لائحة بأحوال المعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام)

1) محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله):

ولد في مكة المكرمة بعد وفاة أبيه بعدة أشهر وتوفيت والدته (عليهم السلام) بعد سنتين وتوفي جده عبد المطلب (عليه السلام) بعد ثمان سنين فتكفله عمه مؤمن قريش أبو طالب (عليه السلام) أبو أمير المؤمنين(عليه السلام) وكان يحنو عليه أكثر من والده وهو أول من صدّق رسالته ودافع عنه حتى مات (صلوات الله عليهم).

أبوه: عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب إلى نزار بن معد بن عدنان، وكلهم مؤمنون طاهرون مكرمون بل هم أوصياء الأنبياء بين الناس فراجع أحوالهم.

أمه: السيدة آمنة بنت وهب بن هاشم (صلوات الله عليهم).

ميلاده: في عام الفيل قرب سوق الليل في فجر يوم الاثنين 17/ربيع الأول - 20/ آب 570م، بعد أربعين سنة من حكم أنوشروان.

زواجه: تزوج بالسيدة خديجة سيدة النساء ففدته بنفسها وصرفت أموالها الطائلة في سبيل الإسلام وكان عمره 25عاماً وعمرها 29عاماً فقط والأقرب أنها كانت قبله عند أبي هالة وولدت منه ولداً هو هند وبنت هي زينب فهذه ليست بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحصلت من ذلك الزوج على أموالها.

هجرته: هاجر إلى المدينة المنورة في 15 تموز 622م بعد الاتفاق مع 72 نفر من أهلها في أول ربيع الأول وقد بقي على حدود المدينة وبنى مسجد (قباء) منتظراً لعلي فلحقه ودخلا سوية.

حارب النبي الكفار في ثلاث وثمانين وقعة وكلها تكللت بالنجاح وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) نصيره الأول في كل حروبه ومواقفه.

وأهم تلك الحروب: بدر وأحد والأحزاب وخيبر وحنين وطرد اليهود من المدينة والوادي اليابس التي هرب منها الشيخان على عادتهما وانتصر علي (عليه السلام) ونزلت فيه سورة العاديات.

العمرة: اعتمر الرسول (صلى الله عليه وآله) في مكة بعد بعثته نبياً ثلاث عمرات وحجة واحدة وهي (حجة الوداع) التي نصّب فيها علياً خليفة ووصياً من بعده.

توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المدينة المنورة ورأسه في حجر علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو الذي جهزه ودفنه مع نفر قليل من الأصحاب وعمره (صلى الله عليه وآله) (63) سنة ونبوته دامت (23) سنة.

2) فاطمة الزهراء:

سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وأم الأئمة المعصومين (عليهم السلام).

ولدت في سنة 5 بعد البعثة أي 8 قبل الهجرة.

وتزوجها أمير المؤمنين وعمرها تسع سنين أي في السنة الأولى الهجرية وبقيت عنده تسع سنين فولدت له الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وأسقطت جنيناً اسمه المحسن حين عصرها عمر بالباب وغرز المسمار في صدرها فماتت على إثر ذلك بعد أبيها بثلاثة أشهر أو أقل أو أكثر على اختلاف الروايات.

وغصب أبو بكر أراضيها التي كانت تغني فقراء المدينة من محاصيلها وقد خطبت في ذلك خطبة طويلة موجودة في كتب سيرتها.

من أقوال الزهراء: (خير للمرأة أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل).

من أسمائها الزهراء: فاطمة الحانية الحوراء، المحدثة، الشهيدة، أم أبيها، أم العترة الطاهرة، الراضية، الطيبة، الطاهرة، البتول وغيرها..

يوم مقتلها إما 13 جمادى الأولى/ أو 3 جمادى الثاني 11هـ، مدفنها إما في بيتها أو في روضة مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) وعمرها 18 سنة.

أجمل وصف يمكن أن تصفها به: (إنها فاضحة المنافقين إلى يوم القيامة).

