اطلاق استحباب البكاء في الصلاة وغيرها:

حكم- ان استحباب البكاء بصورة مطلقة وغير مقيده عن حالة الصلاة جاءت كل الروايات النادبة للبكاء وبعضها الناصة على قضاء الحوائج فعن ابي عبد الله (ع) قال: (ان الله عز وجل لا يستجيب دعاء بظهر قلب قاس)(1), وعنه (ع): (اذا اقشعر جلدك ودمعت عيناك ووجل قلبك فدونك دونك وقد قصد قصدك)(2) يعني لقاء حاجاتك الدنيوية.
وعن اسحاق قال قلت لابي عبد الله (ع): اكون ادعو فاشتهي البكاء لا يجيئني وربما ذكرت بعض من مات من اهلي فأرق وابكي يجوز ذلك, فقال (ع): (نعم فتذكر فاذا رققت فابك وادع ربك تبارك وتعالى)(3) يعني ادعي للميت ولك.

وعن سعد بن يسار قال قلت لابي عبد الله (ع) اني اتباك في الدعاء وليس لي بكاء؟ قال: (نعم ولو مثل رأس الذباب)(4), وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (قال الله عز وجل لعيسى يا عيسى هب لي من عينيك الدموع ومن قلبك الخشية وقم على قبور الاموات فنادهم بالصوت الرفيع فلعلك تأخذ موعظتك منهم وقل فاني لاحق في اللاحقين يا عيسى صب لي من عينيك الدموع واخشع لي بقلبك, يا عيسى استغث بي في حالات الشدة فاني أغيث المكروبين واجيب المضطرين وانا ارحم الراحمين)(5) يعني في حالات الشدة والمخاوف في امور الدنيا والدين, ان قلت ان الثواب على البكاء في طلب الحوائج ومنها الدنيوية لم يقيد بالصلاة امثال هذا الحديث, قلت نعم وايضاً ان الثواب على البكاء من خشية الله ايضاً لم يقيد بالصلاة وانما الفقهاء رأوا صحته بالصلاة وقيدوه من عندهم ولا بأس بفعلهم لعدم الفعل الكثير به الماحي لصورة الصلاة لا لكونه من خشية الله.


(1)الوسائل 28/2 و6 دعاء.

(2)الوسائل 28/2 و6 دعاء.

(3)الوسائل 29/1 و3 دعاء.

(4)الوسائل 29/1 و3 دعاء.

(5)الوسائل 29/9 دعاء وحاشيته.