من تثق بدينه)(1).
  2. العدالة هي الجهاد الاكبر عبر عنه كما عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (رجعنا من الجهاد الاصغر وعلينا بالجهاد الاكبر), قالوا يا رسول الله وما الجهاد الاكبر؟ قال (ص): (جهاد النفس), ويقول الشيخ المرتضى (رحمه الله) ما معناه (ان تكون عالماً فسهل يسير واما ان تكون انساناً فصعب شديد عسير).
  3. العدالة من الصفاة النفسية كالشجاعة والكرم والسخاء والسماحة ولكل قوم عادل وفاسق وموافق ومخالف وجيد وسيء وليس هو من الامور التوقيفية التعبدية والمختصات الشرعية فيمكن ان نتفهمها من العرف العقلائي ولم نخصص مراجعة الشرع, ومعلوم ان الصفات النفسانية لا تعرف الا باثارها الظاهرة والا فلا يعلم الغيب الا الله.
  4. انها امر وجودي ظاهر كما ان الفسق كذلك وبينهما نسبة التضاد وليس العدم والملكة فان العدالة ملكة والفسق والفجور والنفاق والكفر ملكات وليست اعداماً.
  5. اختلفوا في ان العدالة شرط او الفسق مانع ويدل على الاول قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تصل الا خلف من تثق بدينه) في صحيح ابن حماد وعلى الثاني: لا صلاة خلف الفاجر, والاظهر من الادلة الاول ويكون الثاني من باب التوكيد كما في صحيح ابن ابي يعفور قال: قلت لابي عبد الله (ع) بم يعرف عدالة الرجل بين المسلمين حتى تقبل شهادته لهم وعليهم؟ فقال (ع): (ان تعرفوه بالستر والعفاف وكف البطن والفرج واليد واللسان ويعرف باجتناب الكبائر التي اوعد الله عليها النار من شرب الخمر والزنا والربا وعقوق الوالدين والفرار من الزحف وغير ذلك...) وذلك ان الصلاة ستر وكفارة للذنوب وليس يمكن الشهادة على الرجل بانه يصلي اذا كان لا يحضر مصلاه ويتعاهد المسلمين وانما جعل الجماعة والاجتماع الى الصلاة لكي يعرف من يصلي ممن لا يصلي ومن يحفظ مواقيت الصلاة ممن يضيع...وكيف يقبل شهادة او عدالة بين المسلمين ممن جرى الحكم من الله عز وجل ومن رسوله (ص) فيه الحرق في جوف بيته بالنار وقد كان يقول لا صلاة لمن لا يصلي في المسجد إلا من علة(2), ففي هذا الحديث يظهر ان العدالة شرط لأن الفسق مانع وعليه فلا يجوز الائتمام بمجهول الحال, كخبر حماد عن الصادق (ع) قال: (لا تصل خلف الغالي وان كان يقول بقولك والمجهول والمجاهر بالفسق وان كان مقتصداً)(3).
  6. المظهر لملكة العدالة اجتناب الكبائر كما في صحيح ابن ابي يعفور ويعرف باجتناب الكبائر التي اوعد الله عليها النار(4), ومن الكبائر الاصرار على الصغائر كما في صحيح ابن شاذان قال منها: (الاشتغال بالملاهي والاصرار على الذنوب)(5).
  7. ومن ظاهر العدالة ترك مافيات المروة في بعض مراتبها الشديدة اذ نقل الحديث قال (ع): (لا دين لمن لا مروة له)(6) وهو صيانة النفس وابتعادها عما ينفرها بين الناس وتختلف باختلاف الاماكن والازمان وطبيعة الناس, وتختلف باختلاف مقام الفاعل, ومثلاً ان الضحكات العالية في السوق لا يسقط عدالة الشاهد على الامور البسيطة, بينما ينفر الناس عن المرجع الديني والامام المرموق لو فعل في نظر الناس.
  8. ومن امثلة خلاف المروة المشهورة بين الفقهاء لبس الفقهاء لباس الجندي او الصبيان واولاد الشوارع المبتذلة ومد الرجلين في مجالس كبار الناس المحترمين وتقبيل الحليلة بين الغرباء والاكثار من الحكايات المضحكة والهزليات الصبيانية, ومظاهر الجبروتية والتعالي على الاقرباء والاصدقاء وسوء الاخلاق وعدم احترام الناس والتعصب والشجار على الامور الصغيرة, وابتذال الشخص نفسه بممارسة حقائر الامور بلا رجحان شرعي, واما ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وامير المؤمنين (ع) وكل الائمة (ع) من حمل جراب الاكل وغيره, وخصف النعل بيده وحلب الشاة وركوب الحمار العاري وردف شخصاً خلفه وقيادة الاعمى واسناد المريض وترك الطواف لحاجة الناس وتسليم العصا للاعمى ستوكأ عليها كما عن الامام الرضا (ع), فهذه كلها من التواضع ولتعليم جبابرة العرب ومتأنفي الكفار واخضاع المتكبرين منهم.
  9. ورد من الاحاديث في المروة فعن علي (ع): (اما المروة فاصلاح المعيشة)(7), وعن الامام الرضا (ع) عن آبائه (ع) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ستة من المروة: ثلاثة منها في الحضر وثلاثة منها في السفر, فاما التي في الحضر: فتلاوة القرآن وعمارة المسجد واتخاذ الاخوان, واما التي في السفر: فبذل الزاد وحسن الخلق والمزاح في غير معاصي الله)(8).
  10. درجات المذنبين:
  11. حكم- ان الذنب يكبر بحسب كبر الفاعل ومكانته عند الله وعند الناس ولذا ورد في نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لنسبتهن لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: [يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا32](9), [يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ30](10), ومن ذلك ما في الحديث: (يغفر للجاهل سبعون ذنباً قبل ان يغفر للعالم ذنب واحد)(11), وفي الحديث القدسي ما مضمونه: (لالقين ذنوب جهالكم على علمائكم).