3) الإمام الأول علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد الوصيين (عليه السلام):

ولد في الكعبة الحرام قبل بعثة الرسول بعشر سنين وقبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة في 13 رجب المبارك، وشارك في الحروب كلها ولم يفر في واحدة منها.

أبوه أبو طالب مؤمن قريش ونصير الإسلام من أول يومه، ولم يعبد صنماً قط وإنما كان قبل الإسلام يتعبد على دين آبائه إبراهيم النبي ، وكان الناس يطلبون المطر - حين ينقطع - بوجهه الكريم وقد شهد لله بالتوحيد وللنبي بالنبوّة في مواقف كثيرة مأثورة، لعن الله من كفّره وزعم أنه من أهل النار.

توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعمر أمير المؤمنين 33 سنة وبقي بعده ثلاثين سنة قضى منها 25 سنة يدير دفّة الخلافة ويحل مشاكل المسلمين وظاهر الحكم لغيره وفي خمس سنين حكمه فضح المنافقين وحاربهم وهم الناكثون: طلحة وعائشة والزبير وأعوانهم.. والقاسطون: معاوية وعمر بن العاص وأشباههم.. والمارقون: وهم الخوارج.

قتله ابن ملجم المرادي في 21 رمضان المبارك 30 هـ، في مسجد الكوفة في حال الصلاة وقد خزي بذلك معاوية إذ كذب على بهم الشام بأن علياً لا يصلي ولا يصوم ولا يغتسل من الجنابة.

من أقواله: (يا أهل العراق نبئت أن نساءكم تدور في الأسواق بين العلوج ألا تستحيون لعن الله من لا يغار).

ثم أوصى وصايا كثيرة وعمل بها أبناؤه ومن ذلك ما قال محمد بن الحنفية: (ثم أخذنا في جهازه ليلاً وكان الحسن (عليه السلام) يغسل والحسين (عليه السلام) يصب الماء عليه وكان (عليه السلام) لا يحتاج إلى من يقلبه بل كان يتقلب كما يريد الغاسل يميناً وشمالاً وكانت رائحته أطيب من رائحة المسك والعنبر، ثم نادى الحسن أخته زينب وقال: يا أختاه هلمي بحنوط جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما منحته فاحت الدار وجميع الكوفة وشوارعها لشدة رائحة ذلك الطيب ثم لفّوه بخمسة أثواب وهو من فاضل كفن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما أمر (عليه السلام) ثم وضعوه على السرير وإذا مقدمه قد ارتفع ولا يُرى حامله وكانا حاملاه من مقدمه جبرائيل وميكائيل فما مرّ بشيء على وجه الأرض إلا انحنى له ساجداً.. فلما انتهينا إلى قبره وإذا مقدم المحمل قد وُضع فوضع الحسن مؤخره ثم قام الحسن وصلى عليه الجماعة خلفه فكبر سبعاً كما أمره به أبوه، قائلاً له: إنه لا يحل هذا إلا للمهدي القائم الذي يظهر في آخر الزمان فيقيم اعوجاج الحق.. ثم زحزحنا سريره وكشفنا التراب وإذا نحن بقبر محفور ولحدٍ مشقوق وساجة منقورة مكتوب عليها (هذا ما ادخره جده نوح النبي للعبد الطاهر المطهر) فلما أرادوا نزوله سمعوا هاتفاً يقول أنزلوه إلى التربة الطاهرة فقد اشتاق الحبيب إلى حبيبه..) (فلم يزل قبره مخفياً حتى دلّ عليه الصادق) لخواص الشيعة (فعرفته الشيعة وبنى عليه محمد بن زيد كما بنى ضريح الحسين بكربلاء كما في (الدمعة الساكبة) 3 ص114 هذا وقد اشتهر القبر الشريف على يد هارون الرشيد حين كان يتصيد فوضع له علامة ثم توسع وتعالى وهو من البيوت التي (أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ.. رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ) .