  12. يتحقق مغفرة الله للمنذبين بامور كثيرة منها:
  13.  

    أ - التفضل من الله تعالى: [أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ40](12).

    ب - اصابت انواع المصائب والمحن وتسلط الظالمين وصعوبة العيش فقد روي عن الامام الصادق (ع) ما مضمونه: (ان الله ليبتلي شيعتنا بانواع المصائب والمحن حتى تمحص ذنوبهم ويكونوا من اهل الجنة), وفي وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي: (يا علي أنين المؤمن تسبيح وصيامه تهليل ونومه على الفراش عبادة وتقبله من جنب الى جنب جهاد في سبيل الله فان عوفي مشى في الناس وما عليه من ذنب)(13), وعن علي (ع) انه عاد سلمان الفارسي فقال له: (يا سلمان ما من احد من شيعتنا يصيبه وجع الا بذنب قد سبق منه وذلك الوجع تطهير له), قال سلمان: فليس لنا في شيء من ذلك اجر خلا التطهير؟ قال علي (ع): (لكم الاجر بالصبر عليه والتضرع الى الله والدعاء له بهما تكتب الحسنات وترفع لكم الدرجات فاما الوجع خاصة فهو تطهير وكفارة)(14).

    ج - قضاء حوائج الناس

     

    حكم- من اسباب المغفرة وعلو الدرجات ان الانسان ينتشل المريض ويخدم الشيخ ويرفع الكسير ويربي الطفل ويطعم الجائع ويكسو العريان, فعن الحسين بن زيد عن الصادق (ع) عن آبائه (ع) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (ومن كفى ضريراً حاجته من حوائج الدنيا ومشى له فيها حتى يقضى الله له حاجته اعطاه الله براءة من النفاق وبراءة من النار وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا ولا يزال يخوض في رحمة الله حتى يرجع ومن سعى لمريض في حاجة قضاها او لم يقضها من ذنوبه كيوم ولدته أمه..)(15).

     

    د - استغفار الملائكة والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والامام (ع) له.

    حكم- ورد آيات كثيرة في استغفارهم للمؤمن من موجبات المغفرة والرحمة والبركة والسعادة في الدنيا والآخرة, ففي الآية: [وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ5](16), وفي الآية: [وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا64](17), وابن الجهم عن ابي الحسن (ع) قال: (لا تحقروا دعوة أحد فانه يستجاب لليهودي والنصراني فيكم ولا يستجاب لهم في انفسهم)(18), وعن الامام الصادق (ع) عن آبائه (ع) في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (ع) قال: (يا علي اربعة لا ترد لهم دعوة: امام عدل ووالد لولده والرجل يدعو لاخيه بظهر الغيب والمظلوم يقول الله عز وجل وعزتي وجلالي لانتصرن لك ولو بعد حين)(19).

     

    هـ - كثرة الحسنات والاحسان الى الناس.

     

    حكم- قال الله تعالى: [إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ114 وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ115](20).

     

    و - أجتناب الكبائر:

     

    حكم- ان التقوى والابتعاد عن كبائر الذنوب هي السبب الاكبر في مغفرة الله وقضاء الحوائج, قال الله تعالى: [إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا31](21), وقال تعالى: [وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا27 يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا28](22)

     

    ز - محبة الاولاد وحسن تربيتهم

     

    حكم- ورد بان الله تعالى ليرحم الاب والام في محبتهما لاولادهما هذا في القلب واما في الظاهر فلا يصبح ان تظهر المحبة للاولاد والبنات مطلقاً حتى تبطرهم وتوجب غرورهم وفسادهم وانما تجعل لذلك مقادير فكلما زاد خير وحسن اخلاق الولد والبنت والتزامهما بالشرع والتقوى والعمل الصالح كلما شجعتهم واظهرت ودهم ومحبتهم والذكر الحسن بين الناس وهذا حتى للاطفال تدربهم على ذلك.

     

    ح - الشفاعة

     

    حكم- الشفاعة امر عظيم فان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وابناءه المعصومين (ع) هم اكبر شفعاء هذه الأئمة في حوائج الدنيا والآخرة وهي من ضروريات ما اعتقده المسلمون الا الوهابية الملعونة فهم من المستهزئين بالتشفع بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد تظافرت على ذلك الآيات والروايات.
    حكم- قال الله تعالى: [مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا85](23), الشفاعة من الشفع وهو الاثنينية ومقابلة الوتر او الفرد ولذا يقال لآخر ركعات الليل الشفع يعني اثنتان والوتر يعني ركعة واحدة, فالشفاعة هي يكون الشخص مع شخص ضعيف ويتوسط له لقضاء حاجة له قد عجز وضعف عنها, وكونها حسنة يعني من يشفع في تزويج اعزب وعزباء بالتوسط لهما بين العوائل ويغني الفقير وشفعاء مريض وخلاص سجين ومبتلى وتبرئة منهم وهكذا فهذا احسان لهم  فللشفيع في ذلك الثواب والنصيب من الله بالتوفيق والسعادة والشفاعة السيئة هو الذي يتوسط لاتهام بريئ وطلاق بين الزوجين وتفريق العوائل وبث العداوات بين الناس والفتنة بينهم والظلم والفساد واشاعة الفجور يكن له كفل بكسر الكاف وهو الجزء من الاثم والذنب على حسب اثر افساده وتوسطه بالظلم والكفر, واصل الكفر هو الحمل الثقيل الذي يكفل به حامله اي يثقله, فقل للفتان والمفسر هنيئاً لك بتحمل الحريق في نار جهنم والله تعالى (مقيت) من وقت الوقت يعني نظم النظام فالتوقيت هو تنظيم المكان مثل مواقيت الاحرام وللزمان مقل توقيت الصلوات والحج والصوم والشؤم والامور مثل توقيت النصاب للشفعاء, للمحسن نصيب الخير وللمسيء نصيب واجزاء من العذاب والخزي.

  14. الفرق بين العصمة والعدالة
  15. حكم- ان العدالة مختلفة بحسب مقام الاشخاص كما اشرنا مراراً فعدالة الشاهد اضعف من عدالة امام الجماعة المقتدى في الناس وعدالة القاضي يلزم ان تكون اعظم من الشاهد والامام وعدالة مرجع المسلمين الديني اشد واعظم من عدالة افرادهم بمختلف الوظائف والمراتب, ولكن كل المراتب لا تصل الى حد العصمة الكبرى فالعصمة الكبرى هي منصب من الله خاص للانبياء والاوصياء عليهم الصلاة والسلام, وهذا المنصب يصحبه الخلوة بالله وهو سر لا يعرفه الناس الا نفس المعصومين (ع) ويبعث مع كل معصوم ملائكة يسددون ويؤيدون اعمال المعصوم والملك هنا يسمى (روح القدس), ولذلك تجد بعض الروايات ان الامام (ع) يقول لقائل او فاعل من الاعمال الصالحة: (كان معك الروح القدس) او (اجرى الله على لسانك الروح القدس), فالروح القدس يمكن ان يسدد غير المعصوم (ع) ولكنه يخطر له خطرات وليس يصحبه ويسدده في طول حياته, اما سمعت ان الامام الحجة (ع) جلس للناس بعد وفاة ابيه (ع) يجيب عما معهم ومقاصدهم ومصادر وموارد اموالهم وسائر شؤونهم واحوالهم وهو بعمر خمس سنين, الم تعلم ان الامام محمد التقي الجواد (ع) صار اماماً للامة وهو بعمر ثمان سنوات, هذا وقصة عيسى (ع) وكلامه لأمه في لحظة ولادته لا تخفاك في سورة مريم.
    حكم- اما العصمة الصغرى فصاحبها هو الذي يعمل من الطاعات والصالحات ويجهد نفسه في  رياضات حتى يصير صاحب كرامات شبيهة بالمعجزات وهو لا يكون كذلك الا اعظم العادلين وشديد العابدين وحصين المتقين وسادة المجاهدين وقد عبرنا عنها من باب التقريب العصمة غير الوظيفية, فالعصمة الوظيفية من الله هي النبوة والولاية لوصي النبي (ع) وخلفاؤه الشرعيون وهم الائمة الاثنى عشر بعد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)وامثالهم من اوصياء الانبياء (ع) وغير الوظيفية هي ما يتوصل اليها اتقى الاتقياء وعظماء المتعبدين مثل زينب الكبرى والعباس بن علي (ع) وعلي بن الحسين (ع) وعبد العظيم الحسني صاحب الكرامات في طهران ولنا قريب منهم مئات من العظماء من اصحاب الكرامات في مختلف البلدان في اسيا وافريقيا.