4) الإمام الثاني: الحسن المجتبى (عليه السلام)

ابن علي أمير المؤمنين وهو السبط الأكبر للنبي (صلى الله عليه وآله) وريحانته وممثله في حلمه وهديه وشمائله.

من أقواله: (من أراد عزّاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذلّ معصية الله إلى عزّ طاعته).

ولد (عليه السلام) في السنة الثانية وفي 15 رمضان المبارك.

استشهد على يد زوجته الملعونة جعدة بسمٍّ أرسله إليها معاوية وبالتعاون مع ملك الروم في 7 صفر 50 هـ وعمره 48 سنة وإمامته في 10 سنين، ورمى بنو العاص جنازته بسبعين نبلة بأمر عائشة. مما يدلّ على عدم توبتها عن خروجها في يوم الجمل بالبصرة. وكان دوره فضيحة لبني أمية الشجرة الملعونة بكفرهم ونفاقهم بأن حلم عنهم وأعطاهم فرصة الحكم بين الناس فعرفوا بظلمهم.

5) الإمام الثالث: الحسين (عليه السلام)

الشهيد بكربلاء أبو عبد الله سبط الرسول وخامس أهل الكساء وسيد شباب أهل الجنة وريحانة الرسول الذي جعل الله الشفاء في تربته واستجابة الدعاء عند قبره والأئمة التسعة الذين نصبهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ولده.

ولد في المدينة المنورة في 3 شعبان المعظم سنة 3 هجرية.

من أقواله الشريفة: (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مُفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد (صلى الله عليه وآله) ولآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي رسول الله وأبي علي بن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق وهو أحكم الحاكمين).

قتل على يد شيعة أبي سفيان في 10 محرم الحرام 61هـ، وداست خيول العصابة بدنه بعد القتل وسبوا عياله بنات رسول الله من بلد إلى بلد وشمتوا بهنّ وشتموا أهل البيت (عليهم السلام)، وعمره 57 سنة وإمامته 10 سنين، وبمقتله الشريف تغيرت موازين جهلة المسلمين من اتباع جاهلية بني أمية باسم الإسلام إلى التعرف على واقع إسلام النبي محمد، ولذا قال الراوي (إن الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء).

6) الإمام الرابع: زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين (عليه السلام)

ولد في 5 شعبان المعظم 36 هـ، وقتل بسمٍّ من هشام بن عبد الملك بن مروان الوزغ بن الوزغ في 25 محرم الحرام 95هـ، وعمره 59 سنة وأمة شاهزنان بنت ملك الفرس يزدجرد ودامت إمامته 34 سنة.

قال لابن زياد حين أراد قتله بعد وقعة كربلاء: (بالقتل تهددني يا ابن زياد أما علمت إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة).

وكان الإمام (عليه السلام) صائماً دهره قائماً ليله وحج عشرين حجة فما ضرب ناقته بسوط، وكان دوره الجهادي شجب المنكر بثورة الدموع والتوجّه إلى الله بالدعاء ونشر الإسلام بتحرير كثير من العبيد.

7) الإمام الخامس: محمد بن علي الباقر أبو جعفر (عليه السلام)

ولد في أول رجب 57هـ 676م. وقتل بسمٍّ من إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك لعنه الله يوم 7 ذو الحجة 114هـ 737م، ودامت إمامته 19 سنة.

وكان يوم كربلاء عمره ثلاث سنين أو أربع وهو أوّل هاشمي علوي من علويين فأمه فاطمة بنت الحسن (عليه السلام) وقضى من العمر المبارك 57 سنة.

وتمكّن الإمام من نشر الأحكام أكثر من بقية الأئمة لاشتغال العباسيين بضرب الأمويين وابنه الصادق (عليه السلام) أكثر منه تدريساً.