  16. قيمة التوبة
  17. حكم- التوبة الى الله تعالى من العبادات ومن اعظم العبادات قال المهذب (ارسل في الجواهر في كتاب الشهادات ارسال المسلمات ان التوبة من العبادات ويعتبر فيها قصد القربة وعلى هذا لو تاب رياء أو بلا قصد القربة فلا توبة له ومقتضى الاصل بقاء فسقه).

  18. العدالة الكاذبة

حكم- ورد عن الامام زين العابدين (ع): (اذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه وتماوت في منطقة وتخاضع في حركاته فرويداً لا يفرنكم فما اكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب المحارم منها لضعف قيمته ومهانته وجبن قلبه فنصب الدين فخالها فهو لا يزال يخيل الناس بظاهره فان تكن من حرام اقتحمه واذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويداً لا يغرنكم فان شهوات الخلق مختلفة فما اكثر من ينبوع المال الحرام وان كثر ويحمل نفسه على شوهاء قبيحه فيأتي منها محرماً فاذا وجدتموه يعف عن ذلك فرويداً لا يغرنكم حتى تنظروا ما عقده عقله فما اكثر من ترك ذلك اجمع ثم لا يرجع الى عقل متين فيكون ما يفسده بجهله اكثر مما يصلحه بعقله واذا وجدتم عقله متيناً فرويداً لا يغرنكم حتى تنظروا مع هواه يكون عقله على هواه وكيف محبته للرياسات الباطلة وزهده فيها فان في الناس من خسر الدنيا والآخرة بترك الدنيا للدنيا ويرى ان لذة الرياسة الباطلة افضل من لذة المال والنعم المباحة المحللة فيترك ذلك اجمع طلباً للرياسة...ولكن الرجل نعم الرجل هو الذي جعل هواه تبعاً لامر الله وقواه مبذولة في رضاء الله يرى الذل مع الحق اقرب الى عز الابد من العز في الباطل...فذلك الرجل نعم الرجل فبه فتمسكوا وبسنته فاقتدوا والى ربكم به فتوسلوا فانه لا ترد له دعوة ولا تخيب له طلبة)(24).


(1)الوسائل ب10 ح2 جماعة.

(2)الوسائل 41/1 شهادات.

(3)الوسائل 10/6 جماعة.

(4)الوسائل 41/1 شهادات.

(5)الوسائل 46 ح33و 36 جهاد النفس.

(6)عن اصول الكافي ج1 ص19 ح12 كتاب العقل والجهل.

(7)روضة الكافي ص241 رقم 331.

(8)الوسائل ب49 ح12 كتاب الحج (آداب السفر).

(9)سورة الاحزاب 33/32 -30.

(10)سورة الاحزاب 33/32 -30.

(11)الوافي 1/52.

(12)سورة المائدة 5/40.

(13)الوسائل 1/13 احتضار.

(14)الوسائل ب1 ح30 إحتضار.

(15)الوسائل ب18 إحتضار.

(16)سورة الشورى 42/5.

(17)سورة النساء 4/64.

(18)الوسائل 52/4 و5 الدعاء.

(19)الوسائل 52/4 و5 الدعاء.

(20)سورة هود 11/114 – 115.

(21)سورة النساء 4/31 و27 – 28.

(22)سورة النساء 4/31 و 27 – 28.

(23)سورة النساء 4/85.

(24)الوسائل ب11 ح14 جماعة.