8) الإمام السادس: جعفر بن محمد الصادق أبو عبد الله (عليه السلام)

ولد في 17 ربيع الأول 83 هجرية، قتله المنصور الدوانيقي بالسُّم في 25 شوال 148هـ، وهو أكبر الأئمة عمراً 65 سنة. وسمّي مذهبنا بالجعفرية نسبةً إليه لأنه تمكن من نشر وتدريس الأحكام أكثر من غيره لاشتغال أعدائه العباسيين بأعدائه الأمويين، ودامت إمامته 34 سنة وان المذاهب تفرّعت من زمانه مخالفة لأئمة أهل البيت (عليهم السلام).

9) الإمام السابع: أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)

ولد في 9 صفر 128هـ 745م، وقتل بالسُّم من هارون الرشيد في بغداد بعد اعتقاله بالبصرة وبغداد لمدة 14 سنة في 25 رجب 183هـ، وإمامته في 35 سنة وعمره الشريف 55 سنة. وله من الأولاد ستون منهم 37 بنتاً و23 ولداً.

ودفن في بغداد وضريحه مزار لكلّ المسلمين، وكانت ثورته بفضح الظالمين بالتورّط بسجنه وتحريك الجماهير عاطفياً إلى الدين إلى يوم القيامة.

من أقواله: (التدبير نصف العيش والتودد إلى الناس نصف العقل، كثرة الهم تورّث الهم).

10) الإمام الثامن: علي بن موسى الرضا (عليه السلام)

ولد في 11 ذي القعدة الحرام 148هـ 765م، بعد وفاة جدّه الصادق بـ16 يوماً قتل بالسُّم في 17 صفر أو آخره سنة 203هـ، على يد المأمون العباسي لعنه الله ودُفن في خراسان ومشهده مزار عظيم وقضى من العمر الشريف 55 سنة منها 20 سنة مدّة إمامته، بويع بولاية العهد قهراً عليه في سنة 201هـ وقتل بعد سنتين.

وله حديث (السلسلة الذهبية الكاملة) وهي قوله: (حدثني أبي موسى عن أبيه جعفر الصادق (عليه السلام) عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين عن أبيه علي أمير المؤمنين عن رسول الله عن الله أنه قال: لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي، ثم قال الإمام (عليه السلام) بشروطها وأنا من شروطها).

وورد أيضاً بالحديث القدسي: (ولاية علي ابن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي).

بمعنى أن ولاية أهل البيت من شروط التوحيد فمن لم يوالهم فلا يُقبل توحيده وانتج صبره في إبعاده عن وطن جده وقتله بالسُّم أن علم الناس عدم شرعية خلافة العباسيين كالأمويين.

11) الإمام التاسع: محمد بن علي الجواد التقي (عليه السلام)

ولد في 10 رجب 195هـ 810م، وقُتل على يد زوجته الملعونة أم الفضل بنت المأمون بأمر عمّها المعتصم لعنهم الله في آخر ذي القعدة 220هـ، وعمره 25 سنة واستلم الإمامة وعمره ثمان سنين وقتل وعمره 25 سنة، دامت إمامته 17 سنة وهو أصغر الأئمة عمراً.

من أقواله (عليه السلام): (راكب الشهوات لا تستقال له عثرة، كفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة).

ودفن في بغداد خلف جسد جدّه الكاظم (عليه السلام) ودوره أنه أوضح للعالم أعلميته على جميع المسلمين على صغر سنه في جلسات قليلة حيث أجاب في مجلس المأمون على ثلاثين ألف مسألة إذ كان عمره 10 سنين تقريباً.

12) الإمام العاشر: علي بن محمد الهادي النقي العسكري (عليه السلام)

ولد قرب المدينة المنورة في نصف ذي الحجة أو في 1 رجب 212هـ 829م.

وقتل على يد المعتمد العباسي لعنه الله بالسُّم في 6 جمادى الثانية، أو 3 رجب 354هـ، وعمره الشريف 42 سنة وإمامته 34 سنة.

الذي أخرجه من مدينة جدّه المتوكل لعنه الله إلى سامراء وقتل فيها.

من حِكمه: (من هانت عليه نفسه فلا تأمن شرّه).

من كراماته: أنه قرأ على المتوكل قوله تعالى: (تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ)(1) فقتل بعد ثلاثة أيام.

13) الإمام الحادي عشر: الحسن بن علي العسكري (عليه السلام)

وُلد في المدينة في 10 ربيع الأول، أو 8 ربيع الثاني 232هـ 845م.

وقتل مسموماً على يد المعتضد في سامراء 8 ربيع الأول 360هـ 873م، وعمره الشريف 28 سنة وإمامته 6 سنين.

وليس له إلاّ ولد واحد وهو الحجة المنتظر.

من كراماته: بيّن للسلطان أن عسكره من أهل الأرض والسماء حتى سمي العسكري.

14) الإمام الثاني عشر: محمد بن الحسن الحجة المنتظر المهدي (عجل الله تعالى فرجه عليه وعلى آبائه الطاهرين الصلاة والسلام)

ولد في 15 شعبان المعظم 255هـ أو 256هـ، فيكون عمره في سنة 1420هـ 2000م 1165سنة هجرية، و1132 سنة ميلادية لأن ميلاده كان في 868م.

بدأت إمامته في يوم 9 ربيع الأول ويسمى يوم فرحة الزهراء (عليه السلام) وعمره خمس سنين وهو حي يرزق إلى الآن وسيظهر في آخر الزمان فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً.

وفي القرآن آيات لم تطبق حتى الآن وسيكون مصداقها هو حكومة الإمام (عليه السلام) ومنها: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)(2).

(وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)(3).

(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)(4)، (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(5).

(وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)(6)، حيث أن الدين في كل الأرض لم يكن واحداً من أول الإسلام وحتى الآن وهذه الآيات صريحة على أن حكم المسلمين سوف يعم كل المعمورة وإنه سوف يسعد به ويطمئن كل المؤمنين وهذا ما لم يكن في كل أعصر الإسلام.

غاب الإمام (عليه السلام): الغيبة الصغرى ابتدأت من حين وفاة الإمام العسكري وانتقال الإمامة للمهدي (عليه السلام) وذلك في 9 ربيع الأول 260هـ وكان الواسطة بينه وبين الناس أربعة من الفقهاء وهم: عثمان بن سعيد ثم محمد عثمان الخلاني ثم الحسين بن روح ثم علي بن محمد السمري، وكلهم مدفونون في بغداد فلما انتهوا في سبعين سنة من غيبته بدأت الغيبة الكبرى التي لم يتصل بها الإمام (عليه السلام) بأحد من الناس حتى الآن، وكانت وفاة السمري وبها ابتدأت الغيبة الكبرى في 329هـ.

من أحاديث الإمام: (أما الحوادث الواقعة فارجعوا بها إلى رواة أحاديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله).

قالوا في أئمتنا:

إن عصمة وطهارة أئمتنا الاثني عشر عليهم الصلاة والسلام وكذا وصية النبي (صلى الله عليه وآله) باتباعهم والائتمام بهم ثابت، ولا نحتاج لنقل تلك الأقوال وإنما المرجع إلى المفصّلات ونكتفي باعتراف أعداءهم ومخالفيهم من الذين تسلّطوا على الأمة وأتباعهم في هذا المختصر.

فعن جابر بن سمرة: (يكون اثنا عشر أميراً)(7).

(لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً كلهم من قريش)(8).

وعن صحيح مسلم أيضاً أن النبي (صلى الله عليه وآله) أشار إلى الحسين (عليه السلام) وقال: (ابني هذا إمام وابن أمام وأخو إمام وأبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم).

وفي مسند أحمد: ج5 ص106 أربعة وثلاثين طريقاً مختلفة الألفاظ، وقال (صلى الله عليه وآله): (يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيماً لا يضرهم من خذلهم كلهم من قريش)(9).